الموقعخارجي

ماذا تفعل مصر والسودان بعد فشل مفاوضات “الفرصة الأخيرة” بشأن سد النهضة؟

ما تزال تغيب عن إثيوبيا الإرادة السياسية للاتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان بشأن آلية استئناف المفاوضات لتحديد كيفية ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك بعد فشل اجتماعات كينشاسا.

,نتهت، يوم الثلاثاء، مفاوضات سد النهضة في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، بين مصر السودان وإثيوبيا، بشأن سد النهضة دون نتائج.

وشهدت المفاوضات التي عقدت في كينشاسا يومي الرابع والخامس من أبريل، خلافات وشد وجذب بين مصر وإثيوبيا حول آليات التفاوض قبل الملء الثاني للسد.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الثلاثاء، إن المفاوضات لم تحقق تقدما ولم تفض لاتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات، موضحة أن إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الإفريقي للتوسط بين الدول الثلاث.

فيما، قالت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، إن خطوات إثيوبيا الأحادية بخصوص سد النهضة انتهاك واضح للقانون الدولي.

وفي وقت سابق، قالت الخارجية السودانية إن إثيوبيا رفضت أيضا طلبا بتأجيل موعد بدء المرحلة الثانية من ملء السد، والمقررة في يوليو المقبل، وتوقعت انتهاء المفاوضات دون التوصل إلى أي تفاهمات أو اتفاق.

من جانبه، اقترح الدكتور عباس شراقي، خبير المياه المصري، توجه مصر والسودان إلى مجلس الأمن، كي يضطلع بمسؤوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدولي.

وقال في تصريح خاص لـ“الموقع”: الاتحاد الأفريقي ليس لديه إمكانيات للحلول، وكنا نقول بضرورة توفير الوقت والاستمرار في متابعة الملف في مجلس الأمن.

وأضاف: نحن مع الاتحاد الأفريقي منذ يونيو 2020، اقتربنا من سنة، والوقت مستمر وموسم الأمطار على الأبواب، وإثيوبيا تصر على الملء الثاني في موعده يوليو المقبل.

وشدد قائلا: “أمام هذا لابد من إجراء حاسم إذا ثبت فشل هذه الجولة تماما”.

ولفت إلى أنه بعد فشل مفاوضات واشنطن العام الماضي، كان الطريق مفتوحا إلى مجلس الأمن، وبالفعل تم ذلك إلا أن إثيوبيا بالالتفاف مع الاتحاد الأفريقي، رئيسه في هذا الوقت جنوب أفريقيا، التفوا كي يسحبوا الملف من مجلس الأمن، وعقدوا قمة مصغرة تتبع الاتحاد الأفريقي ونقلوا نتائجها لمجلس الأمن الذي رحب بطلب حل الأزمة أفريقيا.

وتساءل: لماذا نعطل أنفسنا مرة أخرى؟ قائلا: يكفي للاتحاد الأفريقي هذا القدر من الوقت.

وقال المطلوب من مصر السودان، أن تطلب من مجلس الأمن أولا: وقف إثيوبيا أي إنشاءات تؤدي إلى التخزين الثاني دون اتفاق، ثانيا تكملة المفازضات للوصول إلى اتفاق.

وأوضح: التخزين أمر هندسي وإلى الآن لم تتم الإنشاءات الهندسية الخاصة بالملء الثاني لسد النهضة، والوضع الحالي أن السد من الناحية الإنشائية غير صالح للتخزين الثاني.

ولفت إلى أن الخطوات الهندسية لم تتم حتى الآن، لكن إثيوبيا لديها الفرصة للبدء، وقد تنتهي منه في شهركامل، لذا لديها  ثلاثة أشهر للوصل إلى اتفاق قبل موسم الفيضانات.

وتمنى أن تتقدم مصر والسودان، بمذكرة واحدة لمجلس الأمن، بسبب تضررهما كدولتي مصب من السد الإثيوبي، وحفاظا على السلم والأمن في المنطقة، لأن المنطقة الآن على حافة الهاوية، ومصر لن تقبل بما تفعله إثيوبيا، وأصدرت تصريحات قوية في هذا الشأن، وإثيوبيا تصر وتعاند.

وأكد ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته وواجباته للحفاظ على الأمن والسلم، وحل أي موضوع يمكن أن يؤدي لحرب وحالة عدم استقرار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى