هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكار نياحة القديس البابا يوأنس 17 

يذخر تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعديد من سير الآباء البطاركة ، الذين قاموا برعاية الشعب وتعليمهم اصول الديانة ،هولاء البطاركة قد تركوا العالم وفضلوا الحياة في البرية، ودافعوا عن الإيمان، ووقفوا صامدين أمام الاضطهاد ،فنجد فى عصرنا الحديث المتنيح البابا كيرلس السادس المعروف لدى الأقباط بـ “رجل الصلاة ” وكذلك المتنيح  البابا شنودة الثالث ،وتحتفل الكنيسة وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 13برموده قبطيا 21 أبريل ميلاديا بتذكار نياحة القديس البابا يوأنس 17 البطريرك 105 من بطاركة الكرازة المرقسية.

تنيَّح القديس البابا يوأنس السابع عشر البطريرك الخامس بعد المائة من بطاركة الكرازة المرقسية فى سنة 1461 للشهداء ( 1745م )،ووُلِدَ هذا القديس بمدينة ملوي باسم عبد السيد، وفي الخامسة والعشرين من عمره، ترَّهب بدير القديس الأنبا أنطونيوس، حيث عاش في نسك وصوم وصلاة .

ولما أراد البابا يوأنس السادس عشر أن يعمر دير القديس الأنبا بولا الذي كان خرباً، كان الراهب عبد السيد أحد الرهبان الأربعة الذين اختارهم البابا للإقامة في الدير لتعميره ،وعندما ذهب لدير الأنبا بولا اهتم بتعمير الدير، كما أجهد نفسه في النُسك والقراءة والكتابة، فرسمه البابا يوأنس السادس عشر قساً ومعه الراهب مرجان الذي جلس على الكرسي البطريركي باسم البابا بطرس السادس.

ولما خلا الكرسي بنياحة البابا بطرس السادس، صلى الآباء الأساقفة والأراخنة، وألقوا قرعة هيكلية فوقعت على الراهب عبد السيد ورسموه بطريركاً بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة في يوم 6 طوبه سنة 1443 للشهداء( 1727م ) ،ولما نزل إلى مقبرة سلفه ليستلم العكاز والصليب، أحدثت العظام صوتاً في وجهه ففزع، وكان هذا سبباً في إبطال هذه العادة “كانت عادة متبعة في ذلك الوقت ولكنها أُبطلت الآن ” .

وقد اهتم البابا يوأنس ببناء كنيسة بدير الأنبا أنطونيوس وأخرى بدير الأنبا بولا، على نفقة الْمُعَلِّم جرجس السروجي. كما قام برسامة مطران للحبشة.

وفي أيامه أراد البابا إكليمنضس الثاني عشر، بابا روما، أن يستميل الأقباط إلى الكنيسة الكاثوليكية، فأنشأ في روما مدرسة لتدريس وسائل للدعاية لذلك، بالإضافة إلى دراستهم اللاهوتية،ثم بعث بخريجي هذه المدرسة إلى بلاد الصعيد بعد أن ألزمهم بالبحث عن الصبية الأقباط الأذكياء وإدخالهم المدارس الكاثوليكية تمهيداً لإرسالهم إلى روما، ورصد لذلك أموالاً كثيرة ، ومن بين الذين تعلَّموا في روما روفائيل الطوخي الذي رُسم أسقفاً على الفيوم، وبعد الرسامة بفترة استدعاه الحبر الروماني لكي يطبع كتب الصلوات الطقسية القبطية الأرثوذكسية مع إجراء التغييرات اللازمة لجعلها تتفق مع العقيدة الكاثوليكية، وفيما بعد استمالوا إليهم أنطونيوس فليفل، أسقف جرجا وأخميم، فحرمته الكنيسة الأرثوذكسية وهرب إلى روما حيث تنيح.

ولما رأى البابا يوأنس هذه المجهودات الكاثوليكية، اهتم بتوعية شعبه وشرح العقيدة الأرثوذكسية السليمة ، ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام، فكفنوه وصلوا عليه بكنيسة القديسة العذراء مريم بحارة الروم، ثم مضوا به إلى كنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين ودفنوه هناك بمقبرة الآباء البطاركة.

ويذكر أن كلمة “السنكسار” هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى