هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكار نياحة العالم الناسك الأنبا إيسوذوروس الفَرَمِي

تذخر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعديد من القديسين والشهداء على مدار كافة العصور منذ بداية المسيحية ،ووكان أول الشهداء اسطفانوس رئيس الشمامسة الذى رجم على اسم المسيح ،وتحتفل الكنيسة اليوم 10أمشير قبطيا 17 فبراير ميلاديا وفقا لكتاب “السنكسار ” بتذكار نياحة “وفاة” القديس إيسوذوروس الفَرمِي.

ويشير السنكسار إلى أنه حدث فى مثل هذا اليوم من سنة 166 للشهداء ( 450م ) قد تنيَّح القديس العالم الناسك الأنبا إيسوذوروس الفَرَمِي ،ووُلِدَ القديس في الإسكندرية سنة 370م من عائلة كبيرة، وكان قريباً للقديسين ثاؤفيلس بابا الإسكندرية الثالث والعشرين وكيرلس الأول البابا الرابع والعشرين،وقد ربَّاه أبواه تربية مسيحية وعلَّماه العلوم الكنسية ولما كبر تعلَّم اللغة اليونانية وآدابها فأتقنها وبرع فيها وصار عالماً في كل العلوم والفلسفات والتاريخ والمنطق .

ورغم كون القديس إيسوذوروس الفَرَمِي من علماء عصره إلا أنه عاش ناسكاً متواضعاً، هرب من مجد العالم وترَّهب في أحد الأديرة بمنطقة الفَرَما “مدينة في سيناء على ساحل البحر الأبيض المتوسط شرقي بورسعيد بحوالي 25 كيلومتراً” ، لذلك دُعىَ إيسوذوروس الفَرَمي، ثم انتقل إلى منطقة البلوزيوم “مدينة ساحلية في سيناء شرقي بورسعيد” ليعيش هناك حياة الوحدة والنسك .

وكان منهج القديس إيسوذوروس الفَرَمِي الرهباني إنجيلياً صِرفاً، يميل إلى البساطة والاهتمام بزينة النفس الداخلية بالفضائل،كما اهتم في خلوته بتفسير الكتاب المقدس ففسر الكثير من أسفار العهدين القديم والجديد، كما كتب رسائل قوية لكثير من الملوك والبطاركة والأساقفة والرهبان قُدِّرت بنحو ألفيّ رسالة، وكانت مواهب الروح القدس تتدفق منه بغزارة، ولما وصل إلى شيخوخة حسنة تنيَّح بسلام ومضى إلى الرب الذي أَحبه.

وتعد كلمة «السِّنْكِسارُ » هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى