اقتصادالموقع

كرتونة رمضان.. حكاية الإنسانية من الألفية الأولى هل تحولت إلى لعبة سياسية؟

تقرير: إسلام أبوخطوة

في أوائل الألفية مع ظاهرة تأسيس عدد من الجمعيات الخيرية الكبرى مثل بنك الطعام المصري والأورمان ورسالة وغيرها، ظهرت ما تسمى بـ كرتونة رمضان، لتكون أول كرتونة في تاريخ مصر، من خلال الجمعيات التي أسهمت في مأسسة مساعدات رمضان الغذائية التي يقدمها ميسورو الحال.

ولاقت فكرة الكرتونة الرمضانية إعجاب ملايين المصريين، فعلى النقيض مما ينبغي أن تمثله الكرتونة الرمضانية من روح التكافل وميل التصدق وحب الخير في رمضان، تحول جانب منها إلى شراء ولاءات واستعراض سمعات.

العقد الأخير شهد تسييساً واضحاً للكرتونة، وهو تسييس لم يستثن أحداً؛ أحزاباً حاكمة وأخرى معارضة، جماعات ملتحفة بالدين، وأخرى متعلقة بتلابيب الحكم، رجال أعمال طامحين إلى جمع السلطة مع المال، وآخرين يخططون لاعتلاء سلم السياسة، لاعبي كرة قدم وفنانين ونواب برلمانيين ينخرطون في بيزنس الكرتونة مهنئين الشعب الأصيل بالشهر الكريم.

نرشح لك : نار الياميش تحرق فرحة رمضان 2024.. 50% زيادة للأسعار.. ورد صادم من شعبة العطارة «خاص»

وتحولت الكرتونة الرمضانية من باب الدعم إلى المجاملات والرياء، ويأتي السائق محملاً بكرتونة مهيبة يحملها بصعوبة ومغلفة بقماش الخيامية الرمضاني المصري المعروف، وعليها بطاقة تحمل اسم مرسلها مذيلة بتحياته وتمنياته الرمضانية. تفتح الكرتونة، فلا تجد الفول والعدس والسكر والتمر، لكن تجد البندق واللوز والجوز وقمر الدين والمشمشية والقراصيا إلى آخر قائمة السلع الرمضانية التي أصبحت في عرف الملايين ذكرى من الماضي، وتحديداً ما قبل التعويم.

ويتم تداول كراتين الوجهاء في دوائر مغلقة وبين فئات أغلبها يتصل بعضها ببعض في مجالات عمل ومصالح مشتركة، إلا أن تظل الكرتونة الرمضانية في مصر سمة من سمات التكافل وشكلاً من أشكال عمل الخير في هذا الشهر الكريم. وقد أسهم في انتعاش الظاهرة وتمددها عوامل عدة. فقد تواترت آراء علماء الدين الموثوق فيهم في السنوات القليلة الماضية لتؤكد أن “كرتونة رمضان” شكلٌ مقبولٌ من أشكال الصدقة وإجراء محمود يرسخ قيمة التكافل، بالإضافة لأنها تصلح لأن تكون كفارة صيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى