الموقعفن وثقافة

في أول حوار لها بعد الاعتزال إنجي شرف تكشف لـ«الموقع» الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار

اعتزلت لأني «مش واخدة حقي» ولا أستطيع التنازل عن ما قدمته من قبل فاحترمت نفسي وبعدت

حسابات الوسط الفني اتغيرت وأصبح العمل بالواسطة والقرابة

لا أحب الجو المحيط بالتمثيل والبعيد عن الكاميرا

لم أقرر الاعتزال لعمل «بروباجندا» أو لأني هتجوز أو لأن الفن حرام وهتحجب

لم أعتزل الفن لأنه حرام كما اتهمني البعض.. و«الفنانات مش عاهرات»

أحمد السعدني أول من سأل عني وناقشني في قرار اعتزالي

ليست لدي مشكلة مع أحد وكل واحد يعمل اللي يريحه من غير ما يهين نفسه

حوار – أميرة عاطف

قالت إنها استخارت الله في قرارها، في البعد عن أحب الأشياء إلى قلبها، ومهنتها التي لم يخطر ببالها يوما أن تعتزلها أو تتركها في وقت من الأوقات، خاصة أنها أخذت هذا القرار، وهي في أوج تألقها بعد مسلسل “روليت”، وهو القرار الجريء الذي قررت به البعد عن حياة الشهرة والأضواء التي تجذب الكثيرين، واختارت أن تكون “لو بروفايل” كما عبرت عن بعدها وعودتها إلى حياتها الطبيعية والهادئة، دون انتظار ما لا يأتي، هى الفنانة إنجي شرف التي فتحت قلبها إلى موقع “الموقع“، وتحدثت بكل صراحة عن أسباب قرار اعتزالها الفن وإلى نص الحوار…

– ما السبب الرئيسي وراء تفكيرك في الاعتزال ؟

أفكر في الاعتزال منذ فترة طويلة، وكانت الفكرة “بتروح وتيجي” وشعرت أكثر من مرة أنني أريد أن “أمشي وأترك ورائي كل ما يخص مهنة الفن”، ثم أعود في قراري وأفكر أنه مازال أمامي الكثير من الأدوار، والأعمال، وطال انتظاري لدور جديد وجيد، فوجدت نفسي “ببعد أكتر”، ولا يعرض على ما يرضيني، وبعدها شاركت في مسلسل “روليت”، ثم عرضت علي أدوار غير مناسبة، وبدأت نغمة إن الإنتاج قل، ولابد من أن أثبت نفسي وأسعى، فوجدت أدوارا لم أقدمها عندما بدأت وأنا صغيرة، وشعرت أن هناك تنازلا وأدوارا لا أرضى عنها لمجرد التواجد، وكان هذا من أكثر الأشياء التي أثرت علي بالسلب، وعجلت في قرار اعتزالي، وما يحدث راجع لقلة الإنتاج، بسبب احتكار جهة واحدة له، فلم تعد هناك فرصة لاختيار ما يناسبك من إنتاج، كما أن معظم المخرجين الحاليين شباب لا أعرفهم، ولا أقلل منهم، وقد تعاونت مع أحدهم وهو معتز حسام في “روليت”، فأصبح الموضوع ينحسر “في إن اللي بيجيلي مش عاجبني”.

– خطوة اعتزال الفنان تحتاج لقوة من أين جاءت لكي هذه القوة؟

جاءت لي لأني “زهقت”، وأرهقت نفسيا من كثرة التفكير وانتظار ما لايأتي، والشعور بأنني “مش واخده حقي”، فعندما كنت صغيرة في السن والخبرة، قدمت بطولات وتعاونت مع كبار النجوم والمخرجين، عبلة كامل، سامي العدل، إسماعيل عبد الحافظ، علي عبد الخالق، محمد فاضل جمال عبد الحميد، وتوسموا في النجاح، وكبار النقاد كتبوا عني كلام إيجابي مثل طارق الشناوي وماجدة خيرالله، واليوم بعدما أصبح لدي ثقل فني، لا أجد الدور ولا التقدير المناسب، ومن الواضح أن حسابات الفن اتغيرت، وأصبح الشغل بالقرابة والواسطة .

– هل أصبح الوسط الفني “زحمة” وأدى ذلك لاختفاء فنانات من جيلك؟

طبعا، “وبقينا نشوف حاجات غريبة”، وبنات وولاد كتير “كل من هب ودب بقى بيمثل”، زمان كانت العائلات ترفض أن يمثل أبناؤهم وبناتهم، وكان الموضوع يحتاج إلى جهد وإقناع، أما الآن الموضوع أصبح سهلا، خاصة مع تواجد السوشيال ميديا، والتيك توك، وبمناسبة الكلام على الزحمة، مؤخرا كان هناك مسلسل مكون من 15 حلقة، وعندما شرعنا في تنفيذه، الإنتاج استبدل عددا من النجوم “بالبلوجرز” لمجرد التقليل في الميزانية وما شابه فرفضت الاستمرار.

وما ردك على أنه من الممكن أن تكوني انت” اللي مش متشافة” وهناك من استمر وتفوق ؟

“خلاص مهو علشان أنا مش متشافة انسحبت”، الحقيقة المنافسة أصبحت غير شريفة، وكنت هعافر وأحارب لو رأيت إن المنافسة متوازنة، لكن للأسف حسابات المنافسة اتغيرت، وعندما بعدت عن المعايير التي وضعتها لنفسي، لم أرض عن شكل ظهوري، ولو عاوزة “أتشاف”.

نرشح لك : أحمد بتشان يستعد لطرح «بعد فراقك»..«خاص الموقع»

كنت قبلت كل ما يأتي لي من نوعية أعمال لا أرضى عنها، أو دعوات لمهرجانات أو أحداث أو أفراح أو برامج وكنت عملت علاقات مع أشخاص كتير، وأعتبر نفسي مثل الفنانة الكبيرة عبلة كامل، لا أحب أن أقدم أو أشارك في شيء في الوسط إلا التمثيل، ” لا أحب كل ما هو حول التمثيل أو ما هو بعيد عن الكاميرا” .

– هل الفن مهنة غير مضمونة وهو ما جعلك تعملين في مجال “الفاشون”؟

لم أفكر في الموضوع بهذا الشكل، أو بمعنى أصح محسبتهاش ميديا، كنت بشوف إني مش عاوزة أعمل إلا اللي بحبه وشايفة نفسي فيه، ومبقاش مضطرة للشغل وخلاص، أو إني أفكر أقدم شغل فني “عشان الفلوس” وكنت بلاقي نفسي فيه في الأوقات اللي مفيهاش شغل فن، وهذا البزنس عندي من 2003، وقدمت أجمل أعمالي وأنا بشتغل فيه، “ريا وسكينة” و”العندليب” و”حدائق الشيطان” و”بالشمع الأحمر”.

– هل قرار اعتزالك الفن نهائي أم من الممكن العودة بالشكل الذي تشعرين أنه مناسب لكي؟

لا أستطيع ان أحسم هذا القرار حاليا، ولا يعلم أحد “بكرة فيه إيه”، لكن في هذه اللحظة وحتى الآن لا أفكر في العودة إطلاقا، ولم أبعد أو اتخذ هذا القرار لعمل ” بروباجندا” لنفسي كما اتهمني البعض، أو لأن عندي جوازة هتجوزها، ولا لأن الفن والتمثيل حرام فقررت أبعد وأتحجب، ولكني أشعر بارتياح في الوقت الحالي لأن لدي شعور بأنني لا أنتظر شيئا، لا يوجد ضغوط، وأفكر بهدوء في حياتي .

– هل تعرضت إلى أزمة إنسانية على مستوى العمل عجلت بقرارك؟

في الحقيقة نعم فالوسط به الصالح والطالح، ولا أريد أن يغضب مني أحد، فالجميع اصدقائي وبينا أيام وعشرة تحترم، ولكن للأسف أصبح هناك مصلحة لو هتخدي فرصة كويسة لابد أن يكون هناك مصلحة متبادلة أي كانت المصلحة.

– هل جاءتك ردود أفعال من الجمهور حول هذا القرار؟

في الحقيقة كلها ردود أفعال غريبة، ومزهولة من كم الشتايم اللي اتكتبت، ولا أعرف لماذا؟ “يا جماعة أنا بقول أنا ماشية”، تعليقات بها مضايقات سخيفة، تعليقات مثل الفن حرام وربنا يهديكي، وربنا يثبتك، ويارب تتحجبي وتبعدي عن القرف دا، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ورديت عليهم قلت لهم يا جماعة أنا فنانة “مش عاهرة”، أنا بمثل من وأنا عندي 17 سنه ولا أقبل الغلط في الفن أو الفنانين، وعلى الجانب الآخر جاءت لي بعض ردود الأفعال الإيجابية من الجمهور والفنانين، ولم أعتزل لأني أرى الفن حرام اعتزلت لأني مش واخدة حقي والمفروض أكون في منطقة أفضل بكثير، وأنا مظلومة فمنذ حارة اليهود وسلسال الدم لم أقدم شيئا “عليه القيمة”، غير “روليت”، لا أجد نفسي في عالم الفن الجديد، والتيك توك وليس لدي مشكلة مع أحد كل “واحد يعمل اللي يريحه واللي يليق عليه من غير ما يهين نفسه” .

– هل تشعرين بالخوف أن يأتي يوم تندمين على هذا القرار؟

أنا راضية جدا بهذا القرار، واتخذته دون ضغوط ودون أن أستشير أي قريب أو صديق حتى والدتي تفاجأت بهذا القرار وقرأت البوست على صفحتي، لدرجة أنها زعلت مني، وأرى أنه قرار في توقيت مناسب، أحترم به نفسي ومن الممكن أن يفتح لي الله باب رزق في مكان تاني، تعرضت لظروف حياتية وضغوط، جعلتني أنظر للدنيا من منظور آخر، وبعنف وأقترب من الله أكثر مع إن علاقتي بربنا قوية جدا وطول عمري بصلي، ويوم ما صليت الفجر وقرأت قرآن وأدعية، ولاقيت نفسي بكتب البوست بمنتهى الرضا والقناعة، ولم أعاند إرادتي، ولست نادمة وأشعر براحة شديدة.

– هل الفن مهنة صعبة؟

جدا تحتاج إلى أعصاب قوية وثبات انفعالي، وخبرة في التعامل مع كل نوعيات البشر، وقدرة على التخلي في أي مرحلة لأنه طول الوقت تقابلي أشياء غير متوقعة .

– هل اتصل بك أصدقاء من الوسط الفني للسؤال عن هذا القرار؟

اتصل بي الدكتور أشرف زكي، وسألني عن أسباب اتخاذي هذا القرار، ومشكورا قال لي إنه سيقابلني لنتحدث سويا، ومن الزملاء لم يتصل بي الا أحمد السعدني، وقال لي إنه يتواجد في مصر الجديدة من أجل التصوير ويريد أن يقابلني، ليعرف ما الأسباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى