هلال وصليب

فضيحة راهب دخل بيوت بائعات الهوى ولن تصدق نهايته 

“مجداً من الناس لست أقبل ” صدق قول يوحنا الإنجيلى فى بشارته ،فالجميع يعرف أن أساس حياة الراهب النسك والعبادة وسلب الذات وفقا لإرادة الراهب وحبا فى الله ،ولكن حينما يعرف الراهب بإنه يسير مع العاهرات ويدخل بيوتهم فالأمر يختلف تماما.

بداية القصة حينما قرر الراهب فيتاليس وهو سن 60 عاما ترك ديره في غزة حيث وُلد ونشأ،وذهب فيتاليس للعمل على رصيف ميناء مدينة الإسكندرية كحمّال،وفي ذلك الزمن كان من المعتاد أن يمتلئ الرصيف ببائعات الهوى .

عاش الراهب فيتاليس يعمل طول النهار بجهد كبير من أجل تجميع أكبر قدر من المال الممكن ،ولكنه أمام الجميع ينفق كل ما تحصل عليه من مال على أحدى بائعات الهوى .

والأمر لم يتوقف عن دخول الراهب إلى منزل واحدة فقط، بل كان يتنقل بين معظهم،واعتبر المسيحيين هذا الراهب عارا على كل المسيحيين في المدينة، وفضيحة ووصمة عار للكنيسة كلها.

ومرت سنوات كثيرة وظل الراهب فيتاليس مستمر في أفعاله المشينة وحياته الفاجرة،وتعددت نصائح الجميع له محاولين إقناعه بالرجوع عن طريقه الذي يؤدي إلى الهلاك.

وكانت الكارثة أن أتاه الموت فجأة وهو مازال مستمر في أفعاله، واعتبر الجميع أن الموت جاء لإنقاذ حياته من الهلاك ،وذلك لاعتباره ملجأ آخير من خطاياه التي استمر بارتكابها إلى لحظة موته .

قرر المسيحيون فى ذلك الوقت القيام بالصلاة على الراهب فيتاليس ،والقيام بدفنه ودفن الفضيحة معه ،وانتشر الخبر بين الجموع فى الاسكندرية بأن الراهب العجوز صديق الزانيات قد مات .

وحدث أمر لم يتوقعه أحد عند قيام الكهنة بصلاة الجنازة على الراهب فيتاليس ،حيث امتلأت الكنيسة تماما ،وكان اغلب الحاضرين للصلاة نساء من الاسكندرية محتشمات مسيحيات، وكأنّهم أتين ليودّعن قديس عظيم لا إنساناً مات بخطيته مثلما عرف عنه فى شوارع الإسكندرية .

وبينما يؤدى الكهنة صلاة الجنازة، أخذ الحضور ينظروا إلى النساء حتى تعرف احدهم على أحدهن وتذكرها جيداً، إنها إحدى بائعات الهوى التي قد رآها قبل زمان بعيد عند رصيف الميناء،ولكنها قد تغيرت ولم تعد كما كانت في السابق،وأخذت يدقق نظره فى النساء الحاضرات، حينها تذكر الحضور انهن من النساء اللاتي كان يبعن اجسادهم عند الميناء.

قصة لها العجب عرفت المدينة أنّ الراهب فيتاليس العجوز كان قديساً ،يعمل طوال اليوم عملا فى غاية الشقاء ،يدفع كل ما لديه من المال الذي يكسبه ليلا لبنات الهوى لكي لا يحتاجوا إلى الخطيئة لكي يعيشوا،تكفل بمصاريفهن حتى يبتعدوا عن حياة الخطيئة وتحمل إهانة الآخرين له واتهامتهم الباطلة له.

حينها أدركت المدينة أن الراهب فيتاليس الذي اعتبروه فضيحة كان رمزا للطهارة بحدّ ذاتها،ونموذج للمحبة في أروع صورهاويعرف القديس فيتاليس فى تاريخ الكنيسة القبطية بأنه شفيع العاهرات وتغيرت حياة الكثير من النساء على يده .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى