الموقعتحقيقات وتقارير

عودة المصريين لأداء العمرة.. انفراجة يهددها مستر “أوميكرون “

كتبت – فاطمة عاهد

في شهر أكتوبر من العام الماضي “2020” تفاجئت إحدى العاملات في مجال السياحة الدينية، بتخفيض مرتبها إلى أكثر من نصفه، وعندما تساءلت عن السبب، أشار صاحب شركة السياحة إلى الخسارة الفادحة التي لحقت به بسبب قرارات منع الحج والعمرة عقب انتشار جائحة كورونا في العالم.

فقد تعرضت شركات السياحة خاصة الدينية إلى أزمات متلاحقة، بسبب إيقاف موسم الحج والعمرة خلال السنوات الماضية، بقصر أداء الشعائر على المقيمين داخل السعودية فقط، ووفق أعداد محددة واشتراطات وإجراءات احترازية وتنظيمية خاصة ومعقدة.

“نور” رفقة عدد كبير من العاملين في شركات السياحة الدينية فقدوا وظيفتهم، بسبب الكساد الذي طال القطاع، عقب انتشار جائحة كورونا، خوفا على الحجاج والمعتمرين، وحفاظا على صحة العاملين بالحرم المكي، لمنع تفشي الفيروس بينهم.

لكن جاء تصريح نائب رئيس اتحاد المصريين بالمملكة العربية السعودية عادل حنفي، الذي أكد فيه إنه منذ ساعات تم فتح باب العمرة للمصريين، ليمثل بارقة أمل من شأنها أن ترد للقطاع والعاملين فيه خسارتهم.

وأكد نائب رئيس اتحاد المصريين بالمملكة العربية السعودية، فى لقاء تلفزيوني له أن الاشتراطات لأداء العمرة بسيطة تقتضى فقط حصول المعتمر على جرعة واحدة من اللقاح المعتمد داخل الأراضى السعودية، وفيما يخص الحاصلين على اللقاح الصينى أو الروسى سيتم حجره فقط لمدة ثلاثة أيام، داخل الأراضى السعودية.

البداية بعودة الطيران المباشر

اعتبر خبراء السياحة أن عودة الطيران المباشر بين مصر والسعودية بعد إلغائه لفترة طويلة خبر في صالح قطاع السياحة الدينية، رغم ما تم فرصه من اشتراطات على المسافرين، لذلك ثمن خبراء الاقتصاد عودة الطيران المباشر مرة أخرى.

وتعددت تلك الاشتراطات ما بين أن يكون المسافر قد أجرى مسحة “pcr” قبل مغادرة مصر، ولا يشترط أن يكون حاصلا على أى لقاحات داخل مصر، وبمجرد وصوله سيتم منحه اللقاحات المعتمدة داخل الأراضى السعودية بالإضافة للتسجيل عبر منصة “قدوم”.

وبمجرد وصول المواطن المصرى سيتم حجره مؤسسياً لمدة خمسة أيام فى أحد الفنادق المعتمدة لدى الحكومة السعودية على نفقة الوافد، وفى حال ثبوت أنه سلبي المسحة، سيتلقى اللقاح من قبل السعودية مجاناً.

دعم حكومي وأزمات بنكية

حاولت الحكومة دعم أكثر من 2500 شركة سياحية حيث تقدمت تلك الشركات باستغاثة لرئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولى وجميع الجهات الحكومية المعنية في 19 من شهر يونيو الماضي لإنقاذها من إعلان إفلاسها رسمياً في ظل عدم توافر أي سيولة مالية لدى هذه الشركات للوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها فضلاً عن تحملها أعباء عديدة من المديونيات.

وجاءت مصر في المرتبة الأولى في عدد الحجاج العرب في موسم عام 2019 حيث بلغ أكثر من 86 ألف حاج، فيما تظل مصر الأولى عربياً أيضاً في عدد المعتمرين على مدار العام.

تعتمد شركات السياحة التي تنقسم إلى ثلاثة فئات “أ،ب،ج” على السياحة الخارجية الممثلة في رحلات الحج والعمرة، بينما يجني عدد قليل منها مكاسب من السياحة الخارجية، حيث يعتمد أغلب المصريين في الداخل على السفر عن طريق وكلاء لا يدفعون ضرائب بسبب قلة تكاليف الرحلات عن الشركات السياحية.

لذا تعتبر أصحاب الشركات أن مبادرة مجلس الوزراء المنقذ لهم من إغلاق الشركات أو تحويلها لنشاط آخر، لكنهم اصطدموا ببيروقراطية الإجراءات الخاصة بالبنوك المنفذة للمبادرة، وتعنتها ضد الشركات، حسب قولهم.

حيث أوضح أحمد البكري، صاحب أحد الشركات السياحية، أن الدولة دعمت القطاع السياحى لكن البنوك باعتبارها الأداة التنفيذية لم تهتم كثيرا لذا أغلقت العديد من الشركات أبوابها وتم تسريح العمال، بينما قرر البعض اختيار طريق للبحث عن مجال آخر للعمل.

“البكري” أضاف في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن المبادرات لم تؤت ثمارها، والدليل على ذلك عدد الشركات التي أغلقت حتى بعد إطلاقها، وهو ما يوافق عليه باسل السيسي، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة السابق، حيث وصف المبادرة الخاصة بدعم القطاع السياحى بأنها مجرد حبر على ورق.

أول الغيث قطرة
على الرغم من أنه لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن عودة موسم العمرة للمصريين، إلا أن الأنباء المنتشرة تسببت في نشر البهجة بين أصحاب الشركات السياحية، معتبرين أن أول الغيث قطرة.

وأكد في حديثه لـ”الموقع” على أن الشركات السياحية تعتمد في الدرجة الأولى على الرحلات الدينية، باعتبارها الرحلات الخارجية التي تنظمها، وتوقفها يعني توقف حوالي 90 في المائة من دخلها ، خاصة في ظل توقف السياحة الخارجية، وعدم امتلاك أي منها أصولاً غير المقار التي تمارس من خلالها نشاطها.

ويتفق ، إسلام عبده المدير التسويقي في إحدى الشركات السياحية مع “بكري” حيث يشير إلى أن الشركة التي يعمل بها تتكبد خسائر منذ حوالي عامين، منه إيجار المقرات الخاصة بهم، بالإضافة إلى دفع أموال للعاملين في ظل عدم وجود أي ربح، حيث يعتمدون على الرحلات الدينية في ذلك.

وتقدر غرفة شركات السياحة خسائر الشركات منذ بدء جائحة كورونا وحتى الآن بمليارين ونصف المليار جنيه، جراء عدم تنظيم أي رحلات حج وعمرة؛ ما دفع الكثير من الشركات إلى غلق أبوابها بسبب عدم قدرتها على دفع الرواتب.

المتحور الجديد

أعلنت السعودية عن وقف رحلات الطيران لحوالي سبع بلاد أفريقية، عقب الإعلان عن متحور كورونا الجديد، الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية الأخطر بين السلالات التي تم الإعلان عنها.
وأعرب أصحاب الشركات السياحية عن قلقهم من ظهور المتحور الجديد في مصر ما يتسبب في وقف موسم العمرة، لوقف الرحلات بين مصر والسعودية، على الرغم من التأكيدات المتتالية لوزارة الصحة المصرية على أن المتحور الجديد لم يدخل إلى مصر، ولم تسجل أي حالات إصابة به.

فقد أثار إعلان بلجيكا عن اكتشاف أول حالة إصابة بالمتحور قلق المصريين، لأنها لسيدة كانت في إجازة في مصر، لكن بحسب حديث الطبيب المعلن عن الحالة فإنهم لا يعتقدون أنها أصيبت من مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى