هلال وصليب

«علي جمعة»: العمل الصالح يتمثل في ذكر الله

كتب- أحمد عادل

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن ربنا سبحانه وتعالى أمرنا في الكتاب وأخذ العهد علينا بأن نعبده لا نشرك به شيئا ، وأن نترجم هذا الإيمان في واقع الحياة بالعمل الصالح ؛ وجعل العمل الصالح يتمثل في الأقوال والأفعال.

أما الأقوال فالعمل الصالح يتمثل في ذكر الله {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}.

 

وأما الأقوال فتتمثل أيضا بأن نقول للناس حسنا، وجعل الله سبحانه وتعالى أنقول للناس حسنا قبل أن نقيم الصلاة قال تعالى وهو يحكي علينا قصة بني إسرائيل ويريد منا أن نعتبر منها وأن نمتثل إليه سبحانه وتعالى من خلالها {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ}.

وتابع: قدم القول الحسن على إقامة الصلاة وهناك نرى سبحانه وتعالى وهو يقول {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} فالكلم الطيب الذي يتمثل في ذكر الله والذي يتمثل في أن نواجه الناس بالحسنى يصعد وحده وينجذب إلى الملأ الأعلى وحده من غير رافع ولا معين ، والعمل الصالح من الصلاة وهو ركن الدين ومن الزكاة وهو ركن الدين ترفعه الملائكة، وهذا يبين لك مدى علاقتك مع الناس {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}.

كما قال علي جمعة: الرحمة نجد أن الله سبحانه وتعالى وصف بها نبيه ﷺ فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ليس للمسلمين ولا للسابقين ولا للاحقين بل للعالمين، وهذا كلام يجعلنا نفهم حقيقة الدين، وأن ما دامت الرسالة قد بدأت بهذا وأصرت عليه وجعلته البداية والنهاية ووصفت مُبلِّغ هذه الرسالة بها فهي هذه حقيقة الدين يقول سيدنا رسول الله ﷺ : «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» إذًا لابد علينا أن نضع على أعيننا نظارة مكوَّنة من عدستين “الرحمن الرحيم”، ما الذي نفعل بها هذه النظارة؟ أول شيء وقد افتقد كثيرٌ من الناس هذا قراءة النصوص؛ فعندما أقرأ النصوص لابد أن أقرأها بنظارة الرحمن الرحيم، وليست بنظارة المنتقم الجبار، ولا بنظارة المتكبر الشديد ، يمكن للنص أي نص ويمكن في اللغة بأي لغة أن نفهم النص بوجوهٍ مختلفة ، في اللغة حقيقة ومجاز، في اللغة مشترك، في اللغة ترادف،….وهكذا؛ فإذا ما قرأنا أمكن أن نؤوِّل النص؛ فهل نؤوله في اتجاه الرحمة أو أن نؤوله في اتجاه مشرب التشدد والعنف؟ هذه مشكلة كبيرة نراها الآن قد تغلغلت في مجتمعنا، وتغلغلت في العالم كله، وأصبح هناك ما نطلق عليه بالمتشدد أو المتطرف، وهذا قد نزع نظارة الرحمة في قراءته لكل شيء، وأول هذا الشيء النص الذي يقدسه ويحترمه ويدخل إليه ويريد أن يجعله مرجعاً له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى