أراء ومقالاتالموقع

علاء حيدر يكتب لـ«الموقع» العدوان الثلاثي وتعمير سيناء

بعد انتهاء العدوان الثلاثي على مصر ، واحتدام الصراع العربي الإسرائيلي ، شكل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لجنة من العسكريين والخبراء ، للتوصل للأسباب التي أدت لانسحاب القوات الإنجليزية والفرنسية من منطقة القناة في ٢٢ ديسمبر ١٩٥٦ ، في حين ظلت إسرائيل تحتل سيناء حتى مارس ١٩٥٧ ، أي بعد مرور خمسة أشهر من شن العدوان الثلاثي على مصر في ٣١ أكتوبر ١٩٥٦….

وقد توصلت اللجنة التي شكلها ناصر ، إلى أن السبب الرئيسي الذي عجل بانسحاب الإنجليز والفرنسيين من منطقة القناة، هي المقاومة الشعبية الباسلة لشعب بورسعيد، وبقية أبناء مدن القناة، في حين ظلت إسرائيل، تماطل في الانسحاب، بسبب الأمان الذي كانت تتمتع به بسبب عدم وجود كثافات سكانية في سيناء ، قادرة على مقاومة المحتل الإسرائيلي.وبررت اللجنة ذلك بغياب التنمية ، وانعزال سيناء وحيدة في قارة آسيا ، بعيدا بقية الوطن في إفريقيا.

كما اعتبرت أن عدم وجود كثافات سكانية للمصريين في سيناء ، رغم التزايد السكاني الكبير للمصريين، في الوادي، والدلتا ، يعود إلى عدم وجود وسيلة اتصال وانتقال ، تسهل للمصريين الوصول بين سيناء وبين الوطن الأم ، إلا من خلال عبور القناة بالمعديات .

وللأسف الشديد لم يتم اتخاذ أي إجراء على أرض الواقع منذ انتهاء العدوان الثلاثي على مصر لتعمير سيناء، لتعاود إسرائيل احتلال سيناء في ٥ يونيو ١٩٦٧ بسهولة أكبر من سنة ١٩٥٦ ، نتيجة قرار سحب الجيش من سيناء فور تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وفقد القوات المصرية في سيناء للمظلة الجوية القادرة على حماية رؤوس الجنود من الطيران الإسرائيلي .

ويقول التاريخ أن إسرائيل ظلت تحتل سيناء لمدة ٦ سنوات كاملة ، حتى تم تحريرها بمقتضى انتصار حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، ليشهد نتيجة ذلك الانتصار إعادة افتتاح الرئيس السادات لقناة السويس في العام ١٩٧٥ .

وعلى الرغم من إعادة تسيير الملاحة في القناة ظلت سيناء منفصلة عن الوطن الأم ، سواء بسبب عدم وجود وسيلة انتقال ذات فاعلية إلى سيناء، إلا من خلال نفق الشهيد أحمد حمدي ، أو بسبب غياب التنمية في سيناء ، ليتم استبدال الاحتلال الإسرائيلي، بالجماعات الإرهابية، التي استغلت هي الأخرى غياب التنمية، لتسيطر على سيناء سيطرة شبه كاملة، وقد ظهر ذلك بجلاء في أعقاب حالة الفوضى العارمة التي أعقبت اندلاع ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ، من خلال محاولة الجماعات الإرهابية إقامة إمارة متأسلمة في سيناء، تمهيدا لتقديم سيناء على طبق من فضة لإسرائيل ، لاستبدال مصريو سيناء ، بمهاجرين فلسطينيين من غزة، ومن عرب إسرائيل، في إطار شعار ” إسرائيل يهودية بدون عرب”.

وهنا لم يجد الرئيس عبد الفتاح السيسي أفضل من تعمير سيناء لإحباط أي مخطط يستهدف السيطرة مجددا على سيناء، سواء من جانب إسرائيل ، أو من جانب الإرهابيين، ولذلك بادر السيسي بشق مجموعة من الأنفاق ، تحت قناة السويس ، بسواعد مصرية ، لتنتهي إلى الأبد عزلة سيناء عن الوطن الأم ، لتمهد هذه الأنفاق الطريق أمام السيسي ، لكي يعطي شارة انطلاق تعمير سيناء ، بشكل شامل، في احتفال أقيم منذ يومين بمدينة الإسماعيلية التي كانت قد شهدت هي الأخرى، سنة ٢٠١٦ ،ازدواج قناة السويس لتكون ظهيرا تنمويا مهما لأرض الفيروز .

وعلى الرغم من هذه الخطوة المهمة، لتعمير سيناء إلا أننا لا بد أن نعترف أننا تأخرنا أكثر من ٦٠ عاما في تنمية سيناء، وسددنا ثمن ذلك غاليا من دماء شهداء القوات المسلحة والشرطة فضلا عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة

اقرأ ايضا

علاء حيدر بكتب لـ«الموقع» المسلمون الروس و الحرب الأوكرانية

علاء حيدر يكتب لـ«الموقع» تحذير مصري لإثيوبيا من خلال الصومال

علاء حيدر يكتب لـ«الموقع» العرب والفشل المتكرر لعقد القمة العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى