الموقعتحقيقات وتقارير

«عدونا الأول».. ماذا قال اليهود عن ناصر وثورة يوليو؟ «الموقع» يرصد

كتبت- منار إبراهيم

لم تتخذ الحكومة المصرية قرارًا رسميًا معلنًا بتهجير اليهود من مصر، إلا أن أحداثًا تاريخية كانت إسرائيل عامل المشترك فيها إلى جانب بعض توجهات قادة ثورة يوليو، أدت إلى هجرة نسبة كبيرة من اليهود خائفة أو بالأمر المباشر، لتكون الفترة التي عقبت ثورة 23 يوليو مرحلة فارقة في حياة اليهود بمصر وأدت إلى تهجير معظهم، فكيف نظر اليهود إلى ثورة يوليو وخاصة الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” أحد الضباط الأحرار وقائد ثورة يوليو 1952، هذا ما يرصده «الموقع» في التقرير التالي…

أشارت دراسة صادرة عن المعهد العام للدراسات السياسية في تل أبيب، 17 يوليو 2005، تحت عنوان “ثورة يوليو المصرية خطر على إسرائيل”، إلى الخطورة التي تمثلها ثورة يوليو على إسرائيل، و التي تتضح من قيام هذه الثورة من رحم الغضب المصري والعربي الذي تولد بسبب هزيمة العرب في حرب 1948 أمام إسرائيل، وهي الهزيمة التي كانت أحد أهم الدوافع لقيام هذه الثورة وهو ما جعل كراهية إسرائيل المحرك الأساسي لها•

وتنقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة أقسام: الأول بعنوان “إنجازات الثورة خطر على إسرائيل”، والثاني بعنوان “جرائم الثورة ضد إسرائيل”، والثالث بعنوان “تأثير الثورة وصل إلى إسرائيل”، وقام بهذه الدراسة من يورام ميتال أستاذ التاريخ جامعة بن جوريون بالنقب، والبروفيسور يهودا بن أهارون أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب•

نرشح لك: ماذا قال مبارك عن ثورة 23 يوليو؟.. الموقع يعرض

وفي سياق متصل، قالت ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية في مصر، خلال استضافتها في برنامج صاحبة السعادة عام 2014، إن غالبية اليهود المصريين هاجروا من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولم يبق في مصر سوى بضعة أشخاص من الطائفة اليهودية، وجميعهم من النساء.

مع قيام ثورة يوليو حاول قادتها طمأنة اليهود في ظل النظام الجديد، فقام اللواء محمد نجيب، أول رئيس جمهورية لمصر، بزيارة معبد اليهود القرائين بالعباسية، مؤكدًا لهم أن «الدين لله ومصر لكل المصريين».

وفى يناير 1953 تم اختيار المحامي زكى عريبى بلجنة وضع الدستور ممثلًا للطائفة اليهودية، إلا أنه كان هناك فيما يبدو من يتربص بهذه العلاقة التي بدأت جيدة، وانتهت مأساوية.

وكان لسقوط شبكة التجسس والتخريب الإسرائيلية في 1954، (فضيحة لافون) تأثير سلبى على أوضاع اليهود فى مصر، خاصة لتورط شباب يهودي مصري فيها.

لم تهتم تل أبيب كثيرًا بأوضاع الطائفة فزادت من استفزاز النظام في القاهرة، عندما وصف رئيس وزرائها، الجاسوسين موسى مرزوق وصموئيل عازار، بـ«الشهيدين»، وأطلق اسميهما على شوارع في بئر سبع، وأعلنت إسرائيل الحداد الرسمي، ما تسبب في تحول بالعلاقة بين النظام الجديد في مصر ويهودها، الذين بات يُنظر إليهم على أنهم طابور خامس.

قال عنه مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي الأسبق في مصر، إيمانويل ماركس: “لولا عملية سوزانا لما تدمرت الطائفة اليهودية بالقاهرة”.

نرشح لك: حتة من القمر لـ ناصر.. وكاديلاك لـ السادات.. واحة من الذهب لـ مبارك.. الموقع يرصد أغرب هدايا زعماء العالم لرؤساء مصر

وأوضح الدكتور محمد أبو الغار، مؤلف كتاب «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»: أنه هاجر إلى الخارج 20% فقط من اليهود المصريين وذهب أقل من نصفهم إلى إسرائيل، خلال السنوات من 1946 حتى عام 1956 لأنه تم إلغاء الامتيازات الأجنبية، ومع منح أفضلية للمصريين في قوانين العمل، وحيث إن معظم اليهود كانوا يحملون جنسيات أجنبية أو بدون، فقد وجدوا صعوبة في العثور على وظائف، أما الأغنياء من اليهود فقد لاحظوا أن الدولة تحد من سلطة رأس المال الخاص.

ومن جانبه قال الدكتور جوئيل بينين، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة ستانفورد الأمريكية، ومؤلف كتاب شتات اليهود المصريين، إنه بعد حرب 1956 تم طرد بعض اليهود، بشكل غير شرعي الوضع أصبح أصعب أن تعيش كيهودي في وقت يتعاظم فيه الصراع العربي– الإسرائيلي، والإحساس القومي العربي يصبح أقوى.

قالت إيتى فريسيمو، التي غادرت أسرتها مصر عام 1956، بجواز سفرها الفرنسي: كان عمرى 13 عامًا، بدأ الأمر يسوء بسرعة، شركة والدى تم تأميمها من قبل الحكومة، وطردنا من مصر، لم نكن صهاينة، والنظام المصري هو من أراد ذلك.

وأضافت إيمي داسا كليجمان، متخصصة فى شؤون اليهود السفارديم، أنه في 1957 بعد أزمة السويس (العدوان الثلاثي) بفترة قصيرة، بدأ جزء من عائلتنا في المغادرة، وعندما كبرت وبحثت في جذور وتاريخ عائلتي، تحققت أن كل هذه الاضطرابات بدأت مع تأسيس دولة إسرائيل، وخروج الفلسطينيين من أراضيهم، وقضية لافون، وإيلى كوهين الذى وافق على التجسس لحساب إسرائيل، وقصف إنجلترا وفرنسا لمصر رداً على تأميم قناة السويس من قبل جمال عبدالناصر.

وأخيرًا، قالت زيفا “زكية”، من اليهود المهاجرين: لم نكن صهاينة على الإطلاق عندما كنا نعيش في مصر كن مصريين 100%، ولكن مع مجيء “ناصر” تغيرت المعاملة، لأن ناصر كان يرغب في مغادرة اليهود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى