أراء ومقالاتالموقع

طارق البرديسي يكتب لـ”الموقع” عن “بايدن” و”ترامب” .. نهيق الحمار وإنكسار الفيل!

إختار العم سام الحمار الديمقراطي الذي ملأ نهيقه الآفاق والوديان لتخندقه مع كل وسائل الدعم والإعلام والإعلان ، من مافيا وادي السيلكون إلى مختلف الوسائط والوسائل من كل حدب وصوب ولون ، حتى المثقف والكاتب والفنان، الكل أجمع على إختيار چو بايدن ليس لشخصه الطاعن النعسان ، إنما كراهيةً وبغضاً في شخص دونالد ترامب المُرهِق الذي ليس له أمان !

إذا ما أردنا معرفة حيثيات تفوق الحمار المنتصر على الفيل المهزوم المنكسر، ونحن لا ناقة لنا ولا جمل ، ونقف على مسافةٍ واحدة من كل حيوانات الغابة ، فنقول: إن الإذاعة والصحافة وشبكات التلفزة ووسائل التواصل الإجتماعي ومراكز إستطلاع الرأي وفرت نهيقاً مدوياً للحمار أثَّر في وجدان وبنيان عقل الناخب الذي لم يصوَّت لكي ينجح الحمار ولكنه صوَّت لإسقاط الفيل ، الذي عانى من إلتهابات الحنجرة المزمنة التي لم تمكنه من تسويق نجاحاته الإقتصادية وصفقاته الإستثمارية وتخفيضاته الضرائبية!
كذلك كان للحمار حوافر قوية غرسَّها في جسد الفيل الأرعن الذي كان َيغُطُّ في سُبات عميق غير مقدِّر سحر الإعلام وتأثيراته المستمرة عبر السنوات الأربع الفائتة!
لياقة الحمار السياسية وإحترامه للمؤسسات العميقة وتقديره وثقته في نزاهة العمليات الإنتخابية وآلياتها المصححة لأي خطأ أو عوار ، بعكس سلوك الفيل المُشكِك في طرائق التصويت وفرزها وعدِّها وكل ما يعلق بها !
إذن ثقة الحمار في نفسه وفي الآخرين وعافيته السياسية وإلتزامه بالقواعد الصحية والتقاليد المرعية والضوابط السلوكية واللياقة اللفظية والموروثات الثقافية والهيبة الأمريكية ، كل ذلك كان له مردود في صناديق الإقتراع التي أشادت له وكَرِّهت سلوكيات الفيل وتحركاته الغبية وتوجهاته غير الذكية!
فماذا بعد الذي كان وتداعياته على الجيران؟
، مصرنا دولة مؤسسات وعلاقاتها بنظيراتها ثابتة إستراتيجية راسخة ، بيد أن الأمر قد يختلف قليلاً أو كثيراً مع الآخرين ، وسيتبدى فارق الإختلاف الكبير مع العلاقة الأردوغانية الأمريكية ، فسيد البيت الأبيض الجديد سيكون له شأن غير ذلك الشأن ولن يدعه يُعربد كما كان والأرجُل التركية في سوريا وليبيا وشرق المتوسط قد تعاني من دوالي الساقين عسكرياً وسياسيًا وقد يرفسها الحمار الأمريكي رفسةً قد تخرجها من حلبة الصراعات الچيوستراتيجية وهناك بدائل كُثر يقفون راغبين في نزولهم ساحة ملعب شمال الأطلسي وهم ملتزمون بقواعد اللعبة ولا يفضلون التجاوز وعدم الإلتزام بما يجب الإلتزام به وينبغي الحفاظ عليه من مراعاة الإستقرار والنظام..
أما الإتحاد الأوروبي فعليه أن يستعد لمرحلة عودة الحبيب ( بعد غياب أربع سنين عجاف) وأُنس الحليف وعلاقات إستراتيجية قوية تعود كما كان ،ليس فيها تصعيد وتوتر ، بل إستقرار الحلفاء ووُدّ الأصدقاء وحوار الأحباء ، وإلى لقاء…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى