الموقعتحقيقات وتقارير

سلاسل الصيدليات في مصر.. مجموعات احكتارية ونهاية واحدة لـ«مستريحين الصيادلة»

خبير قانوني: مخالفة للقانون

خبير دوائي: احتيال ومحاولات للسيطرة على سوق الدواء

الصيادلة ينتفضون بحملة “صيادلة ضد سلاسل الصيدليات” على مواقع التواصل

رئيس شعبة الأدوية: لن تؤثر على السوق المصري

خبير دوائي: الصحة تعاني من نقص في عدد مفتشي الصيادلة

عضو النقابة: البنوك توافق على القروض دون مراجعة بيانات الصيدلية

كتبت _ فاطمة عاهد

يشهد قطاع الصيادلة في مصر حرب ضارية بين الصيدليات الصغيرة والسلاسل التي أصبحت تلتهم سوق الدواء في محاولة منها للسيطرة عليه، عن طريق تأجير الصيدليات من أصحابها أو إنشاء أخرى دون وجود لاسم الصيدلي الذي يديرها لاستغلالهم لإحدى ثغرات إنشاء الشركات، والتخفي خلف ستار قلة عدد المفتشين المعنين بمتابعة وتقنين أوضاع الصيدليات بوزارة الصحة.

ولازال مسلسل انهيار سلاسل الصيدليات في مصر عرض مستمر، بعدما شهدت سلسلة “رشدي” وغيرها أزمات مالية حادة تسببت في ديون بمئات الملايين على من يمتلكوها، إلا أنه في كل فترة نجد سلسلة جديدة تغزو الأسواق تحت اسم تطوير الصيدليات.

19011 آخر مستريحين الصيدليات

أصدرت المحكمة الاقتصادية حكما بإفلاس سلسلة صيدليات 19011، على أن يؤجل قضية مجلس الدولة الخاصة بمنع استحواذ شركة توزيع دوائي على سلسلة صيدليات 19011 إلى 7 يوليو لتقديم صورة رسمية من الحكم واختصام أمين التفليسة

حيث قررت الدائرة الرابعة للتراخيص بمحكمة القضاء الإداري تأجيل قضية استحواذ المتحدة على 19011 إلى 7 يوليو، وءلك عقب مطالبة الدكتور هاني سامح المحامي بمنع استحواذ شركة المتحدة للصيادلة وشركة سلسلة كير للصيدليات التابعة لها على الصيدليات المقيدة بالسجل التجاري لشركة صيدليات ألفا لإدارة الصيدليات المشهورة ب 19011 وطالب اتخاذ الاجراءات للتحفظ على صيدليات 19011 و”كير” وإلغاء تراخيصهما ومحو نشاطهما الخاص بإدارة الصيدليات وامتلاكها لمخالفته النظام العام لقانون مزاولة مهنة الصيدلة.

الديون سبب إغلاق السلاسل

لم يكن سبب إغلاق سلسلة 19011 بعيدا عن ما لحق بمجموعة “رشدي” وغيرها حيث قال هاني سامح في دعواه إن الديون سبب الاستحواذ والقانون يحظر ملكية الشركات للصيدليات ويحظر ملكية أكثر من صيدليتين حماية لفئة الصيادلة من تغول أباطرة الأموال.

ووفقا لما جاء في صحيفة الدعوى فإن صيدليات 19011 امتلكت وكانت تدير أكثر من 300 صيدلية بالمخالفة لقانون مزاولة مهنة الصيدلة وقامت باستخدام ذلك في الحصول على الأموال والقروض بمبالغ مليارية تحصل عليها ملاكها، بما تسبب في انهيارها وتكالب أصحاب الديون عليها.

ولأجل ذلك قامت شركة توزيع دوائي تسيطر على 40% من سوق توزيع الدواء بالاستحواذ وامتلاك وضم سلسلة 19011 لمجموعة صيدليات تمتلكه وهي سلسلة كير كأحد حلول التسوية لمديونية هائلة تمتلكها، وفي الدعوى أن قانون مزاولة مهنة الصيدلة حظر امتلاك الشركات للصيدليات، وحظر امتلاك الصيدلي لأكثر من صيدليتين أو ادارته لأكثر من صيدلية واحدة.

كما تعرضت سابقا صيدليات دوائى للأزمة الأكبر بين سلاسل الصيدليات الكبرى، بعد تراكم ديون وصلت إلى مئات الملايين لصالح البنوك وشركات التوزيع، مما أدى إلى تقلص عدد فروع الصيدلية.

نرشح لك : «19011».. صعود زائف وسقوط مدوي..«ملف الموقع»

وكان قد وصل عدد فروع سلسلة دوائي وسلسلة رويال المملوكة لنفس صاحب سلسلة دوائي، من 125 فرعًا إلى حوالى 40 فرعًا، بينما حصلت احدى شركات توزيع الأدوية الكبرى على مايقرب 40 فرعًا من السلسلة مقابل ديون السلسلة لصالح الشركة، وأيضا سلسلة صيدليات شادي التي وصلت إلى 100 فرع ثم أغلقت.

رفض الصيادلة للسلاسل

لطالما كان هناك رفض كبير من جانب بعض الصيادلة لسلاسل الصيدليات التي غزت الأسواق بعد “العزبي” الذي يرجع نشأة تلك الصيدليات إليه، ومن هنا سار عددا من رجال الأعمال وغيرهم على خطاه للاستحواذ على سوق الدواء في مصر.

وقد أنشأ جموع الصيادلة صفحة “صيادلة ضد السلاسل” لنشر كل ما يجد بخصوص انتشار أباطرة السلاسل الدوائية في مصر أو ما يطلق عليهم البعض “مستريحين الصيادلة”.

ووفقا للدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، فإنه إن سلاسل الصيدليات تمثل خطورة على المهنة وتمارس بعض الأعمال الاحتكارية فى الدواء، وتعد مخالفة صريحة لقانون المهنة 127 لسنة 1955.

كيف تسيطر الشركات على الصيدليات

يقول محمد العبد، عضو مجلس النقابة العامة السابق، إن سلاسل الصيدليات توقع عادة «عقد إدارة»، مع مالك الصيدلية التى ترغب فى تأجيرها، وذلك بمقابل مالي شهري، ووضع اسمه على اللافتة، أسفل اسم السلسلة، وبالتالى لا تفتح فروعا جديدة ملكا لها، وهذا مخالف لقانون الصيدلة..

تواجه سلاسل الصيدليات الشهيرة في مصر انتقادات عدة، حيث تتحايل على القانون وفتح مجموعة صيدليات، ما يجعلها أمام تهمة أخرى هي احتكار توزيع الدواء.

هل يتأثر سوق الدواء بنهاية السلاسل؟

قال علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد العام للغرف التجارية، إن إفلاس صيدليات 19011 قد يؤثر على باقي هذه النوعية من سلاسل الصيدليات في مصر فيما يتعلق بالتعامل مع البنوك وفرص الحصول على القروض، مشيرا إلى أن البنوك قد تميل فيما بعد إلى تفضيل تمويل الصيدليات الصغيرة بالقروض عن سلاسل الصيدليات، وذلك بعد إفلاس صيدليات 19011، نظرا لأن أحجام مديونيات سلاسل الصيدليات للبنوك تكون كبيرة وفي الغالب وهو ما حدث مع هذه السلسلة.

وأكد أن سوق الدواء نفسه لن يتأثر بخروج سلاسل صيدليات 19011 منه، حيث أن عدد فروع سلسلة صيدليات 19011 يصل إلى حوالي 150 فرعا فقط على مستوى الجمهورية، في حين يصل عدد الصيدليات الموجودة بمصر إلى 80 ألف صيدلية، كما أنه هناك سلاسل صيدليات أخرى مهددة أيضا بالإفلاس، “لذا كان ينصح دائمًا بعدم إقامة سلاسل صيدليات، لعدم التعرض للإفلاس على المدى البعيد.

من ينهي فوضى السلاسل في مصر؟

قال الخبير الدوائي الدكتور هاني سامح، إن تلك الصيدليات يجب أن يتم متابعتها والإشراف عليها من قبل هيئة التفتيش الصيدلي بوزارة الصحة، والتي تعاني من نقص عدد العاملين فيها، وأنه هناك بعض الصيدليات التي يتم إغلاقها لتعود للعمل بعد ذلك مباشرة دون أي قيود.

لذلك حاول “الموقع” التواصل مع الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة لمعرفة سبب نقص عدد العاملين في التفتيش الصيدلي، وما إذا كان هناك حملات يتم شنها على المناطق التي تتواجد. بها الصيدليات وسبب عدم إغلاق تلك الصيدليات عند رؤية اسم السلسلة عليها بما يخالف القانون.

أدوية مهربة ومغشوشة

أكد الدكتور ثروت حجاج، عضو نقابة الصيادلة، أن الأصل في سوق الدواء هو أن يمتلك الصيدلي صيدليتين ويدير صيدلية واحدة وتلك الشروط محصنة بحكم محكمة دستورية عليا ومن يخالفها يتعرض لعقوبة السجن لمدة سنتين.

وتابع عضو نقابة الصيادلة في حديثه لـ”الموقع” أن تلك السلاسل لا تعتبر استثمار أو فرص عمل للبعض بل اعتبرها دجل ونصب، فلو كانت استثمارا فيمكن له ضخ أموال جديدة في استثمارات جديدة أو أبحاث على أدوية جديدة.

وأشار إلى أنه يتم التلاعب بالصيادلة ويغريهم ويأجر الصيدلية بتكلفة عالية، باعتبارهم مستريحين مهنة الصيادلة، متسائلا “من يسمح لهم بالاستمرار والبنوك تعطي لهم قروض دون الإرسال إلى مديرية صحة لترى ما إذا كان ذلك اسم الصيدلية أم أنها مسجلة باسم الصيدلي.

ونوه إلى أن تلك السلاسل بها أدوية مهربة ومغشوشة منها مستحضرات تجميل والأدوية الخاصة بالجدول والمخدرات وأن تلك السلاسل تتسبب في إغلاق عدد كبيرة من الصيدليات حولها، محذرا من احتمالية سيطرتهم على السوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى