الموقعفن وثقافة

سر اختفاء المسلسلات الدينية.. نُقاد لـ«الموقع» يكشفون الأسباب وطرق الحل

نُقاد فنيون: محتاجة بحث ودراسة.. ولقمة العيش صعبة

تحقيق: أميرة عاطف

يلاحظ المتابع لشاشات التليفزيون اختفاء المسلسلات الدينية خلال السنوات الماضية، وتوقف قطاعات الإنتاج المختلفة عن إنتاجها حتي في شهر رمضان الكريم.

«خالف تعرف».. خلال شهر رمضان، وحرص كثير من المواطنين على متابعة البرامج الدينية، يعيش المؤلفون والمنتجون والمخرجون في عالم موازي، يعلنون عن أسماء مسلسلات بعيدًا عن روحانيات شهر الصيام.

بعدما كان المسلسل الديني متصدرًا للمشهد الرمضاني كل عام، تراجعت الأعمال الدينية في خريطة الدراما الرمضانية، على الرغم من تنافس عشرات من الأعمال الفنية والدرامية والاجتماعية والبوليسية التي تعرض حاليًا، وحول هذا الموضوع تحدث موقع «الموقع» مع عدد من النقاد الفنيين للوقوف على الأسباب.

يحتاج للبحث والدراسة

في تصريحات خاصة لـ«الموقع» قالت الناقدة ماجدة خيرالله، إنّ اختفاء المسلسل الديني، من خريطة الدراما الرمضانية، يرجع إلى أن المسلسل الديني والتاريخي يحتاج إلى دراسة وبحث، ليس مجرد كتابة على الهوى كما يحدث الآن، فكل المسلسلات الدينية يستعد فيها المؤلف قبل رمضان بشهر أو اثنين، لكن المسلسل الديني يحتاج مؤلفه إلى فترة طويلة.
وأضافت: «يحتاج بحث ودراسة ومراجع، ومعرفة جيدة للفترة والحقبة الزمنية لوقت الشخصية الدينية، أوملابسات حياتها بالكامل في الفترة التي تواجدت بها» .

لقمة العيش صعبة

وتابعت: «لا أعتقد أن هناك كاتب سيناريو، من الممكن أن يتفرغ لعمل لمدة سنة من القرأءة والكتابة والدراسة، دون أن يتقاضى أجر ودون أن يتعاقد مع شرك إنتاج مسبقا، وهذه هى المشكلة الثانية، وهى عدم وجود شركات إنتاج متحمسة لمثل هذه النوعية، كما أنه لابد أن يكون هناك مخرجا يتولى العمل من البداية، وقت الكتابة ليقف على تفاصيلة مبكرا، كما أن تغير ظروف الإنتاج، أدى إلى غياب المسلسل الديني، فقديما كان قطاع الإنتاج، يتولى مثل هذه النوعية، ويعكف وقتها الكاتب على الكتابة فترة طويلة قد تصل إلى عام» .

نرشح لك : إفلاس أم استغلال تجاري؟.. «الموقع» يُحقق في إعادة تقديم الأفلام القديمة كـ«مسلسلات»

«مخرجين هذا العصر مش في بالهم المسلسل الديني».. تستكمل الناقدة الفنية حديثها وقالت، إنّ الكتابة للعمل الاجتماعي تختلف كليًا عن العمل الديني، فالعمل الاجتماعي إبداع الكاتب أو تجربته الشخصية، التي لن يراجعه فيها أحد، أم العمل الديني أو التاريخي، لابد أن يبنى على أسس ومعلومات صحيحة، ولابد أن يكون هناك كتب ومرجعيات، وبعدها مرحلة المراجعة من جهات معينة، بعد أن يكتب النص.

عودة جزئية للمسلسلات الدينية

في سياق متصل، قال الناقد ضياء مصطفى، في تصريحات خاصة لـ«الموقع»: في رمضان الماضي كان هناك مسلسل الأمام الشافعي، في نفس الوقت مسلسل الحشاشين، تم تأجيله من العام الماضي إلى هذا العام، وكان هناك مسلسل”الملك” الذي توقف ايضا، مشيرا إلى أنّ هناك بداية انفراجه لعودة العمل الديني التاريخي، موضحا أن غياب هذه النوعية من المسلسلات يرجع إلى الإنتاج الضخم الذي تحتاجه.

وأضاف : كما ان مثل هذه النوعية تحتاج إلى كتاب من نوع خاص، يتطوعون لبذل مجهود، في البحث والقراءة، ومن الممكن أن يوجد مثل هؤلاء الكتاب المحبين لتلك النوعية، ولكن أيضا يمنعهم عن الكتابة عدم وجود منتج متحمس.

وتابع: اعتقد أن هناك محاولات ولو ضئيلة، لعودة هذه النوعية من المسلسلات بدليل الأمثلة السابقة، مثل رسالة الأمام والحشاشين والملك، ونحج العام الماضي مسلسل رسالة الأمام وجذب الجمهور، لانه قدم بشكل جيد، فالمسلسل الديني لم يعد هو المسلسل، الذي كان يقدم زمان فالوضع أختلف حيث أصبح هناك، تقنيات تصوير وجرافك، وديكورات وصورة مبهرة، مثل مسلسل” ذا كراون” الذي يناقش تاريخ العائلة المالكةالبريطانية، الذي حقق نجاحا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية .

وأكد مصطفى على أهمية المسلسل الديني التاريخي، في كونه ليس عملاً دراميًا فقط، بل هى مسلسلات تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، وصراعات حقب زمنية، ودول تستخدمها في التعبير عن وجهة نظرها، كما تعد مهمة لجيل جديد من الصعب أن يقرأ كتبا عن شخصيات دينية، فيراها من خلال مسلسل .

واختتم حديثه قائلاً، إنّ أي مسلسل يندرج تحت مسمى “الحدوتة”، سواء كانت دينية أو تاريخية، أو حتى اجتماعية، لابد أن يتوافر فيه عامل السرد دون ملل أو أخطاء، كما لابد أن تكون الكتابة مناسبة للزمن الذي تعرض به، وليست بطريقة تقليدية، حتى نتفادي مخاطر التوزيع والإنتاج والخسارة المادية، التي يخشها المنتجين، من مثل هذه النوعية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى