الموقعتحقيقات وتقارير

سحل المرضى.. عيادات التأمين الصحى بـ«أحمد عرابى» خدمة سيئة السمعة

إهمال وإهانة وآلام لا تنتهى.. من ينقذ أصحاب الأمراض المزمنة؟

المرضى: «مفيش أطباء ولا أدوية وبندوق المرار للحصول على الخدمة»

مصاعد معطلة وزحام على شباك التذاكر ومعاملة سيئة للمرضى

حسن: لا يوجد أدوية داخل عيادات التأمين.. والإدارة: “هات علاجك من بره”

«صحة الشيوخ»: الأزمة سببها تعاقدات الأطباء والرواتب الضعيفة للاستشاريين

عبد الماجد: منظومة الصحة فى مصر تحتاج حلول غير تقليدية

كتب- أسامة محمود

عيادات التأمين الصحى فى مصر باتت أوجاع وآلام لا تنتهى داخل أماكن خصصت للتخفيف ورفع العبء الصحى عن المرضى ومعاناتهم المرضية، لكنها تحولت إلى غرف خاوية من الأطباء وتكدس وزحام من المرضى وكبار السن فى قائمة انتظار دون علاج والذى ظن المترددين عليها أنها الملاذ الأخير للعلاج.

فى منطقة المهندسين عيادات “أحمد عرابى ” للتأمين الصحى أصبحت معاناة كبيرة للمرضى وخاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وللوهلة الأولى عندما تقترب من مبنى العيادات الشاملة،بـ”عرابى” من الخارج تكتشف مدى الاهمال والمعاناة التى يلاقيها المترددين على العيادات بداية من الزحام والقمامة التى تحاصرها من كل مكان وسط انتشار الباعة الجائلين، انتهاء بتردى الخدمة الطبية للمرضى.

أما عن داخل العيادات او المبنى تبدأ من “شباك التذاكر” ترى عددا كبيرا من كبار السن ومرضي لا يستطيعون الانتظار يفترشون الأرض لعدم وجود مقاعد كافية نتيجة للأعداد الكبيرة بالإضافة إلى تعطل المصاعد “الأسانسير” للوصول للدور الأعلى والذين يضطرون للصعود على السلالم لتعطل المصعد، وهو بمثابة معاناة كبيرة للمواطن المريض وتحديدا كبار السن ، وفقا لـ”حسن” نجل أحد المرضى يعانى من “الفشل الكلوى” يتردد على عيادات “أحمد عرابى” بالمهندسين من حين لأخر لمرافقة والده لتلقيه عمليات “الغسيل” وصرف الأدوية.

ويقول “أحمد” إننا نواجه أسبوعيًا رحلة شقاء داخل العيادات، من أجل علاج الوالد من تأخر الطبيب، الجهاز معطل، الطبيب لم يحضر اليوم، بالإضافة إلى مشكلة المقاعد وتعطل المصاعد، فضلا عن الكارثة الكبرى فى بعض الأوقات لا يوجد علاج “هات العلاج من الخارج”، على حد قوله.

وتابع “أحمد” فى تصريحات لـ”الموقع ” أن عيادات أحمد عرابى يتردد عليها الكثير من مرضى الكلى من بعض المحافظات وهو يظهر فى حالة التكدس والزحام الذى نشاهده يوميًا، مشيرًا إلى أن المعاملة من قبل بعض الطواقم الطبية والإداريين سيئة للغاية وإجراءات الروتين “قائلا: الموظف أو الموظفة تعامل المريض أو من يرافقه بطريقة غير مقبولة.

ويضيف أن مرضى الكلى هم الأكثر معاناة، خاصة عند “بدء مرحلة غسيل الكلى”، الذى يستغرق وقتا طويلا بالساعات على حد وصفه وينتظر المريض أيام وساعات خاصة لحجز مواعيد العمليات وصرف الأدوية، بجانب أن التنقل والتواصل بين الأقسام بالداخل يتم بصعوبة كبيرة أيضا.

وأكد أن معظم المترددين على عيادات التأمين الصحى يعانون معاناة كبيرة، بدءًا من الطوابير أمام المصاعد المعطلة “الأسانسيرات” ونهاية بطوابير انتظار الاستشاريين من الأطباء الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ولكن أماكن تقديم الخدمة للمواطنين “المرضى” سواء في عيادات المعاشات والموظفين غير جيدة وسيئة لا يوجد بها اماكن انتظار ومساحات صغيرة دون مقاعد وإن وجدت تكون متهالكة .

وتابع أنه لا يوجد اهتمام ولا رعاية بالمرضى في عيادات التأمين الصحي بصفة عامة وأوضح أن المريض يعانى كثيرا “ويذوق المرار” حتى يتم الحصول على خدمة العلاج والرعاية الطبية، مطالبا وزارة الصحة والحكومة بزيادة عدد العيادات الخاصة بالتأمين الصحي وتوسعة المباني الخاصة بهيئة التأمين وتوفير عدد كاف من الأطباء والتي تقل فى عيادات التأمين وخاصة “الاستشارى”.

من ناحيته أرجع الدكتور أحمد عبد الماجد أمين سر لجنة الصحة بمجلس النواب، المعاناة ومشكلة عيادات التأمين الصحى فى كافة المحافظات وليس فى “أحمد عرابى “فقط إلى أزمة التعاقدات ونقص الأطباء مشيرًا إلى أن معظم عيادات التأمين الصحى تكون عبارة عن تعاقدات مع بعض الأطباء وندرة العديد من التخصصات خاصة أن عدد المرضى كبير والأطباء قليل نتيجة للمقابل الضعيف الذى يتقاضاه الطبيب فى عيادات التأمين الصحى.

وقال “عبد الماجد” فى تصريحات لـ “الموقع” إن هذه الظاهرة لا نجدها فى بعض المحافظات التى تم فيها تطبيق منظومة التأمين الصحى الجديد مثل محافظة بورسعيد والأقصر، لافتا إلى أن الدولة تعمل جاهدة على تقديم خدمة طبية مميزة للمواطن المصرى من خلال تعميم كمنظومة التأمين الصحى على جميع المحافظات، موضحا أن مشروع التأمين الصحي الشامل، يحظى باهتمام كبير، ومتابعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا.

وتابع أن بعض التخصصات النادرة غير موجودة وغير مرغوبة من الأطباء “مخ وأعصاب، التخدير، فى عيادات التأمين الصحى، لبعض الأسباب منها المقابل الضئيل للأطباء وغير كاف للطبيب ،لافتا إلى أن اللجنة خلال الفترة المقبلة ستدرس مشكلة أزمة التأمين الصحى فى بعض المحافظات والمناطق والتواصل مع وزارة الصحة ورئيس هيئة التأمين الصحى لوضع حلول لتوفير خدمة طبية لرفع المعاناة عن أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.

وأكد “عبد الماجد” أن منظومة الصحة فى مصر تحتاج لإيجاد حلول غير تقليدية، ومن خارج الصندوق، لجميع المشكلات والأزمات التي عانى منها القطاع الصحي لعقود طويلة، وفي مقدمتها تطوير وتحديث المستشفيات والمراكز الصحية بمختلف المحافظات والمدن والمراكز والأحياء بصفة عامة، بالإضافة إلى الملف الأكثر أهمية منظومة التأمين الصحى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى