خارجي

جولة في آسيا.. رمضان في الهند..يبدأ من شعبان و الفطار علي وجبتين

"تغسل الشوارع ويفطر الرجال في المساجد"

كتبت-علا خطاب

يحتفل العالم الإسلامي بشهر رمضان المبارك بالعديد من الطرق والعادات، فهو شهر اليمن والبركات، كما يسمي، نفس الأمر ينطبق علي مسلمي الهند، الذي يتجاوز عددهم الـ 200 مليون نسمة، ويشكلون الديانة الثانية بعد الهندوسية، حيث يتميزون بثقافاتهم وتقاليدهم المختلفة عن بقية البلاد .

ويعرض الـ “الموقع” بعض احتفالات دول العالم الإسلامي والمسلمين في جميع انحاء العالم بالشهر الكريم والطقوس المختلفة من شعب لآخر، وما طرأ من تغيرات عقب جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية..

ثبوت الرؤية
ويتمركز غالبية مسلمو الهند في مدن: حيدر أباد، مومباي و ديلهي، اذ يستقبل الأغلبية رمضان بالزينة والأنوار، حيث يطلقون على ليلة استقبال الشهر الكريم “ليلة براءة”.

وبالنسبة لطقوس التيقن من ثبوت هلال الشهر الفضيل، يعتمد مسلمي الهند على القضاة الشرعيين.

أما في المناطق والقرى التي لا يوجد بها قضاة شرعيين يعتمد الأهالي في ثبوت الأهلة على “أئمة المساجد” المعروفين، ومن بين الهنود قلة تعتمد على الحسابات الفلكية.

نهايات شعبان
ويبدأ احتفالات استقبال الشهر الفضيل في الهند من اواخر شهر شعبان حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية وتنظيف البيوت وشراء المكسرات والياميش، وهو ما يشبه أغلبية الدول العربية في ذلك.

ويحرص المسلمون في الهند على أداء صلاة التراويح، حيث يواصل بعض المساجد “ختم القرآن” في التراويح كل يومين أو ثلاثة أيام ويسمونها “شبينهْ”، ومثل هذه التراويح تستمر إلى ما بعد منتصف الليل؛ بل وإلى الفجر في بعض الأحايين ويتلى فيها القرآن بسرعة لدرجة أنه لا يفهمه أحد.

ومن التقاليد الرمضانية ايضًا هناك مواظبة أهل الهند علي الاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان؛ وهي سُنّة نبوية كريمة، فلا يخلو مسجد من شخص أو أكثر يعتكفون فيه، والمسلمون في الهند يعتبرون “الاعتكاف” بمثابة فرض كفاية.

علي جانب آخر، تقدم الدولة تسهيلات للمسلمين لأداء شعائرهم ومناسكهم الرمضانية كذلك حرية تنظيم الفعاليات الثقافية والدينية خلال هذا الشهر، وكان ذلك قبل جائحة فيروس كورونا، وما تبعها من إجراءات احترازية واغلاق.
أما بشأت الإجازات الرسمية فليس هناك إجازة رسمية ولا تعديل في المواعيد سواء عمل أو دراسة خلال الشهر الفضيل.

طقوس الإفطار
لكن يبقي من أهم الطقوس الرمضانية في الهند، والتي مازالت مستمرة رغم الجائحة هو تجمع سكان كل حي في المسجد على طعام الإفطار، حيث يحضر كل فرد ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة الجماعية في المسجد.

لذا طوال شهر رمضان تري الكبار والصغار يحملون على رؤوسهم الأطباق قبيل اذان المغرب متجهين بها نحو المساجد بانتظار وقت الإفطار.

ويتم الإفطار هناك علي مرحلتين، أو وجبتين، فبعد كسر الصيام بالتمر واللبن وبعض المشروبات الخفيفة،يؤدي الجميع الصلاة في المسجد، التي تكون قاصرة غالبًا علي الرجال، الذين يرتدون زى “كورتا باجاما” التقليدى وغطاء الرأس.
ثم يتناولون بعد الصلاة وجبة خفيفة تشمل مأكولات كحمص الشام في مصر، هذا إلى جانب سلطة الفواكه والبكورا المصنوعة من دقيق حمص الشام مضافاً إليها التوابل وبعض الخضروات؛ وهى تشبه الطعمية أو الفلافل السوري.

أما الوجبة الرئيسية فتكون بعد صلاة التراويح، وهى عبارة عن عن اللحوم والأرز والخضروات والخبز، وأطباق المطبخ الهندى الشهية من بريانى وغيرها.

“الهرير والغنجي”
ويعد من أشهر الأطباق المميزة عند مسلمي الهند في رمضان هو طبق “الغنجي” وهو عبارة عن شوربة يعتقد الهنود في أنها تمنح الصائم قوة لتحمل ساعات الصيام الطويلة وكذلك تقيه من العطش، ويتكون هذا الطبق من دقيق الأرز مع القليل من اللحم وبعض البهارات فضلا عن الماء.
ومن أشهر المشروبات في الهند خلال شهر رمضان “الهرير”، ويعتبر المشروب الرسمي للمسلمين هناك، إذ يفطر عليه الصائمون يوميا ويتكون من مزيج من الحليب والسكر واللوز.

سنة السحور
يحافظ غالبية المسلمين هناك على سنة السحور، حيث يتناولن عادة الأرز والخبز وهو غذاؤهم الرئيس، ويطبخ إلى جانب أنواع أخرى من الطعام، إضافة إلى الخبز والإدام.

وشخصية “المسحراتي” لا تزال تؤدي دورها في الهند، حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر.
ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم.

عادات طريفة
ومن العادات الطريفة لبعض المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات وثمار الجوز الهندي على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح.

أما الجمعة الاخيرة في رمضان تعرف في الهند باسم “جمعة الوداع”، ويعتبر المسلمون هناك هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فتشهد المساجد حشوداً غفيرة من المصلين.

ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة للمساجد يوم الخميس الأخير من رمضان، ويمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بالمساجد، ويبقى هذا الحظر ساري المفعول إلى وقت الانتهاء من صلاة الجمعة.
كما من العادات المعهودة في صباح ليلة السابع والعشرين عند مسلمي الهند زيارة القبور، حيث يخرج الجميع إلى المقابر لزيارة موتاهم، وقراءة ما تيسر من القرآن عند قبورهم.

زمن كورونا
ويجدر بالذكر، أن العام الماضي، شهدت الهند حملات عدائية وموجات غضب تجاه فعاليات دينية نظمتها جماعة إسلامية، أسفرت عن تفشي موجة جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا.
اذ تحول الأمر الي “اسلاموفوبيا”، واتهامات متبادلة بين المسلمين وغيرهم بأنهم سبب العدوي، في اشارة الي التجمعات الدينية والافطار في المساجد وغيرها من طقوس الشهر الفضيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى