الموقعتحقيقات وتقارير

«انقطاع الكهرباء أظهر ظلام الحكومة»..قرارات بلا جدوى و أزمات بلا خطة

>> «عبد الخالق»: قرارات الحكومة الأخيرة غير منتظمة

>> «عبده»: تعطي انطباعا سيئا للعالم وتوكد أن البلد تمر بأزمات

>> من الضروري الإعلان عن مبادرات فعلية تعطي انطباعات إيجابية وتطمئن المستثمرين

كتبت ندى ايوب

أزمة الكهرباء مازلت لم تحل بعد! وعلى ما يبدو أنها مستمرة لنهاية الصيف على تقديرات الحكومة…
الحقيقة أننا لم نتوقع تفاقم الأزمة بهذا القدر، وكان من المتوقع أن يعلن رئيس الحكومة في مؤتمره الأخير عن انتهاء أزمة انقطاع الكهرباء، بل ويقدم اعتذارًا علنيًا للشعب عن الضرر المنصب عليهم من تلك الأزمة، فضلا عن تعهده بعدم تكرارها مرة أخرى..

لا أن يخرج بمبررات وقرارات غير واضحة المعالم، ولم تبنى على أساس علمي لحل الأزمة، بل أنه توقع استمرار الأزمة حتى منتصف سبتمبر المقبل، مؤكدا على ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء كحل سحري لحل الأزمة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة..

وعلى ما يبدو أن الحكومة تتعامل مع الأزمات بقرارات غير مدروسة، بل أنها تعطي للعالم انطباعًا سيئًا عما نمر به من أزمات..

• قرارات غير منتظمة

يقول الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق، إن القرارات الحكومية الأخيرة فيما يخص التعامل مع أزمة الكهرباء غير منتظمة، وذلك لأن فكرة مباشرة موظفي الحكومة عملهم من المنزل، تستهلك قدر كبير من الكهرباء، قد تفوق استهلاك المكاتب، فضلا عن أن الحكومة عندما أصدرت تلك القرارات لم توضح الأساس الذي بنيت عليه قراراتها، ولم توضح كيف لمباشرة العمل من المنزل أن يقلل من استهلاك الطاقة أو ضغط مشكلة نقص الكهرباء.

• ليست عملية

من جهته يقول الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، يقول إن أغلب موظفي الحكومة في الأساس لا يؤدون عملهم على أكمل وجه من مكاتبهم، لذلك فلن يتسبب قرار العمل من المنزل في أزمة بالنسبة للحكومة، إلا أن العمل من المنزل قد يكلف استهلاك طاقة أكثر من العمل بالمكاتب.

أضاف لموقع «الموقع» أن قرار العمل من المنزل قد يتماشى إذا كانت الأزمة في المواصلات، أما أنه لا يتناسب مع أزمة الكهرباء، كما أن الحكومة يمكنها تقنين استخدام الطاقة في مكاتب موظفيها، بعكس العمل من المنزل، إلا أنه من الواضح أن الحكومة تتخذ قرارات توحي بها أنها تبحث عن حلول فعالة للأزمة، كما أنها تبعث رسالة بأن المواطن البسيط ليس فقط هو من يعاني بل وموظفو الحكومة والوزراء أيضا.

ونوه على أن قرارات الحكومة في التعامل مع الأزمات ليست عملية بقدر أن يكون لها بعدًا نفسًا أكثر من كونها تطبيقية، كما أكد رشاد عبده، على أن القرار الوحيد الفعال ويمكن فعليًا أن يوفر في الطاقة هو لعب المباريات قبل أذان المغرب لأن الاستاد أو ملاعب الكورة من أكثر الأماكن استهلاكًا للكهرباء.

• انطباع سيء

وشدد رشاد عبده أن قرارات الحكومة في التعامل مع الأزمات يعطى انطباعًا سلبيًا للعالم، وتوكد أن البلد تمر بأزمات، ومثال على ذلك طرح شهادات بعوائد دولارية 9%، وكذلك تصريحات رؤساء البنوك بعدم السؤال عن مصدر الأموال، وكذلك تسوية موقف التجنيد مقابل 5000 دولار، لذلك من الضروري الإعلان عن مبادرات فعلية تعطي انطباعات إيجابية وتطمئن المستثمرين وخاصة السياح، وذلك بتيسير مهامهم وعدم إلزامهم بقواعد معينة، نتائجه ستكون أضاف ما تجنيه من فرض تحكمات.

• مؤتمر الوزراء

وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي قد عقد مؤتمرًا صحفيًا الخميس الماضي لمتابعة تطورات أزمة انقطاع الكهرباء، والكشف عن الخطة التي تطبقها الحكومة للتعامل مع الأزمة، والتي تضمنت أن يكون العمل من المنزل يوم الأحد من كل أسبوع اعتبارا من أغسطس المقبل، كما تضمنت ضرورة لعب جميع المباريات قبل المغرب لترشيد استهلاك الكهرباء فضلا عن تخفيف استهلاك الكهرباء في الشوارع الرئيسية ليلا، واستيراد مازوت بما يقارب 300 مليون دولار لتشغيل محطات الكهرباء كما قررت استمرار قطع الكهرباء لمدة تتراوح من ساعة إلى ساعتين يوميا لتخفيف الأحمال وذلك حتى انتهاء الموجة الحارة والمقرر امتدادها حتى منتصف سبتمبر المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى