غير مصنف

“الناس تعبانة والبحر خيره قل”.. صيادو أسوان يكشفون لـ «الموقع» كوارث تهدد المهنة والثروة السمكية

كتبت- منار إبراهيم

حياة بين جبل وبحر وسط ظلام ولدغ عقارب، ومخاطر عواصف تحملها أهل مهنة الصبر، وسط غياب الرعاية الصحية وتعرض المهنة للصيد الجائر والجاهل صعقًا بالكهرباء وخنقًا بالغاز، ومع ارتفاع أسعار مسلتزمات الصيد، تعالت صرخات “صيادي أسوان” لـ الموقع مطالبين بالحل.

في البداية تحدث ، متولي رجب، والذي يمارس مهنة الصيد منذ 50 عاما قائلا: السمك قل وحال المهنة أصبح على “قده” الناس تعبانة والبحر خيره قل، أسعار شباك الصيد ارتفعت.

ومن جانبه قال محمد بخيت، يمتهن الصيد منذ 29 عاما، إن ارتفاع أسعار السمك يعود لارتفاع أسعار مستلزمات الصيد، فهي عملية عرض وطلب كلما زاد الخير في النهر انخفض السعر، ولكن حينما يقل يبقى السعر كما هو رغم ارتفاع سعر التكلفة.

المدير التنفيذي بـ الثروة السمكية لـ«الموقع»: بر أمان وراء استقرار أسعار الأسماك ومبادرة لإحلال المراكب القديمة

 

والتقط منه محمد حامد، صياد منذ 30 عاما، طرف الحديث قائلا: تنمية بحيرة ناصر سيساعد في توفير الثروة السمكية وخفض الأسعار، وذلك من خلال زيادة المفرغات والزريعة، حتى إذا زادت الأسعار سيساعد كثرة الانتاج على توفير السمك بسعر جيد في الأسواق.

وبنبرة رضا، أضاف رمضان نصر الدين، والذي يمارس مهنة الصيد منذ 50 عاما، أحب الصيد منذ طفولتي ولأجله تركت المدرسة من الصف الأول الابتدائي، لأعيش منذ ذلك الحين في بحيرة ناصر، مهنة الصيد صنعة عملتني الصبر وورثتها لأولادي، ولكن لن أورثها لأحفادي لأن بذلك سأكون ظلمتهم وهنتهم بسبب تدهور حال المهنة هذه الأيام نتيجة لارتفاع تكاليف الصيد.

وتابع “الصيد من المهن الخطرة خاصة عند وجود عواصف، وفي الظلام نخشى لدغ العقارب، حياتنا كلها بين الجبل والبحر، زمان كان يأتي إلينا الطبيب بالعلاج والأن لغوها ولا يوجد رعاية صحية، حاليًا الصياد مُهان ولا يعامل بما يُرضي الله”.

 

أما ناصر عبد العاطي، والذي ورث المهنة أبًا عن جد، فلخص لنا مشاكل بحيرة ناصر قائلا: الصيد الجائر وعدم الرقابة على البحيرة أدى اتباع أساليب مستحدثة منها الصيد صعقًا بالكهرباء وخنقًا بأسطوانات الغاز وهي تهمة كُبرى.

وتابع “نطالب بتأمين والرقابة على الشواطئ أيام وقف الصيد، فلا يجوز أن يقف صاحب المراكب والشباك عن الصيد وينزل مهرب يدمر المنطقة بيئيًا، لأن السمك منطقة روحية بيئية وعندما يتعرض للخطر يأخذ وقت طويل حتى يزدهر مرة أخرى”.

وأضاف الصياد” محافظ أسوان يتباهى اليوم بإنتاج 28 ألف طن، في الثمانينات كنّا ننتج 38 ألف طن، وكان وزن السمكة البلطي كيلو جرام حاليًا وزن السمكة 100 جرام، وهذا التدهور نتيجة الصيد الجائر والجاهل باستخدام الشبك الضيق الذي يصطاد “الزريعة”.

وطالب عبد العاطي بتعميم استخدام جهاز توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، لاستخدامه في الإنارة وتجريم نزول أي أجهزة كهربائية لمنع استخدامها في الصيد، ونطالب بصدور قانون يجرم الصيد بالكهرباء لأنه غير صحي ويقضي على الثورة السمكية، عرضنا المشكلة على الجهات المختصة وهناك وعود منذ 12 عاما، ولم يتم تنفيذها حتى الأن.

جاء ذلك خلال جولتنا الميدانية بمحافظة أسوان، في إطار فعاليات إطلاق المرحلة للمبادرة الرئاسية “بر أمان” لرعاية صغار الصيادين، وشهدت الفعالية توزيع مستلزمات الصيد من بدل حماية ووقاية وغزل شباك الصيد، بالإضافة إلى استبدال المراكب المتهالكة بمراكب جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى