الموقعتحقيقات وتقارير

المرافعة التي لم تكتمل.. كيف يظل “فريد الديب” بعد رحيله محامياً عن قاتل نيرة أشرف؟

كتب — سامي جاد الحق

“فريد الديب” واحداً من اللامعين في سماء المحاماة وأحد أبرز كبار المهنة وصاحب أشهر القضايا وأكثرها سخونة وأثارت جدلاً واسعاً غير مكترثاً بها، ومع ذلك كله لم يشغله شيئاً في تاريخه كله سوى الروب والرول وابنته وأحفاده.

في عام 1943 وفي حي القلعة ولد “فريد الديب” وحفظ القرآن الكريم وتعلم في مدارس السيدة زينب إلى أن دخل كلية الحقوق ليتخرج منها ويُعين وكيلاً للنائب العام بمحكمة جنوب القاهرة ومنها انتقل لنيابة الوايلي وبعدها إلى سوهاج إلى أن جاءت سنة 1996 ليتم إبعاده مع آخرين من زملائه وتقديمهم للمحاكمة على خلفية اتهامه مع آخرين في قضية “إدانة القضاة”.

بعد استبعاده من السلك القضائي التحق الديب بوزارة العمل ثم بجامعة الدول العربية حيث المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة، ومن هنا بدأت رحلته مع المحاماة سنة 1971.

فريد الديب هو محامي المشاهير الأول ومحامي كبار رجال السياسة والأدب وكان له دور البطولة الأول في الدفاع عن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين، المعروفة بقضية القرن.

الديب كان محامياً عن وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، في القضايا الهامة التي شغلت الرأي العام، ودافع عن الأديب العالمي نجيب محفوظ، وعمنا الكاتب الصحفي الكبير محمود السعدني، ثم تولى الدفاع عن الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم سعدة، والكاتب الصحفي مصطفى أمين، ثم قضية الدكتور سعد الدين إبراهيم.

وكان أيضاً محامياً لعائلة الرئيس الراحل أنور السادات في قضية التشهير التي أقامتها أسرته ضد صحيفة العربي الناصري التي اتهمت الرئيس الراحل بالخيانة وكان الراحل مدافعاً عن أشهر الفنانين منهم يسرا وثناء شافع، ونجوى فؤاد، وفيفي عبده، ومدحت صالح إلا إن آخر قضاياه هي ترافعه عن رجل الأعمال حسن راتب والبرلماني السابق علاء حسانين بقضية الاتجار بالآثار، وأخيراً ترافعه بالنقض عن محمد عادل قاتل “نيرة أشرف” طالبة المنصورة، والتي أعلن فيها اعتزاله المحاماة ليرتاح جسده.

ولم تكن قضية مبارك وأبنائه هي الأشهر بالنسبة للمحامي الراحل فحقق الديب شهرة كبيرة لدفاعه عن القضايا الأكثر جدلاً على الساحة ومنها مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم التي راحت على يد الضابط “محسن السكري” وهي القضية التي تورط فيها رجل الأعمال “هشام طلعت مصطفى” وقُضى فيها بحسبهما، إالا إن أكث القضايا جدلاً كانت مرافعته عن الجاسوس الإسرائيلي “عزام عزام” عام 1996 وحينها تحدى الديب الرأي العام كله بدفاعه عن عزام متعهداً ببراءته التي لم يحصل عليها فأخفق فيها.

نرشح لك : مكتب فريد الديب لـ«الموقع»: نواصل إتمام إجراءات مراسم الدفن وسنعلن موعد الجنازة بعد انتهائها

الديب أيضاً تعمد أن يسبح ضد التيار فترافع عن الجاسوس الإسرائيلي ثم حبيب العادلي في قضية قتل المتظاهرين إلا أنه فجر مفاجأة آنذاك بقبوله الدفاع عن أيمن عبد المنعم مدير مكتب وزير الثقافة في قضية الآثار الشهيرة وخسرها أيضا، ليقبل الدفاع عن “أيمن نور” رئيس حزب الغد وخسرها أيضا لتضاف لسجل القضايا التي خسرها.

“فريد الديب” بعد كل هذا العمر لم يكن في حاجة للشهرة كما قال فقدم لمحكمة النقض “مذكرة الطعن” على حكم إعدام محمد عادل المتهم بإنهاء حياة طالبة المنصورة “نيرة أشرف” وهو ما تسبب في حالة غضب كبيرة لدى الرأي العام إذ كيف يدافع عن قاتلاً شوهد رأي العين وحينما رد قال “إنه لا يزال يبحث عن العدالة!”.

وحول مصير قضية نيرة أشرف بعد رحيل الديب فوفقاً لرجال القانون سيظل الديب هو محامياً عن المتهم لأنه قدم مذكرة الطعن بالنقض قبل مضي المدة القانونية المحددة لتقديمها وهي فترة الـ 60 يوماً وأغلق الباب عليه وبالتالي سيظل وفقاً لمحكمة النقض هو محامي المتهم وتحدد بناء عليها المحكمة جلسة نظر الطعن وهنا لا يشترط القانون حضور المتهم عكس ما يحدث في محكمة الجنايات.

لفريد الديب ابنتان الأولى إيمان وتوفيت العام الماضي وحنان التي درست الحقوق وتزوجت الفنان تامر عبد المنعم قبل أن تنفصل عنه في عام 2016 لتعمل في مجال المحاماة فترة ثم طلب منها والدها الراحل الابتعاد عن المجال لتلتحق بعدها بالعمل في مجال الإعلام بقناة دريم ثم التحقت بالإذاعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى