الموقعتحقيقات وتقارير

«الفواكه المستوية».. نرميها ولا ناكلها؟.. ملف مختلف على «الموقع»

«صبري»: لا ينصح بتناول الفاكهة بعد إزالة وكشط الجزء الذي قد تعفن

يمكن أن تحتوي الثمرة على امتداد للعفن وفطريات في أنسجتها

الموز الذي به بقع سوداء ليس ضارا بل مضادا للخلايا السرطانية

مراعاة عدم وجود تلفيات في الثمرة أو تحلل أنسجة أو إصابات فطرية

تسبب أمراضا كثيرة منها التهابات معوية وتسمم

«كامل»: الموز الناضج غير صحي على مرضى السكر والسمنة

«غانم»: محتوى السكر والنشا يختلف في الفاكهة الناضجة عن الأخرى

تحقيق – آلاء شيحة

تمثل ظاهرة النضج الشديد للفواكه أو ما يطلق عليه البعض “مستوية” نتيجة تخزينها أو تركها في المنزل دون أكلها أو تجميدها، أمرا مهما خاصة فيما يتعلق بالصحة وسلامتها وقيمتها الغذائية…

البعض يعتقد أن ظهور بقع سوداء على قشرة بعض الفواكه، مثل ثمرة الموز أو ما نسميه «موز مستوي»، نفس الأمر في كثير من الفواكه بل والخضروات، أنها فاسدة وهو ما يدفع البعض لإلقاءها وعدم استخدامهما ظنا أنها غير صحية أو ضارة، والبعض الآخر يستخدموها دون أي تدقيق أو حذر.

«الموقع» في هذا التحقيق يتناول هل بالفعل الفواكه الذابلة لها تأثير على صحة الإنسان وتسبب مخاطر، وما الذي يمكن فعله بهذه الفواكه لاستغلالها بدلا من رميها أو تقديمها مرة أخرى بطريقة جديدة وشهية.

• استخدامها كعصير

الدكتور أحمد صبري استشاري التغذية العلاجية، قال إن هناك أنواعا من الفواكه التي تحتوي على نسبة 60% من الماء في تركيبها، وبالتالي يحدث لها تغييرا فيزيائيا، وهذا أمر طبيعي في حدوثه عندما تفقد كمية من الماء والأكسجين التي بداخلها، مع فقدانها في حالة ذبولها أكثر من اللازم «أي تكون مستوية» من ثلاثة إلى أربع أيام، وتتحول لتغير كيميائي.

أضاف صبري، أنه عندما تنضج الفاكهة تبدأ تتأكسد ويتغير لونها أو أجزاء من الثمرة ليعطي لونا غامقا أو أسود وفقدانها للماء عندما تذبل، وتتأثر بالعوامل البيئية المحيطة بها مثل الهواء، لكن رغم أن شكلها يوحي بأنها غير صالحة للاستخدام، فهي غير فاسدة وهي في هذه المرحلة تكون صالحة لتناولها ولا تسبب ضررا على الصحة.

نرشح لك : لا «إفراج» شافع ولا «إعفاء» نافع.. هل خرجت أزمة الأسعار عن السيطرة؟

ولا يؤثر ذلك على صلاحية الفاكهة للاستهلاك الآدمي، ولكنها تفقد جزءًا من قيمتها الغذائية، إذ يفضل أيضاً استخدامها كعصير وتحويل الفاكهة المستويّة إلى عصير طازج، وتقطيعها لسلطة فواكه واستخدامها لتكون فاكهة مجففة و تخزينها للاستفادة منها.

• مضاد للخلايا السرطانية

وتابع، تغير اللون في الفواكه يكون أيضاً في ثمرة الموز وظهور بقع بنية داكنة أو ما شابه ذلك، وسببه تغير الكربوهيدرات المعقدة فيها، وتحولها إلى سكريات بسيطة، فعنصر الكربوهيدرات والنشويات تحلل ويتفكك تركيبه ويفقد بعض العناصر المعدنية والغذائية مثل البوتاسيوم وتكون نسبته قليلة، وهذا يسمى بتغير فيزيائي ويكون مقبولاً غير ضار بالصحة العامة، أما إذا تغير لونها بأن تكون سوداء تماماً فهذا غير صالحة للاستخدام بسبب عدم حفظها أيضاً بطريقة صحية ومناسبة.

وأكمل أن ثمرة الموز في الأساس يكون في تكوينها قيمة غذائية عالية من مضادات الأكسدة التي تقي من أمراض السرطانات، وعملية أكسدته تكون صعبة جدًا، وعندما ينضج تمامًا يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة كما أنه يساعد على تقوية جهاز المناعة ضد الفيروسات والخلايا السرطانية، وبالتالي المزيد من البقع السوداء أو البنية يعني المزيد من احتوائه للعوامل المقاومة للسرطان.

• تعفن الثمرة

ولفت، إلى أنه لا ينصح بتناول الفاكهة بعد إزالة وكشط الجزء الذي قد تعفن وذلك لأنه يمكن أن تحتوي هذه الثمرة على امتداد للعفن وفطريات في أنسجتها، وبالتالي احتمالية انتقال هذا العفن إلى بقية أجزاء الثمرة من الأمور الواردة، فضلًا عن لا يمكن معرفة مدى تغلغل هذا العفن أو الفطر بداخلها، وهذه من الأمور التي تسبب مخاطر صحية للإنسان.

• التهابات معوية وتسمم

الدكتورة إيمان كامل استشاري التغذية العلاجية بالمجلس القومي للبحوث، قالت إن الفواكه الناضجة لابد أن تكون ذات نضوج معتدل وفي آوانها وموسمها و تكون متوسطة الحجم وغير معرضة لمبيدات حشرية أو مواد كيميائية و زراعتها بطريقة طبيعية عضوية.

أضافت، أنه في حالة بقية الفواكه والخضروات الناضجة لابد أن نراعي عدم وجود تلفيات في الثمرة أو خدوش أو تحلل أنسجة أو إصابات فطرية؛ وذلك لأنها تسبب أمراضا كثيرة منها التهابات معوية وتسمم والإصابة بأمراض السرطان.

• السمنة والسكر

وأوضحت بالنسبة للموز فهي فاكهة صحية تتميز بالعناصر الغذائية التي يمكن أن تدعم الصحة فهو غني بالألياف والبوتاسيوم والفيتامينات ومع ذلك يمكن أن يكون للسكريات العالية إذا نضج الموز عن اللازم تأثير سلبي على مؤشر نسبة السكر في الدم، مما يحتوي على الكربوهيدرات التي ترفع نسبة السكر، إذ يعتمد نوع الكربوهيدرات في الموز على النضج، وبالتالي أصبح خطر على مرضى السمنة و السكر.

• السكر والنشا

الدكتورة مها غانم رئيس قسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بالإسكندرية، تقول إن محتوى السكر والنشا يختلف في الفاكهة الناضجة عن الفاكهة غير الناضجة اختلافًا كبيرًا، وذلك بمجرد أن تصل الفاكهة أو الخضار إلى حجمها الكامل، فتبدأ عملية النضج و يتم تحويل النشا إلى سكر، وتتطور الأصباغ «المعروفة أيضًا باسم المركبات الفينولية»، ويبدأ النسيج في التليين حيث يتحول البكتين غير القابل للذوبان في الماء إلى قابل للذوبان، كل هذا يؤدي إلى المنتجات الناضجة والحلوة والمليئة بالنكهة التي نعرفها ونحبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى