حوادث

  العاملة والذئاب الثلاثة.. حفل اغتصاب جماعي داخل البيت المهجور لمدة 240 دقيقة

كتب – عدي الريان

كعادتها كل مساء، استقلت “مي” السيارة الخاصة بمحل عملها، في طريق عودتها إلى المنزل بمنطقة بولاق الدكرور، سيناريو يومي اعتادت عليه، إلا أنه حدث به تغير لم يكن في الحسبان، بعدما سقطت السيدة الثلاثينية فريسة لـ3 ذئاب بشرية تناوبوا اغتصابها لمدة 240 دقيقة تحت تهديد السلاح.

الثانية عشرة منتصف الليل، بملامح أنهكها التعب النفسي والجسدي على حد سواء، بعد عناء يوم عمل، استقلت صاحبة الـ32 سنة، السيارة الخاصة بالبوفيه التي تعمل به بمنطقة الجيزة، وهي في طريقها لمنزلها ببولاق الدكرور.

كانت السيدة الثلاثينية زميلة لوالد المتهم الرئيسي “أحمد م.”، 25 سنة، وقع نظره عليها أثناء توصيل والده في إحدى المرات للبوفيه الذي يعمل به، بينما اختمرت في مخيلته فكرة شيطانية ليطلب من صديقيه “سائق وعاطل” مرافقته لإنجاز مهمة سريعة لم يستوعباها الآخرين.

ظَل المتهم يراقب “مي” في صمت لمدة 20 يومًا، بخطوات حثيثة رفقه الآخرين اقترب صاحب الـ25 سنة من المكان كالمعتاد، بينما يسيل لعابه كما لو أنه مقبل على تناول وجبة دسمة، بادر بسؤال المتهمين الآخرين “هي ايه العبارة جايبنا هنا ليه”، ليرد عليهم المتهم وتبادلوا الحديث حول الموضوع واتفقوا على خطف “مي” واغتصابها.

داخل بولاق الدكرور الأجواء الهادئة تسود المنطقة، حركة المارة تكاد تكون معدومة يقطع حالة الصمت صوت عجلات السيارات على فترات بينما فوجئت “مي” بشخص بدت عليه ملامح الإجرام يعترض طريق السيارة، “وقف ياسطا وقف”.

ثوان معدودة احتاجها ذلك الشخص، لعرض المساعدة على السيدة “تعالي أنا هوصلك”، وأثناء حديثه استقلال السيارة، وصاح على اثنين من أصدقائه للاستقلال رفقته، وأشهر سلاح أبيض كان بحوزته على السائق والسيدة قائلاً لهما: “من غير صوت كده ياسطا إطلع لو عايز تعيش”.

وصل الذئاب بالضحية إلى مكان مهجور وطلبوا من السائق التوقف. أمسك المتهم الرئيسي بالسائق وظل يتعدى عليه بالضرب لإرهابه، فيما حمل الآخران الفتاة، وكمموها، وأشهرا أحدهما “مطواة” في وجهها، قائلا: “لو سمعت صوتك هقتلك وأدفنك مكانك”، كما تروي الضحية وهي تغالب دموعها في التحقيقات.

ما إن ترك المتهم الرئيسي السائق يغادر المكان بعدما هدده بعدم الإفصاح عما حدث، “لو فتحت بؤك هتموت”، حتى هرول نحو قسم شرطة بولاق الدكرور، وطلب الدخول إلى ضباط المباحث، “إلحقوني في مصيبة”.

داخل قسم شرطة بولاق الدكرور كان رئيس المباحث يستعد لمغادرة مكتبه بعد نوبتجية طويلة قضاها متنقلا بين قضايا قيد التحقيق، وفحص البلاغات الواردة لـ”الإستيفا”، لكن إشارة عبر جهاز اللاسلكي القابع أمامه بوجود استغاثة من رجل مسن أمام قسم الشرطة.

على الفور أمر الضابط له بالدخول، وسمع منه ما حدث وبعدها طلب منه التوجه معه إلى مكان الواقعة “تعرف تودينا المكان”، وانطلق الضابط ومعه ضابط نظام على رأس قوة أمنية إلى محل البلاغ، وما أن وصلت سيارة الشرطة لاحظت القوات قفز شابين وهربا من المكان، بينما يشير السائق “هما دول يا بيه”.

بعدما ضبطت القوة الأمنية أحد المتهمين، اقترب رئيس المباحث من الفتاة فأخبرته بكلمات غير مفهومة بينما أفصح المبلغ عن كواليس ما جرى للتو: “كانوا بيتغصبوها”.

حاولت السيدة الثلاثينية استجماع ما تبقى من قواها التي خارت، وتم نقلها مع قوات الأمن إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، قبل أن يوجه ضابط المباحث لها كلماته “هجيبهملك لو في بطن الأرض وحقك هيرجع”.

بالعودة إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، وصل مفتش مباحث غرب الجيزة، مكتبه للتو بعد إبلاغه بالواقعة، وجه وقتها بسرعة البحث عن الشابين، “العيال دي لازم تيجي”، أحكم خلالها رجال الشرطة قبضتهم على مداخل ومخارج المنطقة، بعد ورود معلومات سرية باختباء المتهمين في منزل بعيدا عن أعين الشرطة المتواجدة بالقرب من الواقعة.

في أقل من ساعة ونصف الساعة تمكن ضباط المباحث من ضبط المتهم الهارب في أثناء اختبائه بمنزله في بولاق الدكرور، وتبين بالفحص أنه يدعى “أحمد م.” 25 سنة، نجل زميل الضحية في العمل.

اقتادت القوات المتهم إلى ديوان القسم للتحقيق، فأدلى باعترافات تفصيلية لما جرى صبيحة اليوم المشؤوم، مشيرًا إلى أنه استعان بصديقيه بعدما شاهد السيدة تتساهر مع والده في العمل.

“أنا معملتش حاجة، أنا كنت براقب الطريق بس”.. يضيف المتهم أن صديقه اصطحب الفتاة إلى الشقة، وأجبرها على خلع ملابسها تحت تهديد سلاح أبيض “مطواة”، واعتدى عليها جنسيا قرابة ساعة.

انتظر “أحمد” وقتها مع السائق أثناء التعدي عليه، وتركه بعدما تلقى شارة صديقه معلنة دوره في الجريمة، لكن فور تركه للسائق توجه إلى قسم الشرطة وأبلغ عن الجريمة، حتى استمرت السيدة للاغتصاب على مدار 4 ساعات.

حالة من الصمت انتابت السيدة صاحبة الـ32 ربيعًا، التي بدت مشدوهة الذهن بعدما خارت قواها من هول الموقف، ولم يتمكن رجال الشرطة أو النيابة العامة على تفاصيل ما حدث على لسان السيدة. والتزمت الصمت منذ لحظة وصولها القسم، ليصف أحد المتواجدين حالتها: “ما نطقتش بكلمة واحدة.. ومحدش عرف ياخد منها حاجة، حالتها صعبة”.

بعدما انتهى رجال المباحث من استجواب المتهمين حُرر محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة والتي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم، بتهمة الاختطاف والاحتجاز و الاغتصاب، كما أمرت بعرض المجني عليها على الطب الشرعي؛ لتوقيع الكشف الطبي عليها وبيان ما لحق بها من إصابات، وانتهت النيابة من كتابة أمر الإحالة واحلت المتهمين إلى محكمة الجنايات لنظر جلستهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى