حوادث

التفاصيل الكاملة لمقتل أبو البنات| وليد راح ضحية كيس قمامة بالوراق: احتضن طفلتيه والسكين في صدره

كتب – أحمد عمر

كيس قمامة كان القشة التي قصمت ظهر البعير وأشعلت النار بين عائلتين في منطقة الوراق، وكتبت نهاية شابا على يد بلطجي بالمنطقة.

بمجرد وصولك شارع الشهيد بمدينة السادات بمنطقة الوراق في الجيزة، تجد حالة من الترقب والذهول، بسبب ما شهده مساء السبت الماضي من جريمة بشعة على مرأى ومسمع الاهالي، دون أن يحركوا ساكنا لإنقاذ الضحية.

“خد بناته في حضنه، وقالي خلي بالك منهم، زوجي مات قدام عينينا”، كلمات ممزوجه بالدموع خرجت تحدثت بها “منار” زوجة المجني علية “وليد”، وهي في حالة انهيار، وتابعت: “عايزه أشوفهم متعلقين في حبل المشنقة”، مستكملة الجناة يمتلكون قاعة أفراح، وعقب انتهاء كل مناسبة، يقومون بإلقاء القمامة أمام سوبر ماركت يمتلكه زوجي، وتحدث معهم مرارًا وتكرارًا، طالباً منهم عدم إلقاء القمامة واحترام الجيرة، لكن دون جدوى”.

وأضافت منار: “تلك العائلة معروفة بالبلطجة واستخدام العنف ضد أي شخص يتعرض لهم، الجميع في الحي يخافون منهم، وفي اليوم السابق للحادثة كان وليد عائدًا من عمله، صعد إلى شقته وعلامات الحزن تظهر على وجهه، لعدم رغبته في خوض أي مشاكل، يا رب، احفظ بناتي.

في تلك الليلة بكى وليد بحرقة من تصرف عصام وعائلته بإلقاء القمامة دائما وعدم احترام حق الجيرة، وأنهم هددوه لو تحدث معهم مرة أخرى، وبمجرد ذكر ذلك الموقف، انهرت من البكاء بسبب القهر الذي يتعرض له زوجي، بكاء وليد جعلني أشعر بالخوف وأن ذلك قد يكون بداية لشيء مريب”.

استكملت زوجة المجني عليه حديثها قائلة: “كالعادة ذهب وليد إلى السوبر ماركت لمباشرة عمله، وفي الساعة الخامسة مساءً، سمعتُ أصواتًا عالية، مما أثار قلقي، شعرتُ يوخزة في صدري من الخوف، فسارعتُ إلى شباك الشقة لاستطلاع مصدر الصوت، وهنا، واجهتُ صدمة لم أعشْ مثلها طوال حياتي! هتفتُ قائلة: زوجي يتعرض للضرب والناس بيتفرجو، سارعْتُ إلى الشارع ومعي ابنتي، خوفًا من تركهما وحيدتين في الشقة، وأثناء خروجي من مدخل العمارة، واجهتُ مأساة مروعة: وجدتُ زوجي مطعونًا بسلاح أبيض وغارقًا في دمائه، كان يحتضننا أنا وبناتي ويودعنا، قائلاً: خلي بالك من البنات، اتصلتُ بالإسعاف، لكن بعد وصوله إلى المستشفى، لفظ أنفاسه الأخيرة”.

روى شاهد عيان على الواقعة تفاصيل الجريمة المروعة، مؤكدًا أن المتهم معروف بسلوكه السيئ وبلطجته، فقد كان يلقي القمامة بشكل متعمد أمام سوبر ماركت الضحية بقصد إزعاجه، بعد أن نهره الضحية عن هذا الفعل، اعتبر عصام ذلك إهانة له، ففي يوم الواقعة، تشاجر مع الضحية، مما أدى إلى قتله للأسف، لم يتدخل أحد لإنقاذ الضحية خوفًا من الجاني وأخيرًا، وجه الشاهد الشكر للأجهزة الأمنية على سرعة ضبط المتهم، داعيًا الله أن يرحم الضحية “وليد”.

كما أكد أحد سكان المنطقة صحة رواية زوجة المجني عليه، مؤكدًا أن المتهمين كانوا يلقون القمامة بشكل متكرر أمام سوبر ماركت الضحية عندما سئم “وليد” من هذا التصرف، اعترض على المتهمين، مما أدى إلى نشوب مشادة بينهم، وازدادت حدة المشادة، فقام المتهمون بسحب أسلحة بيضاء وقتلوه بوحشية أمام بناته وزوجته.

تلقى اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، اشارة من العميد عمرو حجازي رئيس قطاع شمال الجيزة، بوصول وليد ممدوح في العقد الثالث من العمر جثة هامدة، نتيجة جرح نافذ في الصدر، وعلى الفور أنتقل العقيد مجدي موسى مفتش مباحث الوراق، والمقدم محمد طارق رئيس مباحث الوراق، لمحل الواقعة، وبالتحريات تم التوصل للجاني وهو “عصام. س”، ومكان اختباؤه والقي القبض علية.
وتبين بتحريات المياحث، أن سبب الحادث، تكرار الجاني القاء القمامة امام “سوبر ماركت” ملك المجني علية، ويوم الحادث، نشبت مشادة لذات السبب واخرج الجاني سلاح ابيض كان بحوزته واعتدى على القتيل وفر هاربا.

انتقلت النيابة العامة، إلى مسرح الجريمة، فور تلقيها البلاغ، قام خبراء الأدلة الجنائية بمعاينة مسرح الجريمة، أمرت النيابة بفحص جميع الكاميرات، وجمع المعلومات من الشهود، وجيران الضحية، وبمجرد الانتهاء من التشريح، صرحت النيابة بدفن الجثمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى