حوادث

«إبليس» يقتل «مودي» وينام بجوار جثته 3 أيام في الشرابية| القصة الكاملة

حادثة مأساوية شهدتها منطقة الشرابية منذ قرابة أسبوع، أصابت جميع الأهالي بحزن شديد بعد مقتل شاب يعمل طباخ على يد مسجل خطر لسرقته.

في ليلة بدت فيها أجواء السعادة والفرح كانت بدايتها خطوبة شقيق الضحية، التف أبناء المنطقة حوله ينهالون عليه بالمباركات ويتمنون له ليلة سعيدة كهذه ”ألف مبروك عقبالك يامودي”، الجميع بدت عليهم علامات السعادة والفرح كعاجة أبناء المناطق الشعبية المرتبيطن ببعضهم ويتقاسمون لحظات السعادة كما يتشاركون ألام الحزن.

بعد انتهاء حفل الخطوبة غادر الضحية لايعلم أحدا وجهته، لكن اختفائه آثار الحيرة والقلق، فلم تعتاد أسرته على تغيبه طيلة ذلك الوقت، وحاولوا التواصل معه عبر الهاتف عدة مرات لكن دون جدوى.

3 أيام استمر اختفاء المجني عليه لا يعلم أحدا مصيره أو سبب تغيبه، لكن لسان حالهم لم يتوقف عن الدعاء له وتعلق قلبهم بعودته سالما، لكن ضدمة العثور على جثته داخل إحدى الشقق بالمنطقة أصابت الجميع بالذهول خاصة أن الشقة محل الجريمة يقطنها شاب يلقب ب”إبليس” لإتجاره في الممنوعات واشتهر بأعمال مخالفة للقانون.

على مدار 3 أيام يجلس المتهم “إبليس” بجوار الجثة يفكر في طريقة الخلاص منها.. وعلى صوت القرآن الكريم أشعل أعواد البخور وسكب زجاجات العطور في أركان الشقة في محاولات لإخفاء رائحة الجثة وحتى لا تنكشف جريمته.

أحضر “عبد الرحمن. م” الشهير ـ”إبليس” جوالا وتوك توك، للخلاص من الجثة والهروب من جريمته لكن كل محاولاته باءت بالفشل وانكشف المستور بعد خروج دخان من الشقة ورائحة كريهة فأبلغ الجيران الشرطة التي حضرت وضبطت المتهم متلبسا بجريمته.

في شارع مصنع الصابون بالشرابية، انتقلت الوفد للوقوف على تفاصيل الحيرمة البشعة زكيف أخفى المتهم الضحية داخل الشقة 3 أيام دون أن يعلم أحد، يقول “حسين مخيمر” 45 سنة، يعمل حلاق، خال المجني عليه محمد صبري، نجل أختي يعمل طباخ في أحد المطاعم الشهيرة بمدينة العاشر من رمضان، أصغر أشقائه، لذا ينال حظا كبيرا من اهتمام والدته، اشتهر بيننا بـ “مودي”، وعاش في كنفنا 27 عاما قبل أن يحص القاتل روحه.

كرس “مودي” حياته للعمل، يمكث، في المطعم معظم وقته، ويبذل كل جهده في الغمل، حلمه أن يكمل نصف دينة ويرتبط ببنت الحلال، سيرته في المنطقة طيبة، الجيران يتغنون بحسن أخلاقه، ليس له عدوات مع أحد.

وشاركنا “مخيمر”، صورة للضحية، وفرك عينيه حزنا على فلذة كبده، وأكمل كان زي بنت بنوت”، إن وبخته أو ضربته أمام الناس على خطأ ما نكس رأسه مطيعا.. رحل مودي وتركني أتقلب في ألم فراقه.

وتابع: قبل ساعات من الجريمة كنا نحتفل بخطوبة “ساهر”، شقيق المجني عليه، وانهالت عليه التبريكات “عقبالك”، وبعدها اختفى، بحثنا عنه كثيرا لكن دون جدوى، ليأتيني بهدها بـ 3 ليالٍ خبر “إلحق محمد صبري اتقتل في شقة بشارع إمام محمود المتفرع من شارع مصنع الصابون.

تابع “الخال”، انتقلت برفقة “ساهر” لمسرح الجريمة لنرى جثمان ابن شقيقتي”مودي” منتفخا، ومصاب بطعنة نافذة بالبطن، وتفوح راحة بخور وعطور قوية من الشقة، لم استطع التعرف على ملامح وجه، لكن تمكنت من تميز ملابسه التي كان يرتديها في حفل الخطوبة.

تلعثم “ساهر” العريس المنتظر، عندما رأى جثة شقيقه، وتوقفت الكلمات في حلقة، ليصاب بصدمة، فقد على إثرها النطق، نقلناه إلى المستشفى، وندعوا الله أن يشفيه.

وعن المتهم أوضح حلاق الشرابية، أنه يدعى “عبد الرحمن. م”، شهرته “إبليس”، يبلغ من العمر 24 عاما، سجله الجنائي ملئ بالجرائم، تفنن في مضايقة الناس، ويتاجر في مخدر الآيس، ولا أعلم سر تواجد “مودي” في شقته، لكن ابن شقيقتي كان لديه هاتفين أحدما “أيفون 7″، وأنه خطط لسرقة الضحية.

وتجمعت الدموع في عيني “الخال” ورفع رأسه لأعلي وملأ رئتيه بالهواء بعدما نفد الهواء منها، ليكمل مأساة قتل “شيف الشرابية”، قائلا أن المتهم طعنة في البطن، ودفنه في البطاطِين، وأشعل أعواد البخور، وسكب العطور، حتى لا تفوح رائحة الجثة.

كما أنه كان يشغل القرآن الكريم بجوار الجثة، ومكث في الشقة يكمل حياته الطبيعية، ينزل لشراء الطعم، ويعود لينام بجوارها مرة أخرى، لمدة 3 أيام قبل أن يعرف أحد أصدقائه بالأمر ويبلغ رجال المباحث.

وطالب حسين مخيمر بالقصاص، قائلا ” أن الأسرة توقفت حياتها بسبب هذا المصاب الجلل، ونطالب بتوقيع أقصى عقوبة على “إبليس”

وتمكن رجال مباحث مديرية أمن القاهرة بالتنسيق مع مباحث الجيزة من القبض على المتهم، خلال 24 ساعة ، من البلاغ، وجرى اقتياده إلى قسم شرطة الشرابية، كما ألقت القبض على المتهم بحرق الشقة مسرح الجريمة، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

صرحت النيابة بدفن الجثمان عقب انتداب الطب الشرعي وتشريح الجثمان، وحبس المتهم 4 أيام ليجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى