أراء ومقالاتالموقع

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» روشتة التعامل مع «قلة الأصل»

هل لازماً علينا أن نتعامل مع من يسيئون لنا بنفس تصرفاتهم ، أم الأفضل أن تكون ردود أفعالنا نابعة من تربيتنا وأخلاقنا التى نشأنا عليها منذ الصغر.

كثيرون وخاصة من تعرضوا لطعنات الغدر وقلة الأصل يرون أن تلك النوعية من الناس ينبغى ان تكون المعاملة مهم بالمثل معتمدين على مبدأ ” الجزاء من جنس العمل” خاصة تلك الفئة التى تكون قد تعاملت مع أى شخص “تافه” لم يروا منه سوى طعنات الغدر والخيانة وعدم الاعتبار لحق “العيش والملح” ،

هذا الموضوع جعلنى اتذكر حكاية قرأتها منذ سنوات طويلة تقول : كان فى إحدى الممالك القديمة رجل حكيم طاعن فى السن جلس ذات يوم على ضفة النهر وظل يتأمل في جمال وسجر الطبيعة الخلابة ، وفجأة لمح “عقرباً” وقع في ماء النهر ، وظل هذا العقرب يتخبط محاولاً إنقاذ نفسه من الغرق، ودون اى تفكير قرر الرجل العجوز أن يساعده وبالفعل مدّ له يده فلسعه العقرب ، مما جعل الرجل العجوز يسحب يده من الماء بسرعة وهو يصرخ من شدة الألم وبعد دقيقة واحدة مدّ يده للمرة الثانية لينقذ العقرب، فكرر العقرب نفس الفعل السابق ولسع الرجل الذى صرخ بقوة من شدة الألم، وبعد دقيقة وبينما بدأ الاستعداد لتكرار المحاولة للمرة الثالثة ، اقترب منه شاب فى مقتبل العمر كان يراقب ما يحدث ولم يتمالك نفسه وصرخ فى وجه الرجل العجوز قائلاً : هل أنت مجنون ، رأيتك لم تتعظ من المرة الأولى، ولا من المرة الثانية وها أنت تحاول الآن إنقاذه للمرة الثالثة .. سمع الرجل العجوز هذا “التوبيخ”ولكنه لم ينظر إليه وكأن الكلام كان موجهاً الى شخص غيره ، وظل يحاول ويحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب .

بعدها ذهب الى الشاب “الطائش” وربت على كتفه قائلا: یا بني… مِن طبع العقرب أن “يلسع” ومِن طبعي أن “أتسامح” ، فلماذا تريدني أن اترك طبعه يتغلب على طبعي؟

هنا أدرك الشاب الحكمة بأننا يجب أن نعامل الناس بأخلاقنا لا بأخلاقهم مهما كانوا ومهما اتسمت تصرفائهم بالقسوة التى تجرحنا وتؤلمنا في كثير من الأحيان.

ليتنا نتعلم من هذا الرجل العجوز بألا نستمع لتلك الأصوات التي تتعالى من حين لآخر طالبة منا أن نعامل الناس على قدر معاملتهم معنا ونترك صفاتنا الجميلة حتى وإن كان هذا الطرف الآخر شخص”واطى” ولا يستحق تصرفاتنا النبيلة! !
يا سادة .. الحياة فيها متسع للجميع .

اقرأ ايضا للكاتب

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» شحن بطارية «الروح»

  أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» عن المودة والرحمة

أشرف مفيد يكتب لـ«الموقع» عواطف سراج الدين و «أيام فى ذاكرة المصريين»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى