نحو ساعتين هما مدة فيلم bullet train قضيتهما دون ملل رغم أن أحداث الفيلم بالكامل تدور داخل عربات القطار السريع في كوكب اليابان، عدد من القتلة المأجورين ليسوا فريق واحد، يلتقون داخل هذا القطار لنفس الهدف! ويتقدمهم بطل الفيلم براد بيت ويبدأ الصراع بينهم ولكن المفاجأة أن الأكشن اتخذ من الكوميديا الساخرة خطا دراميا له خلال الأحداث فشاهدنا قتلة مأجورين لم تعتاد عليهم من قبل حتى مشاهد القتل والدماء كانت ساخرة وأحيانا هزلية وهنا يجب الإشارة للإخراج المميز لديفيد ليتش “واحد من أفضل مخرجي الأكشن في هوليوود “، مشاهد قريبة داخل لوكشن واحد عربات القطار ولكنه أخرجها بذكاء و باستخدام أدوات مقنعة للمكان وجميع الحيل الممكنة، سيناريو الفيلم ممتع مليء بالإثارة وأيضا منح للشخصيات التي تشارك براد بيت البطولة جميعها مساحات فظهرت بشكل جيد جدا، واستمرارا للسخرية تم منح أسماء ساخرة للشخصيات تجعلك تبتسم طوال الوقت ! لك أن تتخيل أن براد بيت تلقبه مديرته بالدعسوقة!
الفيلم مقتبس من رواية يابانية عن الجريمة حققت نجاحا لدى القراء قبل عشر سنوات للكاتب الياباني إيزاكا كوتارو وكان عنوانها الأصلي “ماريا باتورو”.
نجح براد بيت في تجسيد شخصية القاتل المحترف بشكل لافت جدا وهو قاتل محترف يعود بعد فترة من التقاعد لأداء مهمة في اليابان وتحديدا داخل القطار السريع حيث يتطلب منه أن يحصل على ما يريده وينزل خلال دقيقة واحدة هي فترة توقف القطار ولكنه لا يستطيع بسبب تعقد الأمور ووجود قتلة مأجورين آخرين على نفس القطار وتستمر المواجهات بين الجميع لأخر مشهد ! الشخصية تبدو غير جادة في تعاملها مع الأمور ولكنه ينهي المواقف الصعبة لصالحه بشكل ساخر “يخفف من حدة العنف والدماء” بخفة ظل مقبولة جدا من براد بيت في تجسيد الشخصية حتى وهو يقتل أو يتعرض للموت ! لا تشعر بجدية أبدا في أداءه لأي موقف وأحيانا تسأل هل هو قاتل مأجور “ابله” !
الأحداث تنتقل بين عربات القطار بسلاسة وتشويق وكل عربة لها أجواء وديكور مختلف ساعد على صناعة مشاهد أكشن مثيرة وحتى لحظات الخروج من القطار لمدة دقيقة صنعت بإتقان في السيناريو .
الفيلم أتاح لأكثر من ممثل التألق إلى جانب الممثل الرئيسي وعلى رأسهم الثنائي الرائع آرون تيلور جونسون وبريان تيري هنري قدما أداء متميز ومعهم الممثلة جوي كينج.
وأيضا أعجبني تقديم الشخصيات اليابانية من رجال العصابات وكأنها من عالم الساموراي !
التصوير لعب دورا مهما في هذا الفيلم وهذا اللوكشن الضيق والصعب ومعه المونتاج أيضا.
هو فيلم أكشن كوميدي مميز ويحقق نجاحا كبيرا في مختلف دول العالم ويواصل معه براد بيت التفوق في الإيرادات.
بمناسبة القطار يوجد فيلم مصري أحداثه بالكامل داخل القطار للكاتب الكبير وحيد حامد وبطولة نيللي ويحيى الفخراني ولكنه فيلم رومانسي هو أنا وأنت وساعات السفر .
اقرأ ايضا للكاتب
أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» عمهم.. الكوميديا تنقذ السيناريو
أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» بحبك..تحذير من وسامة تامر حسني
أحمد فرغلي رضوان يكتب لـ«الموقع» توم هانكس يتحدى الفيس بريسلي
