لا أعرف ما الذي أستفذ الإعلامي محمد الباز ليخرج ويتحدث عن النجم الكبير عادل إمام ويؤكد أنه لن يستطيع العمل مجددا !؟ ويحمل عائلته مسؤولية ذلك و الخ!
هل الأمر يستدعي ذلك والحديث عن حالته الصحية والتلميح إلى إصابته بمرض معين ! الأمر لا يليق ولا يفهم منه سوى السعي وراء ترافيك المشاهدات وتصدر التريند على السوشيال ميديا.
بالطبع هذا الأمر يزعج عائلته ومحبيه وبالفعل عندما تحدثت مع الصديق العزيز المنتج عصام إمام جاءني صوته عبر الهاتف غاضبا بشدة ويتساءل ماذا يريدون ! ” أنا بصراحة يا أحمد تعبت من كثرة الشائعات المتكررة والحديث حول صحة عادل إمام كل فترة! حيث أجد عشرات الاتصالات من مصر وخارجها تطمئن عليه “.
وهنا أقول هل الفنان عادل إمام مطالب بالظهور الإعلامي كل فترة ويقدم تقريرا عن حالته الصحية ؟! هو معروف عنه أصلا ندرة الظهور الإعلامي إلى جانب إنه في مرحلة عمرية متقدمة تتطلب منه الراحة والبعد عن الأضواء قدر الإمكان وهذه حقه ويجب احترامه وتقدير هذا الحق الإنساني ونتذكر أنه النجم المصري الكبير والذي طالما أمتع الملايين في العالم العربي، عادل إمام هو العنوان الأبرز والأهم في الفن المصري لسنوات عديدة وشاهدت بنفسي كيف كان يتم الاحتفاء به خارج مصر في أي دولة عربية يذهب إليها، هو الاسم الأول الذي كان يسألوننا عنه في الشارع العربي في أي مهرجان سينما تواجدت فيه خارج مصر ، هو بلا شك معشوق الجماهير ، وبالفعل وجدت استياء على مواقع التواصل الاجتماعي من هذا الحديث حول مرضه ودعوات له بالصحة.
في آخر أعماله مسلسل فالنتينو زرته في الاستوديو كان كعادته يجلس ويمسك بورق السيناريو ويراجع المشهد وكما يفعل دائما يضيف أفيهات كوميدية أثناء تصوير المشهد الذي كان بينه وبين دلال عبدالعزيز “رحمها الله” وطارق الأبياري، وكنت أتحدث معه ما بين تصوير المشاهد، كما هو وعرفته قبل سنوات.
الفنان عادل إمام ابتعد عن الأضواء ويعيش في هدوء بعد أكثر من ستين عاما من العمل المتواصل ما بين المسرح والسينما والتليفزيون رحلة عمل شاقة وطويلة حقق خلالها نجومية وشهرة لن يستطيع أحد تكرارها.
أتمنى من الجميع احترام تاريخ هذا الفنان الذي كان دائما يشاركهم همومهم في أعماله وظل قريبا من الشارع لآخر لحظة، كنت ألمس ذلك في جلسات أحاديثي معه ودائما يسأل الشارع يتحدث عن أية ؟
وأجده مشغولا كثيرا بالشأن الاجتماعي والسياسي ولكن كان نادرا التصريح بآرائه ويكتفي بأن تظهر في أعماله السينمائية، بل وكان يفاجئني بمتابعته الدقيقة أيضا للشأن العربي وأثناء عملي كمحرر سياسي للشؤون العربية التقيته في مقر الجامعة العربية وكان في زيارة التقى الأمين العام وعدد من المندوبين العرب أثناء عمله سفيرا للنوايا الحسنة كان مهموما بقضية اللاجئين ولم يبخل بجهد ووقت من أجل التعريف بها في جولاته بشمال أفريقيا والشرق الأوسط وبالفعل زياراته لمناطق اللاجئين سلطت الضوء كثيرا على معاناتهم وكان سعيدا بإنجاز مهمته.
عادل إمام جزء هام من تاريخ مصر الفني وحكاية كبيرة نادرا ما تتكرر.
اقرأ ايضا للكاتب
