اتصالات وتكنولوجياالموقعخارجي

“أبو الغيط” يدعو إلى محتوى عربي أكبر على الإنترنت: حضورنا لا يتجاوز 3 بالمائة فقط

نوه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى أن الأرقام والإحصائيات تشير إلى أن الحضور العربي في محتوى الإنترنت لا يتجاوز 3 بالمائة.

وقال “أبو الغيط، في كلمة له، اليوم السبت، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة (17) للملتقى الإعلامي العربي، الذي تنظمه هيئة الملتقى الإعلامي العربي بدولة الكويت: “العرب، للأسف الشديد، ما زالوا مجرد مستهلكين للمحتوى، وليسوا منتجين له، وهو ما يضعف قدراتنا على الوصول إلى الآخر والتأثير فيه، كما أننا نجد أنفسنا في موقع المستقبِل لما ينتجه الآخرون من محتوى يستهدفنا ويؤثر فينا ويشكل وعينا”.

وأضاف، أن المرحلة الحالية تستوجب استثماراً أكبر في صناعة محتوى عربي على الإنترنت، بلغات أجنبية ذات تأثير واسع، الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، فضلاً عن اللغات ذات الصلة بقضايانا كالفارسية وحتى العبرية، بهدف الوصول إلى عقل الآخر والتأثير فيه، والدفاع عن صورة المجتمع العربي وقضاياه، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن الأمر لم يعد وقفاً على الإعلام بمفهومه التقليدي ولا بالاتصال بأدواته الجديدة.. وإنما يتعين الالتفات أيضاً إلى ما يطلق عليه الإعلام البديل أو إعلام المواطن، الذي تجاوز التفاعل مع الإعلام الرسمي والموجه إلى صناعة إعلام خارج الرقابة.

وأوضح أن هذا واقع جديد ينبغي على مؤسساتنا ومجتمعاتنا التفاعل معه، وعدم ترك ساحته أو إغفال أهميته، وذلك رغم الانفلاتات التي ينطوي عليها هذا النوع من الإعلام، وما يشيعه في بعض الأحيان من فوضى وبلبلة.

وأكد على أنه من المهم أن يكون للمؤسسات الرسمية تواجدا ذكيا في هذا المشهد الإعلامي الجديد، وذلك في إطار صيانة الحق في التعبير الحر، وحماية الأمن الوطني والمصالح العليا للدولة، وأيضاً لضمان أن يكون الإعلام الجديد هادفا حاملا لمضامين تشكل قيمة مضافة في تطور مجتمعاتنا”.

ووجه “أبو الغيط”، التقدير والتحية لكل الإعلاميين، من جميع الجنسيات، الذين واجهوا الموت في غزة لينقلوا للعالم، بالصوت والصورة حقيقة ما تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من وحشية الاحتلال الإسرائيلي في اعتدائه الغاشم على المدنيين في القطاع.

كما وجه،، تحية إجلال وإكبار أيضا لكل فلسطيني آمن بعدالة قضيته، ووقف صامدا مدافعا عن أرضه، وجعل من أدواته البسيطة وسيلة إعلامية ناجعة تسجل كل ما يدور في هذه المواجهات، وتوثق للتاريخ عدوانَ عدوٍ غاشم تجرد من كل معاني الإنسانية.

وقال “أبو الغيط، خلال كلمته في الملتقى: “لقد كشفت الأحداث الأخيرة في القدس وغزة والضفة الغربية عن أهمية العمل الإعلامي، بكل صوره وبتنوع منصاته، في التصدي للدعاية المضادة، وكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية التي لا يعرف الكثيرون، في أنحاء العالم، عنها شيئاً، ولطالما نحن عانينا من انحياز، بالذات في الإعلام الغربي، للرواية الإسرائيلية التي تصور الطرف المعتدي وكأنه في حالة دفاع دائم عن النفس.. وتجعل من الفلسطيني المدافع عن وجوده على أرضه رمزاً للإرهاب والعنف”.

وأضاف: “ظني أن الجولة الأخيرة من المواجهات في الأراضي المحتلة شكلت نقلة كبيرة في توصيل الرسالة الفلسطينية إلى العالم”، مؤكدا أن منصات إعلامية ورقمية مختلفة لعبت الدور الأكبر في ذلك، وأيضاً ما يُعرف بصحافة المواطن التي تعمل على توثيق الحدث ونقله بصورة لحظية لملايين المتابعين.

وتابع: “لمسنا جميعاً حالة من التعاطف الدولي المتزايد مع قضية الفلسطينيين، ومع حالة النكبة المستمرة التي يعيشونها بصورة يومية على أرضهم، ووصلت رسالتهم، بسيطة وواضحة، إلى العالم ليدرك أنهم مثل كل البشر، كل ما يرغبون فيه هو العيش بكرامة في وطن مستقل، لا يطردون فيه من بيوتهم أو أراضيهم، أو تنتزع ملكيتهم، أو يُحال بينهم وبين أداء شعائرهم الدينية”.

وشدد على أنه يتعين أن يتواصل هذا الجهد في نقل الصوت الفلسطيني والعربي، من أجل كسب الرأي العام الدولي لصالح قضيتنا العادلة، وألا تترك هذه الساحة أبداً لرواية زائفة يعرضها الطرف المحتل.

وقال: “إذا كانت هناك حروب تستخدم فيها أدوات القتل.. فإن الأخطر اليوم هو التلاعب بالعقول.. وتوجيه الرأي العام من خلال معلومة خاطئة، أو صورة مفبركة ومركبة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى