أراء ومقالاتالموقع

وليد يوسف يواصل كتابة مقالات بـ” البلدى” لـ “الموقع” … أنا والصحافة 3

أستني عندك ياطالب…
أمر جه في ضهري زي الطلقة من مدير المدرسة..خلاني أتسمرت مكاني..وكان طبعا لازم ألف علشان أواجهه..وانا اصلا فيا عادة منيلة بنيلة من صغري يمكن سببها الخوف من أي حد كبير..بخاف حتي لو علي حق..حتي لو مش عامل حاجه غلط..الرهبة وفرق السن بيخلوني أبان العكس..طبعا طرقعة القلم اللي خده زميلي لسه بترن في وداني..ولما لفيت لقيته كمان واقف وشه للحيط ورافع ايديه اللتنين لفوق وواقف علي رجل واحده زي ابو قردان صديق الفلاح..ودي حاجه كانت بتوجع جدا انك تحمل جسمك كله علي رجل واحده..من تحت ابو قردان ورافع ايديك علي آخرهم لفوق كأنك هاتطير زي سوبر مان..متخيل بذمتك.

تخيلت المكس العجيب ده ويمكن أسوء والأستاذ خورشيد داخل عليا وأنا طبعا ثابت في مكاني زي الشجرة (مش هوه اللي قال أستني عندك يا طالب..أنا خدت الاوردر كده)..عرق وكرشه نفس..وأيدي بدأت تترعش وأنا أكتر حاجة أكرهها في حياتي الضرب عموما..ما بالك بقا بضرب الاقلام تخصص المدير..اللي بيسألك وقبل ماترد ياخدك علي خوانة ويلسعك القلم المتين وهوب تلاقي نفسك واقف جنب المغفور له اللي سبقك..علشان كده قررت اتغدي بيه قبل مايتعشي بيا ..مخك وداك لفين؟

لأ طبعا مش هضربه..أنا اصلا اتشليت في مكاني حرفيا..الحاجة الوحيدة اللي كانت لسه بتتحرك لساني..وبسرعة البندقية الآلي قلت..أنا وليد يوسف الطالب في أولي عاشر وجاي لحضرتك أسجل حوار للأذاعة المدرسية من طرف الأستاذ أحمد رمزي والكاسيت في أيدي أهووه..تمام..ورايا.

بالبساطه دي؟

الحوار خلص في غمضة عين,,قعدنا في اوضته وخلي الفراش مايدخلش حد علشان التسجيل.سألته وانا نفسي رايح الأسئلة اللي حضرتها مع الأستاذ احمد رمزي..وبدأ المدير يجاوب وهو حاطط رجل علي رجل وبصوت عميق رزين حاسس بالمسؤلية وكأنه وزير التربية والتعليم في قاره افريقيا كلها..بدأت انا كمان اهدي وأحسني في نفسي الأستاذ أنيس منصور..وليه لأ ماهو عاش في نفس الشارع ودرس في نفس المدارس اللي درست فيها تقريبا في مرحلتين ..كمان حسيت قد أيه سحر العالم ده..حتي لو مافيش ميكرفون في ايدك ولا كاميرا بتصور الحديث اللي بتعمله..سحر الميديا في حد ذاته كبير..خلص الحوار وقمت في أدب علشان أمشي..لقيت المدير الجبار بيلعب بأيده في شعري وبيقولي شاطر..برافو عليك..أرجع فصلك..طرت طبعا من قدامه..وفي الفسحة قابلت الأستاذ احمد وسمع الشريط..وقال هايل بكرة نذيعه في الطابور وهرتبلك مع الأستاذ فلان وكيل المدرسه تسجل معاه بكره علشان نذيعه بعد بكره وهكذا.

تاني يوم واقف وسط زمايلي في الطابور وما قولتش لحد علشان اشوف عنصر المفاجأة علي وشوشهم لما يتنده اسمي في أرض الطابور ..ويسمعوني وأنا بتكلم مع بعبع المدرسة عادي جدا كأننا اصحاب.

كانت منصة الاذاعة في الدور التاني فوق اوضة الموسيقي قصادها علم مصر كبير بيرفرف..لحظة تاريخية..جه معاد فقرتي ..وأعلن الاستاذ أحمد رمزي عن فكرة الصحافة المسموعة في الميكرفون ..وأعلن اسم العبد لله باعتباره نجح في الحصول علي سبق صحفي في عمل حوار مع مدير المدرسة..زمايلي فعلا بدأوا يبصوا لي مستغربين..رقابتي طولت ولا الزرافة من الأحساس بروحي..حط الاستاذ احمد الميكرفون قصاد سماعة الكاسيت الصغير وداس علشان الطلبة تسمع الحوار الفذ..وهووب..

وللحديث بقية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى