الموقعتحقيقات وتقارير

هل عرف قدماء المصريين الفسيخ؟.. باحث أثري يكشف لـ “الموقع”

كتبت – فاطمة عاهد

، وما لا يعرفه البعض أنها وجبة تم تناقلها عبر الأجيال، منذ أن كان يحتفي قدماء المصريين بعيد الربيع.

بينما كان يتم الاحتفال بتقلبات الفصول في عهد الفراعنة، فكان الربيع هو ذروة الاعتدال فى الطقس، ويوم الاحتفال به كان يضم فى قائمة طعامه أنواع محددة من الأطعمة التى حرص المصرى القديم أن تكون على مائدته خلال الاحتفال بهذا اليوم، التى تضم البيض، والبصل، والخس، والحُمص الأخضر، والسمك المملح أو الفسيخ.

الفراعنة أول من عرفوا السمك المملح

فوفقا للباحث في التاريخ الفرعوني باسم الشماع، فإن ما تم رصده على جدران المعابد وعلى البرديات فإن المصريين احتفلوا بتناول الأسماك المملحة طوال تاريخهم، حيث يجففون الأسماك فى الشمس ويضعون عليها ملح عن طريق فتحها مثل “الكتاب” ورش الملح بداخلها.

وأضاف الباحث فى التاريخ الفرعونى، أنه درس أكثر من 35 عاما، أصل مسألة أكل البيض وتلوينه فى عيد شم النسيم لكنه لم يجد أى دليل أو بيضة ملونة ذكرت فى التاريخ المصرى، ما يدل انها وردت من ثقافات أخرى إلى التاريخ المصرى.

وذكر المفكر والمؤرخ المصرى أحمد أمين الطباخ، فى موسوعته “قاموس العادات والتقاليد والتعبير المصرية” الذي تم نشره فى عام 1953، ارتباط المصريون بالفسيخ فقال “كثيرا ما تجد الفلاح ماش فى الطريق بيده اليسرى فسيخة وبيده اليمنى رغيف، يقطم من هذا قطعة ومن ذلك قطعة، وتحبه النساء كثيرا، ونساء المدن يصلحنه بوضع زيت وخل أو زيت وليمون عليه، وهو يشحن إلى القاهرة فى المراكب، واشتهر فى القاهرة الفسيخ النبراوى، نسبة إلى نبروه، وهى قرية قرب شربين”.

وأضاف أحمد أمين في كتابه: “ومن الفسيخ نوع يوضع فى مش، ويخزن فى بلاص مدة طويلة، وقد اشتهرت به أسيوط وما حولها، ولكن يسمونه الملوحة لا الفسيخ، وهو مؤذ فى الصيف على وجه الخصوص، لأنه يحوج أكله إلى شرب الماء الكثير”

ونسب احتفال المصريين بهذا العيد بأكل الفسيخ والبصل لاعتقادهم بأنه خير من الله يقيهم شر رياح الخماسين، وأطلق عليها “أيام خمسون بعد شم النسيم تهب فيها ريح شديدة من الجنوب، تكون سموما حارة، تصطبغ فيها السماء بالحمرة، وقد تمتد حتى يتعذر على الإنسان التنفاس، ويشاع بين المصريين أنها أبادت قوافل برمتها فى الصحراء، لذا عرف هذا العيد بـ”شم النسيم” أى استنشاق الهواء النظيف قبل رياح الخماسين”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى