الموقعخارجي

هل تستمر الحالة المعقدة؟.. سيناريوهات الأزمة الروسية- الأوكرانية مع دخول عامها الثاني

كتبت- منى هيبة

تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا اليوم عامَها الثاني، بينما تستمر المعارك الدامية وحرب الشوارع بين البلدين، حيث يحاول الجيش الروسي بسط السيطرة على المناطق الأوكرانية، بينما تتلقى كييف الدعم اللوجستي والعسكري الغربي في مواجهة الدب الروسي.

وقال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه بعد مرور عام على الحرب الروسية- الأوكرانية نتوقع أن تستمر الحرب لفترة طويلة قادمة وذلك لعدة اعتبارات.

وتابع «أحمد» في تصريحات خاصة لموقع «الموقع»: “يكمن الاعتبار الأول في أنه لا توجد حتي الآن أي بوادر على إمكانية تحقيق انفراجة أو أي آفاق للحل السياسي للأزمة، خاصة من قبل أطرافها في ظل استمرار الحديث والرهان على الحل العسكري”.

وأكد أحمد أن الغرب والناتو والولايات المتحدة الأمريكية لديهم إصرار على استمرار الدعم العسكري اللامحدود لأوكرانيا وتزويدها بكافة الأسحلة، من أجل منع روسيا من تحقيق الانتصار، موضحًا أن هذا ما عكسه خطاب الرئيس بايدن في كييف ووارسو وخطابات زعماء دول الناتو.

ولفت أحمد إلى أن العامل الثاني هو أنه حتي الآن روسيا لن تقبل بالهزيمة العسكرية في أوكرانيا، لأن هذا سيؤدي إلى كسرها دوليًا، مؤكدًا أن روسيا لن تتراجع عن العملية العسكرية أو وقف الحرب حتي تكتمل أهدافها من العملية.

وأضاف: “أبزر تلك الأهداف تتمثل في تحرير شرق أوكرانيا والأقاليم الأربعة التي ضمتها وجعلها خالية تمامًا من القوات الأوكرانية باعتبار أن هذه الأقاليم أصبحت جزءا من الأراضي الروسية”.

وأوضح أحمد، أن موازيين القوة العسكرية حتي الآن تبدو متقاربة في ظل الدعم الأمريكي الغربي لأوكرانيا، لافتًا إلى أن طرفي الأزمة سواء روسيا أو أوكرانيا غير قادر على حسم الصراع في المدى القصير رغم حشد قوات كثيرة، لذلك فالحرب تسير بوتيرة بطيئة كما سارت في الشهور الماضية، ولن يحدث حسم سريع وعاجل.

نرشح لك : ماذا خسر العالم منذ عام على الحرب الروسية بأوكرانيا؟ المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية يجيب لـ”الموقع”

ونوه إلى أنه أصبح هناك حالة من التحمل والتقبل والتعايش العالمي مع استمرار الحرب في ظل تطوير بدائله الاقتصادية، فقد استطاعت روسيا أن تتكيف وتصمد أمام العقوبات الغربية وتطوريها لبدائل أخري، فضلًا عن أوكرانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية التي بدت تتكيف مع الآثار السلبية لاستمرار الحرب.

وبالحديث عن مبادرات السلام التي طرحت من قبل، خاصة من قبل الرئيس الأوكراني، قال خبير العلاقات الدولية إنها مبادرات تعجيزية رفضتها روسيا خاصة أنها تتضمن بندًا وشرطًا أساسيًا هو انسحاب روسيا من كامل الاراضي.

وأشار إلى أن هذه العوامل والاعتبارات تقول إن الحرب مستمرة ولن تنتهي قريبًا، موضحًا أن الحرب ستتوقف فقط عند اللحظة التي يصل فيها الطرفان إلى مرحلة الاستنزاف الكامل الذي يدفعهما للمفاوضات أو أن يحسم أحد الطرفين القوة العسكرية لصالحه.

واختتم «أحمد» حديثه قائلًا: “أتوقع أن تستمر الحرب على الأقل في النصف الأول من العام الجاري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى