الموقعرياضة

نهاية زمن الإدارة الحنجورية.. هل يقود «وهدان» ثورة إنقاذ الزمالك؟

كتب – سعيد علي

حالة شبه ميئوس منها، يعيشها نادي الزمالك، ومناخ يسوده الإحباط وخيبة الأمل التي أصابت كل محبيه ومتابعيه، بسبب الانتكاسات التي تتوالى واحدة تلو الآخرى.

صباح كل يوم جديد يتوج الأهلي بلقب وبطولة جديدة، بينما يغرق الزمالك في أزمة وكارثة، وبدلًا من الحديث عن كرة القدم، الحديث هناك في ميت عقبة دائمًا عن شئ واحد فق :«مشاكل كرة القدم».

رئيس معزول يتحكم في مجموعة من أعضاء «عرائس» لا يسمنوا ولا يغنوا من جوع، ووجوه آخرى طامعة في كراسي وتترقب دورها، فتبادر بالتحريض والفتنة، وتصور نفسها كونها حامي الحمى والمدافع عن الكيان.

أولئك الذين جلسوا على مائدة أمير مرتضى منصور، قبل السوبر بأيام قليلة لاتخاذ قرار الانسحاب، آخر من يمكن التعويل عليهم لإنقاذ مسيرة نادٍ عملاق، وكيان كبير، لا يستحق جمهور أن يقوده مجموعة من الباحثين عن المصالح على حساب ناديهم.

بين تلك الأصوات الحنجورية، بدا صوتًا هادئًا، حاول البحث عن تغليب العقل، واعلاء شأن المنطق والعلم، فأصابه ما أصابه من الاتهامات المعلبة التي تنتظر كل صوت معارض، وكل رأي مخالف.

نرشح لك: الموقع يكشف.. كيف أفلت الزمالك من هزيمة تاريخية أمام الأهلي في السوبر؟

الحديث هنا عن سليمان وهدان، الرجل الذي دخل الزمالك فجأة، برضا ودعم من مرتضى منصور، الرئيس المعزول، والذي تحول بين عشية وضحاها إلى «خائن» في نظر المستشار لمجرد أنه قال الأزمة لا تستحق التصعيد إلى «فيفا»، وكفانا عنجهية وحنجورية، وتعالوا معًا نعمل في هدوء وبتخطيط.

أصبح العالم في ميت عقبة قائم على المظلومية، لا بحث عن أسباب التراجع والخسائر والسقوط، ولا نظرة جادة على مسببات التفوق والنجاح في الجهة الآخرى.

الذريعة دائمًا جاهزة، والحجة واحدة، إنها المؤامرات الكونية التي تحاك بليل ونهار ضدنا، لرفعة ونصرة الفريق المنافس، ذو الوجه الشيطاني.

يظن كل من يريد ركوب هذا الكيان أنه السلاح الأمثل، ويعتقدون بأنه بتصدير تلك المظلومية سيكون الطريق مواتي لتقدم الصفوف والدفاع عن البيت الضحية.

هذا ما فعله على وجه التحديد أحمد حسام ميدو، ظنًا منه أن المساحة باتت مفتوحة لجيل جديد يقود الزمالك إداريًا، مع قرب خروج المستشار وانتهاء زمنه، وأن تلك الطريقة التي اتبعها سابقوه هي الأمثل لكسب ود جيوش السوشيال ميديا الزملكاوية واعتلاء المنزل الذي لم يعد له صاحب.

إن الزمالك يسير دائمًا مع حاملي تلك الرؤية إلى السواد، وانتظار النجاح الصدفوي، حينما يمر الخصم بمناسبة تغيير أجيال أو مرحلة فراغ، بينما البناء السليم، والتخطيط الاستراتيجي لم يعد له وجود في بيت كان أساس لذلك في أوقات كثيرة، ولعل تجربة الدكتور كمال درويش كانت نموذجًا يعبر عن ذلك في بداية هذه الألفية.

يزعم مرتضى منصور_ وليت زعمه صحيحًا_ بأن هناك من دعم سليمان وهدان ووعده بكرسي الرئاسة، وهنا نحن لسنا داعمين لـ«واهدان» الشخص، بل الفكرة والنموذج الإداري الهادئ، الباحث عن ترتيب البيت، والمدرك بأن علاج أزماته قبل قصف الآخرين هو السبيل للنجاح.

في ولاية حسين لبيب عاش الزمالك مرحلة استقرار بعد ضبابية مرتضى وكوارثه ومعها فاز لبيب بالدوري الأول، ورسخ لنجاح الفريق في الموسم التالي الذي كرر إنجازه فيه، ثم بدأت سياسات التخريب والخناقات والخلافات مع اللاعبين والمدربين والإعلاميين والمنافسين، وعاد الزمالك لحيث كان :«اللا استقرار».

كل ما يحتاجه الزمالك إدارة مستقرة هادئة، كل ما يعنيها التخطيط المحكم، وترتيب الأمور الداخلية، وعدم التشتت في معارك لا جدوى لها سوى إثارة الجدل والبقاء عنوانًا للأزمات في كل المواقع والصفحات.

المؤشرات تقول بأن مرحلة الضجيج قد أوشكت على الانتهاء، لكن الخوف كل الخوف، على السيناريو البديل، فإن كان استبدال إدارة حنجورية بآخرى شابة تتسم بنفس النهج والحدة فإن لا شئ سيتبدل، أما إن كان المسار يتجه نحو استبدالها بفلسفة مغايرة لرجل إدارة ودولة يعون أهمية التخطيط والبحث والعمل، فإن الزمالك سيعود ندًا مزعجًا على أرض الملعب لا عبر الشاشات فحسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى