أراء ومقالاتالموقع

نزار السيسي يكتب لـ«الموقع» عن الدين والفكر الديني

‏لا بد من التمييز والفصل بين “الدين” والفكر الديني، فالدين هو مجموعة النصوص المقدسة الثابتة تاريخيا، في حين أن الفكر الديني هو الاجتهادات البشرية لفهم تلك النصوص وتأويلها واستخراج دلالتها. ومن الطبيعي أن تختلف الاجتهادات من عصر إلى عصر، بل ومن بيئة الى بيئة اخرى..‏‎‎لو كان فقه الدين الإسلامي يتطور بتطور دوائر المعرفة و يترقى بتقرير و تطور الحضارة و الإنسانية لكانت عالمية و صلاحية النصوص المقدسة محل إختبار حقيقي و لكن هذا لم يحدث ، ولليوم رجال الدين أسرى القواعد الأصولية التى وضعها المجتهدين القدامي في كتبهم دون مراجعة أو نقد ، ‏‎نحن بحاجة الى مفكرين للبحث فى النص وليس الى شيخ ينقل النصوص على حسب فهمه ويجعل اصحابها اشخاص مقدسين بأقوالهم .‏‎العجيب أنهم يقبلون تغير الفقه بتغير المكان والزمان ، لكنهم يصابون بالتشنج عندما نحاول فهم النص وفقا لعلوم ومعارف ومعطيات القرن الحادي والعشرين

‏نحن لا نريد أن نصدق أن أسلمة المجتمع بالفكر الأصولي الذي يستدعي أعراف زمن ما قبل التحضر على أنها شرع و دين و سنن و فضائل سبب مباشر للتنشئة الجنسية

والنفاق و بربرية السلوك وهمجية الطباع ،‏‎ الاختلاف فى المحتوى كقيم وأخلاقيات ومبادىء وسلوكيات منضبطة وسمات مظهريه تركز على المحرمات والمحظورات والشبهات وعدم التعامل معها من منطلق اخلاقى وقيمى ولكنه المنع والحجب والانغلاق .ولكن الدين فى جوهره متين ولكن ما يشوه ويثير حوله اللغط والجدل هم البشر بتأويلهم له واجتهادهم فيه. وكما قال ابن سينا ( ‏لقد بُلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم، يدعون الناس إلى الجنة و هم عاجزون عن دعوة يتيم إلى مائدة، يدعون الناس إلى الجنة وأوطانهم مليئة بالمتسولين وماسحي الأحذية، حمقى البلاد وقطاع الطرق، أخذوا مال الأرض وورثوا بيت السماء! )..أي رب ربكم؟! أي دين دينكم؟!

‏هل تريد أن تعرف أصل المأساة باختصار؟
لدى الإرهاب منبع فكري يعتمد على مصدر من المرويات والاراء الفقهية تصل إلى درجة التقديس، نفس هذا المصدر لا يزال مقدسا أيضا لدى من يوصفون بالاعتدال والوسطية… المصدر واحد وكل ينتقي منه ما يشاء.. ‏حين يؤكد لك “المعتدل” صحة المصدر ثم ينتقي منه كل ما هو إيجابي ويخفي السلبي هو لم يحل المشكلة

فقد فتح الباب لمتطرف سيختار السلبيات وهو متيقن من صحة المصدر… الحل أن يوضع التراث على مائدة البحث كأي جهد بشري يقبل الخطأ أو الصواب… تقديس ماليس بمقدس كارثة ندفع ثمنها دما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى