الاستقبال الرسمي للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، والوفد الرسمي رفيع المستوى المرافق له في مطار الدوحة الدولي، بعث برسالة واضحة حاسمة لا لبس فيها هي أن الدوحة تعود إلى الحضن الكبير مصر.
وصول الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على رأس وفد رسمي رفيع المستوى، إلى العاصمة الدوحة، في زيارة عمل لدولة قطر، كان تلبية لدعوة تلقاها دكتور مدبولي من الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس وزراء قطر ورافق رئيس الوزراء خلال الزيارة وفد رسمي مصري رفيع المستوى، ضم وزراء التخطيط والتنمية الاقتصادية، والصحة، والمالية، والتجارة والصناعة، ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وممثلي عدد من الجهات المالية والاقتصادية المعنية.
واستقبل رئيس الوزراء والوفد المرافق له لدى وصولهم إلى أرض المطار، جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات بحكومة قطر، وسالم بن مبارك آل شافي، سفير دولة قطر لدى مصر، وعمرو الشربيني، سفير مصر لدى قطر.
رئيس الوزراء المصري يبحث العلاقات الثنائية المصرية القطرية وكذا تطوير ملفات متنوعة تتعلق بالاستثمار بين البلدين. ودعم التعاون المشترك بين البلدين، وضخ استثمارات قطرية في مصر، في ظل توافر فرص استثمارية واعدة غير مسبوقة في مصر في مجالات متعددة.
الزيارة شملت إجراء مباحثات ثنائية بين مسؤولي البلدين، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات متنوعة في مجالات استثمارية مختلفة بما يمهد نمو وازدهار العلاقات المصرية القطرية بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
لقد شهدت العلاقات بين مصر وقطر تطورا إيجابيا ملحوظا منذ أن وقعت الدولتان على اتفاقية العلا في السعودية مطلع عام 2021، والتي أنهت الخلافات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية.
وفي نهاية مارس الماضي، التقى في القاهرة رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر، إذ تباحثا في مجموعة من الاستثمارات القطرية والشراكات التي ستضطلع الدوحة بها في الاقتصاد المصري بإجمالي يصل إلى خمسة مليارات دولار..
الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 إلى قطر كانت هي الأولى من نوعها منذ ثمان سنوات. وكانت أيضًا ردًا على زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للعاصمة المصرية، القاهرة، أواخر يونيو من عام 2022؛ حيث الشيخ تميم مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري، تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين.
لقد استعاد البلدان علاقاتهما السياسية والدبلوماسية بشكل كامل منذ تفاهمات قمة العلا في الخامس من يناير2021. وعين الرئيس عبد الفتاح السيسي سفيرًا مصريًا فوق العادة لدى الدوحة ذلك للمرة الأولى منذ مطلع 2014.
المساعي المصرية مع قطر مثلها مثل المساعي المصرية مع كافة الدول العربي تتمحور حول احتواء ومعالجة أي تناقض في العلاقات.. وكذلك السعي بدأب شديد إلى الاستثمار في الجوانب الإيجابية وتعزيز الجوانب والتعاون الاقتصادي، أما على صعيد العلاقات الخارجية والملفات السياسية فالتنسيق بين البلدين يركز على قضايا عديدة مثل العلاقات مع إيران، والملف اليمني، والدعم القطري لحماس في غزة والوضع في العراق..
الملاحظ أن هناك حكمة وتأن وعدم انفعال من الجانبين المصري والقطري على مستوى قيادتي البلدين، فبالنسبة لصانعي القرار في القاهرة والدوحة هناك حرص على استمرار التطور الإيجابي للعلاقات.
ويجب الإشارة إلى أنه في يوم توقيع اتفاق العلا في يناير من عام 2021، وصل وزير المالية القطري علي العمادي إلى القاهرة في طائرة خاصة ليشارك في افتتاح أحد الفنادق التي أشترتها قطر على النيل.
ونوه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين قطر و مصر ،مؤكدًا أن التطورات في العلاقات بين البلدين يصب في مصلحة تعزيز أمن واستقرار المنطقة. فعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، لا سيما في مجال الاستثمار، وتبادل الدعم بينهما في المحافل الدولية، والتنسيق في تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة مستجدات القضية الفلسطينية، والوضع في ليبيا؛ تصب في مصلحة تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
نبيل نجم الدين
الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية