أراء ومقالات

نبيل نجم الدين يكتب لـ«الموقع» عودة الدوحة إلى القاهرة ‏تعزيز لأمن واستقرار المنطقة

الاستقبال الرسمي للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، ‏والوفد الرسمي ‏رفيع المستوى المرافق له في مطار الدوحة الدولي، ‏بعث برسالة واضحة حاسمة لا لبس ‏فيها هي أن الدوحة تعود ‏إلى الحضن الكبير مصر.

وصول الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على رأس ‏وفد رسمي رفيع ‏المستوى، إلى العاصمة الدوحة، في زيارة عمل ‏لدولة قطر، كان تلبية لدعوة تلقاها دكتور ‏مدبولي من الشيخ خالد بن ‏خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس وزراء قطر ورافق ‏رئيس ‏الوزراء خلال الزيارة وفد رسمي مصري رفيع المستوى، ضم وزراء ‏التخطيط ‏والتنمية الاقتصادية، والصحة، والمالية، والتجارة والصناعة، ‏ورئيس الهيئة الاقتصادية ‏لقناة السويس، ورئيس الهيئة العامة ‏للاستثمار والمناطق الحرة، وممثلي عدد من ‏الجهات المالية ‏والاقتصادية المعنية.‏

‏ واستقبل رئيس الوزراء والوفد المرافق له لدى وصولهم إلى أرض ‏المطار، جاسم بن ‏سيف السليطي، وزير المواصلات بحكومة قطر، ‏وسالم بن مبارك آل شافي، سفير دولة ‏قطر لدى مصر، وعمرو ‏الشربيني، سفير مصر لدى قطر.‏

رئيس الوزراء المصري يبحث العلاقات الثنائية المصرية القطرية وكذا ‏تطوير ملفات ‏متنوعة تتعلق بالاستثمار بين البلدين. ودعم التعاون ‏المشترك بين البلدين، وضخ ‏استثمارات قطرية في مصر، في ظل ‏توافر فرص استثمارية واعدة غير مسبوقة في مصر ‏في مجالات ‏متعددة. ‏

الزيارة شملت إجراء مباحثات ثنائية بين مسؤولي البلدين، بالإضافة ‏إلى توقيع اتفاقيات ‏متنوعة في مجالات استثمارية مختلفة بما يمهد ‏نمو وازدهار العلاقات المصرية القطرية ‏بصورة كبيرة خلال الفترة ‏المقبلة.

لقد شهدت العلاقات بين مصر وقطر تطورا إيجابيا ملحوظا منذ أن ‏وقعت ‏الدولتان على ‏اتفاقية العلا في السعودية مطلع عام 2021، ‏والتي أنهت ‏الخلافات بين مصر والسعودية ‏والإمارات والبحرين من ‏جهة وقطر من ‏جهة ثانية.‏

وفي نهاية مارس الماضي، التقى في القاهرة رئيس ‏الوزراء ‏المصري، مصطفى مدبولي، ‏ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ‏نائب ‏رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر، إذ ‏تباحثا في ‏مجموعة من ‏الاستثمارات القطرية والشراكات التي ستضطلع الدوحة ‏بها في ‏الاقتصاد ‏المصري بإجمالي يصل إلى خمسة مليارات دولار..

الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء ‏‏13 سبتمبر  ‏2022 ‏إلى قطر كانت هي الأولى من نوعها منذ ‏ثمان سنوات. وكانت أيضًا ردًا على ‏زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن ‏حمد آل ثاني للعاصمة المصرية، القاهرة، أواخر يونيو ‏من عام ‏‏2022؛ حيث الشيخ تميم مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري، تلتها ‏مباحثات ‏موسعة بين وفدي البلدين.‏

لقد استعاد البلدان علاقاتهما السياسية والدبلوماسية بشكل كامل منذ ‏تفاهمات قمة العلا ‏في الخامس من يناير2021. وعين الرئيس  عبد الفتاح السيسي سفيرًا مصريًا ‏فوق العادة لدى الدوحة ‏ذلك للمرة الأولى منذ مطلع 2014‏.
‏ ‏
المساعي المصرية مع قطر مثلها مثل المساعي المصرية مع كافة ‏الدول العربي تتمحور ‏حول احتواء ومعالجة أي تناقض في العلاقات.. ‏وكذلك السعي بدأب شديد إلى الاستثمار ‏في الجوانب الإيجابية وتعزيز ‏الجوانب والتعاون الاقتصادي، أما على صعيد العلاقات ‏الخارجية ‏والملفات السياسية فالتنسيق بين البلدين يركز على قضايا عديدة مثل ‏العلاقات ‏مع إيران، والملف اليمني، والدعم القطري لحماس في غزة ‏والوضع في العراق..‏

الملاحظ أن هناك حكمة وتأن وعدم انفعال من الجانبين المصري ‏والقطري على مستوى ‏قيادتي البلدين، فبالنسبة لصانعي القرار في ‏القاهرة والدوحة هناك حرص على ‏استمرار التطور الإيجابي للعلاقات.‏

ويجب الإشارة إلى أنه في يوم توقيع اتفاق العلا في يناير من عام ‏‏2021، وصل وزير ‏المالية ‏القطري علي العمادي إلى القاهرة ‏في ‏طائرة خاصة ليشارك في افتتاح أحد الفنادق ‏التي أشترتها قطر ‏على ‏النيل.

ونوه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم ‏آل ثاني، بالتطورات ‏الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين قطر ‏و مصر ،‏مؤكدًا أن التطورات في العلاقات بين ‏البلدين يصب في مصلحة ‏تعزيز ‏أمن واستقرار المنطقة.‏ فعلاقات التعاون الثنائي بين ‏البلدين الشقيقين، ‏لا سيما في ‏مجال الاستثمار، وتبادل الدعم بينهما في ‏المحافل ‏الدولية، ‏والتنسيق في تطورات الأوضاع في المنطقة، ‏خاصة ‏مستجدات القضية ‏الفلسطينية، والوضع في ليبيا؛‏ تصب في مصلحة ‏تعزيز أمن واستقرار المنطقة.‏

نبيل نجم الدين ‏
الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى