الموقعحوادث

مي إسكندر .. مأساة الموت سحقاً تحت سيارة «ابن الباشا» السكير

ولد على فراش من ذهب ورضع الحليب المستورد، ودللته خادمات استقدمهن والده من بلاد الثقافة والنور، وبمجرد أن اكتملت شخصية «ابن الباشا» اكتشف أنه يقف وريثا على تلال من المال والقرى السياحية وأرصدة البنوك، وقوافل من السيارات الفارهة والمساكن التي لا يحلم الفقراء بالمرور أسفل أسوارها.

كل شيء كان ينبىء أنه سيكون شابا متهورا وقد وفرت له كل أسباب الانحراف المادي، على الرغم من كون والده أحد أهم رجالات السياحة والمال في محافظة البحر الأحمر والذي يتردد بقوة أنه كون ثروته من “عرق جبينه” ولا يغفل مساهمته في إنشاء مدينة الغردقة وللحق يقال لم يسمع عنه شططا من قبل لكن الابن لم يشابه أبيه هذه المرة.

نفوذ المال

هيثم كامل أبو علي اعتاد تحت وقع النفوذ والشهوة في السلطة التي يمنحها المال في أن يرتكب الجرائم ظنا منه أنه بعيدا عن طائلة قانون قد يحابي أبناء الأثرياء، ومع مرور الأيام صارت الجرائم عادات يومية وأسلوب حياة.

من القيادة بجنون على الطرقات عكس الاتجاه ناشرا الفزع ومرورا بتعاطي المخدرات والمسكرات وصولا لقتل الأبرياء على الطريق بفضل رعونته في القيادة تحت تأثير المخدر.. اكتظ سجل نجل رجل الأعمال الشهيرة.

بحفنة مال وتعاطف مزيف واعتذار كان يمكن أن ينجو الرجل الثري هذه المرة بجريمته لكن التعاطف الشديد مع الضحية هذه المرة قطع عليه الطريق وأفسح المجال للقانون والعدالة لتأخذ مجراها.

رحلة بلا عودة

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الرابعة فجر يوم 23 يناير، لحظة تجول مهندسة الديكور، مي اسكندر جيد داخل مدينة الجونة الساحلية كعادتها كل يوم.

استقلت المهندسة الأربعينية العمر سيارة أجرة “تاكسي” كي تعود إلى الفندق بعد يوم عمل طويل وأثناء سير السيارة بطريق سهل حشيش اصطدمت بهم سيارة ماركة “بي إم دبليو”، يقودها نجل رجل أعمال شهير؛ ما أسفر عن مصرعها دهسا وإصابة قائد السيارة.

كالنار في الهشيم انتشرت أصداء جريمة نجل رجل الأعمال ما استدعى سرعة البت في الواقعة وكان القضاء على قدر السرعة والحدث وأمر بضبط واحضار المتهم ووجهته له تهم عدة منها القتل عن طريق الخطأ المهندسة مي إسكندر، وحيازة جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي، بالإضافة إلى عدم مراعاته للقوانين واللوائح في قتل المجني عليها حال قيادته سيارة تحت تأثير مُسكر ومخدر الحشيش، وتعمده السير عكس الاتجاه، وقيادته سيارة بحالة ينجم عنها الخطر، ورحلت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، المتهم إلى السجن، بعد صدور قرار النيابة العامة.

حقها مش هيضيع

هاني حنا، أحد أقارب المجني عليها، قد نشر على صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “لا يمكن أن نُدرك.. حتى يلحقنا الشر والأذي، نقرأ عن جرائم بشعة وغير معقولة يتم المُداراة عليها وإخفاؤها بالفساد بتأثير وفعل النفوذ والسطوة والجبروت والفلوس.. تظل القصص هائمة تتم متابعتها عن كثب في الصحف وبرامج التوك شو لتختفي بعد حين ومع الوقت تُصبح كلا شيء! يظل الأمر كذلك حتي نجد أنفسنا في قلب مأساة مُصابين بها مصابا عائليا أليما”.

وأضاف خلال منشوره: “ذلك ما حدث لابنة من بنات العائلة الجميلات.. ابنتنا المهندسة “ماي إسكندر جيد” شقيقة زوجة ابننا.. مهندسة شابة متفتحة، تكافح لإثبات الذات وتحقيق النجاح المهني.. يتم سحقها فعلا داخل سيارة أوبر وهي عائدة للفندق في الجونة بعد زيارة متابعة لمشروع عمل في “سهل حشيش”.. راحت ضحية لطائش ثري يقود سيارة فارهة بدون أضواء لأنه يقود عكس إتجاه السير ليصطدم بسيارة الأوبر فيتم ضغطها واختزال حجمها إلي النصف”.

وتابع هاني حنا: “تقضي الابنة العزيزة نحبها سحقا في الحال، ليتضح أن المتسبب في الحادث القاتل يقود تحت تأثير الكحول والمخدرات DUI ومثل هذا المجرم ينال في العالم بأسره أقصي عقوبة في القوانين الرادعة”.

وواصل: “الجاني الآن قيد التحقيق والتقصي والتحليل بينما تجري محاولات بائسة يائسة لتعديل الأقوال عن الحادث في محضر الشرطة لمجاملة أصحاب الحظوة، لكن هول الحادث لم يسمح لأحد بتقّبُل الأمر أو التساهل بشأنه لأن هذا الحادث البشع هو السادس في السِجِلّ الجنائي لهذا الشخص المجرم ما يجعل من الحادث “جناية قتل عمد” وليس “جنحة قتل خطأ”، جنحة القتل الخطأ ثم التصالح جعلت ذلك المجرم المعتوه يهرب بجرائمه في كل مرة.. لكن ليس في هذه المرة، لأن الله لا يسمح بالجبروت ولا بالظلم، فالعدل من صفات الله. والله يأمرنا ألا نسكت ولن نسكت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى