الموقعخارجي

محلل سياسي لبناني لـ”الموقع”: انهيار الليرة المستمر طبيعي في ظل الانقسام السياسي الحاد

كتب- أحمد إسماعيل علي:

قال الكاتب السياسي اللبناني سامر كركي، إن لبنان للأسف مستمر للصعود السريع نحو الهاوية، بسبب بلد تعوّد أبناؤه على فراغ المؤسسات الدستورية وتتعامل فيه الكتل السياسية على قاعدة “النكد” و”الكيد السياسي”.

وأخفق مجلس النواب اللبناني، اليوم الخميس، في انتخاب رئيس جديد للبلاد، للمرة الـ11، بسبب تعذر حصول أي مرشح على ثلثي أصوات النواب.

وأضاف “كركي” في تصريح خاص لموقع “الموقع”: أنه لن يلوح في الأفق أي بوادر ما دامت الأقطاب المسيحية غير متفقة على اسم معين وما دام توزيع القوى السياسية في المجلس النيابي لا يتيح انتخاب رئيس جمهورية من جانب قوى الثامن أو الرابع عشر من آذار، والقوى التغييرية غير واضحة المعالم سياسيًا، ولا تملك نفس التوجه.

سامر كركي محلل سياسي لبناني
سامر كركي محلل سياسي لبناني

وتابع: عداك عن عدم اهتمام الغرب والولايات المتحدة بلبنان بالإضافة إلى السعودية التي لديها أولويات أخرى تتعلق بالعراق واليمن كملفات إقليمية.

وقال “كركي”: “إنه لذلك لا يمكن أن يحدث الخرق إلا من خلال أعمال أمنية أو تفجيرات، وأتمنى طبعًا عدم حدوثها بحيث تعيدنا إلى حقبة الانقسام السياسي الحاد من 2005 حتى 2008، وتوجت في النهاية باتفاق الدوحة وانتخاب ميشال سليمان رئيسًا والتي يمكن إن حصلت الآن تعجل هذا الحل الآتي المؤقت”.

وأضاف المحلل السياسي اللبناني، أنه بالنسبة للوضع الاقتصادي وانهيار الليرة المستمر فهذا طبيعي في ظل انقسام سياسي حاد وفي ظل فزلكات مالية من المصرف المركزي، وفي ظل الدولة العميقة الاقتصادية التي نعيش فيها؛ حيث التشبيك بين النفوذ السياسي وأصحاب المال والمصارف وفي ظل دولة قائمة على الريع والاستهلاك وغياب الرؤى الاقتصادية الاستراتيجية.

يذكر أن الليرة اللبنانية سجلت، اليوم الخميس، مستوى منخفضًا جديدًا غير مسبوق عند 50 ألف ليرة للدولار، ما ينطوي على تراجع في قيمتها بأكثر من 95% منذ انهيار النظام المالي في البلاد في 2019.

وعقدت اليوم الجلسة النيابية الـ11 لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان، برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وتم عقد الجلسة بعد اكتمال النصاب الذي يتطلب حضور 86 نائبًا من أصل مجموع النواب في المجلس وعددهم 128 نائبًا، وبلغ عدد المقترعين 110.

وقال بري إن النائب ميشال معوض حصل على 34 صوتًا مقابل 37 ورقة بيضاء، وسبعة أصوات لعصام خليفة و15 ورقة ملغاة، ولم تنعقد الدورة الثانية بسبب فقدان النصاب.

ويحتاج المرشح الرئاسي للحصول على أصوات إلى ثلثي النواب في المجلس المؤلف من 128 عضوًا في جولة التصويت الأولى.

وجرى عقد 10 جلسات نيابية سابقة لانتخاب رئيس للجمهورية، كان آخرها في 15 ديسمبر الماضي، وباءت كلها بالفشل.

يذكر أن ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون انتهت في 31 من أكتوبر الماضي، ودخل لبنان في مرحلة شغور رئاسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى