هلال وصليب

لا يعني القتال فقط.. ماذا يعني مفهوم الجهاد في القرآن ؟

قال الدكتور  علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار  العلماء، إن الجهاد في القرآن لا يعني القتال فقط كما يزعم أتباع الجماعات المتطرفة، فالله تعالى يقول (وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).

وأوضح في شرحه لمفهوم الجهاد في القرآن، أن الجهاد يشمل أنواع متعددة، فورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، فالجهاد في الإسلام هو بذل القدرة والمجهود في تحصيل كل ما يرضي الله من أخلاق وأفعال، ودفع كل ما يغضب الله.

وأشار إلى أن الجهاد بالقتال أحد أشكال الجهاد، وليس هو الجهاد بمفهومه الشامل، وحتى الجهاد بالقتال الذي أمر به الإسلام فله ضوابط قال تعالى : (وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ).

ماذا تعرف عن الإسلام ؟

ذكر المؤرخ أنه نتيجة الجهل بحقيقة الإسلام وتعاليمه، شاع أن الإسلام قد انتشر بالسيف، وأنه يدعو إلى الحرب وإلى العنف، ويكفي في الرد على هذه الحالة ما ذكره المنصفون من الغرب ونذكر على سبيل المثال ما قاله الكاتب الكبير توماس كارليل في كتابه « الأبطال وعبادة البطولة » ما ترجمته :« إن اتهامه ـ أي سيدنا محمد ـ بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ؛ إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس ، أو يستجيبوا له ، فإذا آمن به من  يقدرون على حرب خصومهم ، فقد آمنوا به طائعين مصدقين ، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها».

ويقول المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب ـ وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام في عهده صلى الله عليه وسلم وفي عصور الفتوحات من بعده ـ : « قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة ….. ، ولم ينتشر القرآن إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل ما زاد عدد المسلمين على خمسين مليون نفس فيها ….. ولم يكن القرآن أقل انتشارا في الصين التي لم يفتح العرب أي جزء منها قط وسترى في فصل آخر سرعة الدعوة فيها ويزيد عدد مسلميها على عشرين مليونا في الوقت الحاضر.».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى