هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..ذكرى استشهاد القديسين ديوسقوروس وأخيه سكلابيوس

فى مثل هذا اليوم الموافق 1طوبة قبطيا و 9يناير ميلاديا تحتفل الكنيسةبذكرى استشهاد القديسان ديوسقوروس وأخيه سكلابيوس ،ووفقا لما جاء في السنكسار كان القديسان ابنيّ أرخن معروف محب لله من مدينة أخميم التابعة لمحافظة سوهاج يدعى أمونيوس، وكان هذا الأرخن غنياً جداً واهتم بدرجة كبيرة بتربية ولديه ،ولما بلغا الشهيدان سن الشباب ذهبا إلى جبل أخميم، وتتلمذا هناك على يديّ عابد قديس يسمى القس مويسيس كان يقيم هناك بجوار عين ماء .

وعقب ايام قليله شعر القديس بقرب نياحته “وفاته” وقام باستدعاهما وأوصاهما بضرورةالثبات على الإيمان وحفظ وصايا الرب، ثم باركهما وفاضت روحه الطاهرة إلى الله ،فقام القديسين بتكفينه بإكرام جزيل وقد عاشا بعده في حالة من الجهاد روحي والنسك والمداومة على الصلاةكل حين ومقاومة حروب الشياطين بكل ايمان .

وفى إحدى المرات قاما القديسيان بالنزول إلى مدينة أخميم لشراء احتياجاتهم، وقاموا سكان المدينة بالامساك بهم ومضوا بهما إلى الأسقف فقام برسامة ديوسقوروس قساً وسكلابيوس شماساً ،وعقب عودتهم إلى الجبل اجتمع حولهما كثير من الإخوة لكى يتتلمذوا على أيديهما، وقد شيد القديسيان كنيسة صغيرة بالجبل تحوَّلت فيما بعد إلى مركز روحي حي.

قد وهبهما الله موهبة شفاء الأمراض والقيام بإخراج الشياطين وعاشا فى البرية نحو 45 سنة مع الإخوة بفرح شديد يقومان بممارسة حياة التسبيح كأنهم يعيشان فى الفردوس .

وفى أحدى الأيام قام الأنبا أوضاكيوس أسقف أخميم البريةبزيارة القديسان واجتمع بهما، وقام بتشجيعهم أن يثبتا على الإيمان وصورة احتمال الاضطهاد الذي سوف يحل بهما بكل فرح .

وبالفعل حضر إريانوس والي أنصنا وعرض على المسيحيين صورة القيام بعبادة الأوثان، وقد ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديسين ديوسقوروس وسكلابيوس ودعاهما للقيام بالنزول من الجبل ليشهدا للسيد المسيح في أخميم وينالا إكليل الشهادةعلى يد إريانوس،فثاما وذهبت فى الحال بكل فرحوأقاما رئيساً للإخوة شخص يسمى بطرس عوضاً عنهما.

وقام القديسان بتشجيع المسيحيين على تحمُّل الآلام من أجل المسيح، ولما سمع الوالي إريانوس خبرهما أمر بسجنهما وفي الصباح عرض عليهما القيام بالتبخير للأوثان فرفض القديسان ، وغضب الواليإريانوس منهما وأمر بتعذيبهما، ثم قام بوضعهما في السجن وكان يحرسهما 4جنود على رأسهم أكوديوس وفليمون.

وحدث أنه فى منتصف الليل ظهر ملاك الرب للقديس ديوسقوروس وقال له:” قم صلِّ فإن أكوديوس وفليمون وجنودهما سوف يسبقونكما ويصيرون تقدمة لك في هذه المدينة” ،وعلى الفور ظن القديس أن أحد الإخوة هو الذي يكلمه فقام بالرد عليه قائلا ” كيف أقدر على القيام الآن؟ ” فأجابه الملاك: ” قم وصَلِّ لأن الرب يحل المقيَّدين “.

وحدث فى ذلك الوقت أن انحلت القيود التي كان مقيَّداً بها وكذلك قيود جميع المعترفين،وقاموا جميعاً وسبّحوا الله وكان نور سماوي يضيء على أكوديوس وفليمون،ولما رأى الجنود هذه العجائب مضوا إلى إريانوس واعترفوا بالسيد المسيح أمامه ،وفى الحال قام الوالى بقطع رؤوسهم جميعاً، وعقب ذلك أمر الوالي بقطع رأسي القديسين ديوسقوروس وسكلابيوس، ونالا إكليل الشهادة فى يوم 1طوبة من سنة 20 للشهداء 304ميلاديا ،ويوجد دير في جبل أخميم بإسم القديسين ويشتهر باسم دير الشهداء.

ومن الجدير بالذكر أن كلمة «السِّنْكِسارُ » هى فى الأصل لفظة يونانية الأصل و تعنى الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين وتستخدمه كنائس الكرازة المرقسية في أيام وآحاد السنة التوتية،ويضم كافة أخبار وسير قديسين، مرتبة حسب الشهور المصرية ،ويقوم الكاهن بقراءة السنكسار في الكنائس أثناء القداس قبل قراءة الإنجيل كل يوم وعقب قراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى