هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكار نياحة الصديق العظيم دانيال النبى

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 23برمهات قبطيا 1 أبريل ميلاديا بتذكار نياحة الصديق العظيم دانيال النبي.

تنيَّح في مثل هذا اليوم من السنة الأخيرة لمُلكْ كورش ملك بابل، الصديق العظيم دانيال النبي أحد الأنبياء الكبار، وُلِدَ هذا النبي سنة 621 ق.م من سبط يهوذا بأورشليم، وسَلَكَ في سيرة فاضلة. سُبىَ إلى بابل وهو في السادسة عشرة من عمره، في زمن نبوخذنصر ملك بابل، وكان معه الثلاثة فتية، سدراك وميساك وأبدناغو، وقد جعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك .

وفي السنة الرابعة من السبي، أبصر نبوخذنصر رؤيا أفزعته ، ولكنه عندما استيقظ لم يستطع أن يتذكرها ،فجمع كل حكماء بابل وطلب منهم معرفة ما رآه وتفسيره، فلم يعرفوا ،فأمر بقتلهم جميعاً، وكان من بينهم دانيال والثلاثة فتية، الذين رفعوا قلوبهم بصلاة إلى الله فكُشفت الرؤيا لدانيال وقصها على الملك وأعلمه عن الملوك الذين سيملكون بعده وما يحدث لهم ،فاستحسن الملك قول دانيال، ومنحه عطايا جزيلة وجعله رئيساً على حكماء بابل.

ورأى الملك حلماً آخر فسّره له أيضاً دانيال وعرفه أن الله لأجل تكبره سيطرده من بين البشر ويسكنه مع الوحوش سبع سنين يأكل فيها العشب مثل البهائم، ثم يعيده إلى ملكه. فتم هذا الأمر للملك نبوخذنصر .

ولما ملك بَيْلْشَاصَّرُ رأى في رؤيا كتابة ” منا منا تقيل فرسين ” ففسرها له دانيال قائلاً: ” منا أي أحصى الله ملكوتك وأنهاه، وتقيل أي وُزنْتَ بالموازين فوُجدتَ ناقصاً، فرسين أي قُسِّمَتْ مملكتك وأُعطيَتْ لفارس ومادي “. وكان ذلك لأن الملك شرب خمراً في آنية بيت الرب .

وفي أيام داريوس، من مملكة مادي، كان دانيال أول الوزراء، الأمر الذي أثار حسد أعدائه وأرادوا التخلص منه، فطلبوا من الملك أن يصدر أمراً بأن لا تُقدَّم صلاة إلا للملك لمدة ثلاثين يوماً. وإن مَنْ لا ينفذ ذلك يُلقى في جب الأسود. إلا أن دانيال لم يُصلِّ إلا إلى إله السماء، فطُرح في جب الأسود. فأرسل الرب ملاكه وسد أفواه الأسود، وأتى الملك فوجده حياً ففرح وأمر بإصعاده من الجب.

ثم أنزل الملك الذين اشتكوا دانيال في جب الأسود فبطشت بهم في الحال ،وقد صلى دانيال أمام الرب واعترف بخطايا شعبه، فأُعلنَتْ له رؤيا السبعين أسبوعاً ومسح قدوس القديسين .

وتنبأ دانيال عن اليوم الأخير والدينونة بقوله ” وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية، وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي. والفاهمون يضيئون كضياء الجلَد، والذين ردّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور ” ،ولما كملت أيام جهاده تنيَّح بسلام.

ويذكر أن كلمة “السنكسار” هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى