هلال وصليب

كنيستنا القبطية اليوم..تذكار استشهاد القديس متياس الرسول

يذخر ” السنكسار ” بالعديد من سير الآباء الشهداء بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ،والذين دافعوا عن الإيمان ووقفوا صامدين أمام الاضطهاد وتركوا مناصبهم وحياتهم الأرضية ،ويعد أسطفانوس أول الشهداء ،كما شهدت العصور الأولى للمسيحية استشهاد بعض تلاميذ ورسل السيد المسيح ومن بينهم القديسين بطرس وبولس ،وتحتفل الكنيسة وفقا لكتاب سير الشهداء والقديسين المعروف لدى الأقباط بـ “السنكسار “اليوم 8برمهات قبطيا 17 مارس ميلاديا بتذكار استشهاد القديس متياس الرسول.

ويروى السنكسار أنه فى مثل هذا اليوم من سنة 68م، استشهد القديس متياس الرسول ،وقد وُلِدَ هذا القديس بإقليم الجليل، وكان من المرافقين للرسل، وهو الذي اُختير بدلاً من يهوذا الإسخريوطي في اجتماع عِلِّيَّة صهيون، عندما قال معلمنا بطرس الرسول ” أيها الرجال الإخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب في سفر المزامير، لتصر داره خراباً ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر ،فينبغي أن الرجال الذين اجتمعوا معنا في الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج، منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم شاهداً معنا بقيامته، فأقاموا اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يوستس (معناها عادل)، ومتياس، وصلُّوا قائلين: أيها الرب العارف قلوب الجميع عيِّن أنت من هذين الاثنين أيّاً اخترته ليأخذ قُرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعدَّاها يهوذا ليذهب إلى مكانه. ”

ووفقا لما ورد فى السنكسار ألقوا قُرعتهم فوقعت القرعة على القديس متياس فحُسب مع الأحد عشر رسولاً (أع 1: 26) ، وبعد هذا امتلأ القديس متياس من الروح القدس الذي حل على الرسل في يوم الخمسين. وبشَّر في اليهودية والسامرة والكبادوكية، كما قيل أيضاً أنه ذهب لمدينة آكلي لحوم البشر.

وذهب القديس متياس ليكرز بالإنجيل حتى وصل إلى مدينة برطس، ونادى فيها ببشارة الإنجيل، فقبض عليه أهلها، إذ لم يقبلوا الكلمة، وأودعوه السجن. فصلى القديس متياس متشفعاً بالقديسة العذراء مريم، فأتت على سحابة، وبمجرد دخولها المدينة تَحوَّل كل ما فيها من حديد إلى حالة سيولة ( كالشمع )،فتوجهت إلى السجن، وأخرجت القديس متياس الرسول والمسجونين معه من أجل الإيمان، ولما سمع والي المدينة بما حدث، طلب أن يرى العذراء القديسة مريم، فأتت إليه هي والقديس متياس الرسول، وأبرأت ابنه الذي كان فاقد العقل، فآمن هو وكل أهل المدينة ،ووصلَّت القديسة العذراء فعاد الحديد إلى طبيعته، وارتفعت القديسة العذراء مريم على سحابة نورانية،أما القديس متياس الرسول فعمَّد جميع أهل المدينة ومكث عندهم يعلمهم، ثم رسم لهم كهنة، وبعد أن اطمأن عليهم تركهم ليستأنف طريق كرازته.

وانطلق القديس متياس إلى دمشق وبشرها بالسيد المسيح، فغضب أهل المدينة، وقبضوا عليه وعذبوه ووضعوه على سرير حديد وأوقدوا النار تحته، فلم تؤذه بل كان وجهه يتلألأ بالنور كالشمس ، فتعجبوا من ذلك وآمنوا بالرب يسوع على يدي هذا القديس، فعمَّدهُم ورسم لهم كهنة وأقام عندهم أياماً كثيرة ،ورجع القديس إلى أورشليم فرجمه اليهود ونال إكليل الشهادة.

ومن الجدير بالذكر ، كلمة السنكسار هى فى الأصل لفظة يونانية و تعنى الكتاب الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء وكذلك القديسين ،وتقوم الكنائس الأرثوذكسية باستخدامه في أيام وآحاد السنة التوتية،ويشمل كافة سير القديسين والشهداء مرتبة حسب الشهور القبطية والميلادية معا ،ويقوم القسوس بقراءة السنكسار في الكنائس خلال القداس الالهى قبل قراءة الإنجيل بشكل يومى وعقب قيام الشماس بقراءة فصل الإبركسيس، أي قصص وأعمال وسير الرسل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى