أراء ومقالات

كريمة أبو العينين تكتب لـ«الموقع» .. رايحين المولد

كان أبى رحمة الله عليه يحكى لنا مامضى من عمره ويقول فى أحد حكاويه : كان يصحو مبكرا هو واخوته الذكور الخمسة منتظرين ابيهم ينادى عليهم ليصحبهم معهم الى المتنزه الوحيد السنوى لهم وهو مولد السيد البدوى فقد كانوا يعدوا العدة لهذا اليوم وهذا الحدث ويجمعوا له طول العام من توفير من مصروفهم اليومى كى يزيدوا ماسيعطيه ابيهم لهم ويفرحوا ويمرحوا فى مولد سيدنا البدوى . كل عام يأتى اليوم الموعود وهم متأهبون وكلما خطوا خطوة من من منزلهم الكبير الى محطة القطار يسألهم السائلين عن وجهتهم فيردوا متباهين وبصوت واحد جهورى يملأ ارجاء المكان ويستحضر الزمان :

رايحين المولد .. فى المولد حدث ولاحرج دنيا اخرى وعالم اخر ولعب واكل وذكر ولهو وسرقة وعبث ، المولد دنيا اخرى اعد لها ابى واخوته عدتهم لينهلوا منها كيفما شاءوا واستطاعوا ، وينتهى الفرح والمرح ويعود ابى واخوته ومعهم ابيهم الرجل الطيب الذى كان يتركهم يعيشوا براحتهم فى المولد مع اعطاءهم بعض التوجيهات والتحذيرات تعصمهم من الوقوع فى الزلل بحكم خبرته ورحلاته وتنقلاته وسنين عمره الطويلة ، كان ابيهم يختص لنفسه من المولد حلقات الذكر وتوزيع الطعام على اهل الله كما كانوا يسمونهم حينذاك ..فى طريق عودتهم الى منزلهم وبلدتهم يقابلهم اهل القرية فيسألونهم : جايين منين ؟

فيأتى الرد خافتا متعبا واهنا ضعيفا وبصوت متقطع ولايجتمع فيه كل الاخوة : جايين من المولد ، ويقول ابى اننا فى عودتنا كنا فى حالة من الارهاق والتعب وربما الحزن على سرقة بعض من اموالنا فى سراديب المولد وخفاياه كنا نبحث عن اسرتنا كى ننام نوما عميقا وربما كنا نتمناه ابدى من تعبنا والمنا. حال ابى واخوته ذكرنى بحال بعثتنا الرياضية وهى فى طريقها الى اوليمياد طوكيو محملة بما لذ وطاب

من تيسيرات وتسهيلات وامكانات وفوقهم امانى ودعوات شعب كامل بالحصول على طعم الفرحة والاسعاد والسعادة .. كل افراد البعثة هللوا وكبروا واعلنوا بصوت فخيم عالى بأنهم رايحين المولد اقصد المونديال ، وكلنا رفعنا اكف الدعاء الى السماء وطلبنا ان يكون مولد سعادة وهناء اقصد مونديال سعادة وهناء ونحصل على ذهبيات وتتويجات ومباركات ولكن ادى الله وادى حكمته تلك الجملة التى تقال فى كل مرة وجولة تنهى اى عبارات وانتقادات وتدخلك فى دائرة المفترين على الله كذبا ..

وعادت بعثتنا من المولد اقصد للمرة الاخيرة المونديال وصوتها واهن وحينما تسأل تحيب راجعين من المونديال ، بالطبع حصول البعض على برونزية ليس كافيا كما انه ليس مستهترا به ولكن هل كان الاداء على قدر العطاء ؟ وهل وفيت البعثة حقها وادت واجبها كما ينبغى ويكون ويستحق ؟ الموالد قادمة ومرتاديها يعدون اجابتين :رايحين المولد -جايين من المولد مع اختلاف نبرة الصوت فى الاجابتين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى