الموقعخارجي

كاتب كردي يكشف لـ”الموقع” أسباب العدوان التركي على “دهوك” العراقية

كتبت- رقية وائل:

قال الكاتب الصحفي الكردي محمد أرسلان، إن القصف التركي الصاروخي في محافظة دهوك العراقية والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، جعل الشعور العراقي يستيقظ بعد سنوات من الاعتداء التركي على هذه المنطقة.

وأضاف “أرسلان” في تصريح خاص لموقع “الموقع”: أن نتيجة هذا القصف تهجير سكان هذه المنطقة للمدن، ما أدى أيضًا لتوحيد العراقيين بكل مكوناتهم الطائفية والمذهبية أمام وحشية الجيش التركي المعروف عند العراقيين بشكل عام.

وتابع قائلا: إن الجيش التركي يدعم الإرهابيين في العراق ومازال يدعمهم في سوريا، وهذه المجازر التي يرتكبها الجيش التركي ليست محصورة في منطقة معينة وإنما وصلت لمنطقة سنجار، وحتى مناطق داخل العراق تبعد عن الحدود التركية أكثر من 200 كيلو متر.

وأشار إلى أن تركيا تقصف دائمًا الأهداف المدنية وهناك الكثير من الوثائق التي تم بثها عبر وسائل الإعلام المحلية والإقليمية تثبت أن القوات التركيه لا يهمها إن كان الهدف مدني أو عسكري فهي فقط يهمها مطامعها في الشمال العراقي؛ لأنها تعمل بشكل جاد على استرجاع هذه المنطقة وتعتبرها مناطق تم استقطاعها من الدولة العثمانية.. ويرجع هذا لقانون الميثاق الملي الذي يقول إ الدهوك من ضمن الأراضي التركيه لهذا يجب استرجاعها.

وقال  “أرسلان” إن هذا يفسر وجود أكثر من 30 مقرًا عسكريًا واستخباراتيًا تركيًا في الشمال العراقي وحتى سفارتها في الموصل تعمل على نفس هذا المنطق.

وأكد أنه لايمكن فصل هذا القصف التركي عن أجندات الدولة التركية في المنطقة بشكل عام، وأنها محاولة من تركيا لإفراغ سكانها الحقيقيين وأنها من حق التركيين.

وأشاد بالموقف العربي بشكل عام ، قائلا: كان هناك تصريحات كبيرة وقوية جدًا من قبل المسؤولين العرب، سواء كان من الخارجية المصرية أو الجامعة العربية أو حتى من المسؤولين العراقيين.

وأدانت مصر وجامعة الدول العربية، الهجوم التركي الغاشم الذي استهدف أمس منتجعًا سياحيًا بمدينة دهوك العراقية.

وتقدمت جمهورية مصر العربية، بخالص التعازي وصادق المواساة للعراق الشقيق في ضحايا الهجوم الغاشم الذي استهدف أحد المنتجعات السياحية في محافظة دهوك بكردستان العراق، مما أسفر عن وفاة وإصابة عدد من الأشقاء المدنيين العراقيين.

وأكدت مصر  في بيان للخارجية اليوم الخميس، إدانتها بأشد العبارات لهذا الاعتداء الآثم، مشددة علي ضرورة احترام ثوابت ومقررات القانون الدولي ذات الصلة بحماية المدنيين.

كما أكدت على دعمها الكامل لسيادة العراق على أراضيه ومساندتها لما تتخذه الحكومة العراقية من إجراءات لحفظ أمن واستقرار البلاد ومقدرات الشعب العراقي الشقيق، مُعربةً عن خالص التعازي لذوي الضحايا الأبرياء والتمنيات بالشفاء العاجل لكافة المُصابين.

وأدان أحمد ابو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الهجوم للتركي الغاشم الذي أدى إلى سقوط تسعة قتلي وعدد من الجرحى.

ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط، تأكيده الرفض الكامل للاعتداء التركي على السيادة العراقية، والذي يمثل خرقا صريحا للقانون الدولي، وانتهاكاُ سافرا لمبادئ حسن الجوار.

وأشار المتحدث إلى أن الجامعة العربية تساند العراق في رفض وادانة الاعتداءات التركية، وأنها تدين أي تعد أو انتهاك لسيادة اي من الدول العربية، معتبرا ان على انقرة اعادة حساباتها والحفاظ على مبدأ حسن الجوار في علاقاتها مع دول المنطقة، والامتناع عن الاقدام على تنفيذ عمليات عسكرية داخل اراضي الدول العربية تحت أي ذريعة.

ونفت تركيا مسؤوليتها عن القصف الصاروخي في محافظة دهوك العراقية والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان  الأربعاء، إن الهجوم في دهوك «عمل إرهابي»، داعيةً السلطات العراقية إلى «تجنب إصدار بيانات متأثرة «بدعاية منظمات إرهابية».

وجاء في البيان: «نشعر بالحزن لمقتل 8 وإصابة 23 في غارة جوية على محافظة دهوك العراقية».

وأضافت الوزارة: «تركيا تقف ضد الهجمات التي تستهدف مدنيين وتتخذ كل الإجراءات لتجنب سقوط ضحايا مدنيين في عملياتها لمكافحة الإرهاب».

وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، أن بلاده تحتفظ بحقها الكامل بالرد على «الاعتداءات التركية»، مشدداً على أن «القوات التركية ارتكبت مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين وأمنهم باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق اليوم الأربعاء بقصف مدفعي، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين المدنيين العزل وأغلبهم من النساء والأطفال».

وعقد الكاظمي اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني لاتخاذ «سلسلة إجراءات تهدف لحماية العراق من الاعتداءات التركية».

من جانبه، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن القصف التركي يمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي، مشدداً على أن تكراره أمر غير مقبول.

بدوره، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى بتقليل التمثيل الدبلوماسي مع تركيا، وإغلاق المطارات والمعابر البرية بين البلدين، ورفع شكوى لدى الأمم المتحدة، وإلغاء الاتفاقية الأمنية معها.

وأفاد مشير بشير قائم مقام زاخو حيث يقع منتجع برخ الذي تعرّض للقصف بأن غالبية الضحايا هم «من السياح العراقيين العرب»، الذين غالباً ما يتجهون إلى هذه المناطق ذات الحرارة المعتدلة هرباً من الحرّ في وسط وجنوب البلاد.

ومنتصف أبريل أعلنت تركيا التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، تنفيذ عملية جديدة ضد مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة «إرهابية»، ويخوض تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.

وقال أمير علي المتحدث باسم دائرة الصحة في زاخو لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت لاحق إن عدد قتلى القصف ارتفع إلى تسعة بينما بلغ عدد الجرحى 23.

وتشهد المناطق الحدودية مع تركيا في العراق توتراً وعنفاً متكرراً، فيما تفاقم العمليات العسكرية التركية الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد التي تتهم تركيا بانتهاك حرمة أراضيها، رغم أن البلدين شريكان تجاريان مهمان.

واستدعت بغداد في أبريل، السفير التركي علي رضا كوناي للاحتجاج على العملية العسكرية التركية. وفي 17 يوليو، استهدفت طائرة مسيرة قال مسؤولون عراقيون محليون إنها تركية، سيارة في غرب الموصل، أكبر مدن شمال العراق، ما أدّى إلى مقتل السائق وأربعة أشخاص آخرين بينهم امرأة.

وقالت حينها السلطات الأمنية في إقليم كردستان إن القتلى هم مقاتلون في «حزب العمال الكردستاني».

وفي مايو  قتل ستة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة مدنيين في شمال العراق بضربات بمسيّرة نسبت إلى تركيا واستهدفت «حزب العمال الكردستاني» بحسب مسؤولين محليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى