فن وثقافة

في ذكرى وفاته الأولى.. كيف أنقذ سمير الإسكندراني جمال عبد الناصر من الموت وفكك 6 شبكات تجسس؟

كتبت ياسمين السيد

يصادف اليوم الذكرى الاولى لرحيل الفنان والمطرب المصري الكبير، سمير الإسكندراني، الذي رحل عن عالمنا مثل هذا اليوم عن عمر يناهز 82 عاما، بعد صراع مع المرض ويذكر أنه ولد في حي الغورية الشهير بالقاهرة عام 1938.

وكان والده تاجرا للأثاث، وكان محبا للفن وصديق لمجموعة من كبار الشعراء والملحنين، وانتقل حب الفن لابنه الذي درس في كلية الفنون الجميلة، وتعلم بها اللغة الإيطالية التي كانت سببا في حصوله على منحة لدراسة الفنون في مدينة بيروجيا الإيطالية عام 1958.

يذكر أن الفنان الراحل قدم طوال مشواره الفني عشرات الأغاني المميزة مثل “مين اللي قال” و”طالعة من بيت أبوها” و”ابن مصر”، و”في حب مصر”، ولم تقتصر إنجازاته على الساحة الفنية فقط، لكنه قدم مسيرة من العطاء للبلاد أثناء عمله مع المخابرات المصرية.

وخلال وجوده في إيطاليا تعرف على شاب مصري يهودي يدعى “سليم” حاول التقرب منه بغرض تجنيده لصالح الموساد الإسرائيلي، وتحدث عن الأمر في لقاء تلفزيوني سابق له وقال: “ضابط الموساد الإسرائيلى، وعدنى بإغداقي بالأموال، وتوفير جميع احتياجاتي، كما وعدنى باستكمال دراستي في أوروبا وأن يحصل على الجنسية الإيطالية ويعمل ويتزوج هناك، ومكنه من مقابلة شخص يدعى “جونوثون شميت”.

كما سأله أيضًا عن رأيه في حكومة جمال عبدالناصر، فرد عليه سمير الإسكندراني بأنها حكومة ديكتاتورية، فأجابه بأن “ميولك طيبة، ونريدك أن تعمل معنا”، واوضح أنه تعلم الكتابة بالحبر السري، وكيفية إرسال الرسائل المهمة لجهاز الموساد الإسرائيلى، وطُلب منه السفر إلى مصر والتطوع بالجيش المصري وإرسال المعلومات إليهم.

ولكن كان الحس الوطني لسمير الاسكندراني كان أقوى من الإغراءات الإسرائيلية، وبعد عودته لمصر قص على والده ما حدث، وحكى ذلك لصديق له يعمل فى المخابرات، ومن جانبه حاول صديق الوالد الذي يعمل في المخابرات معرفة أي معلومة من سمير حول قصة تجنيده من المخابرات الإسرائيلية إلا أنه رفض، وطلب مقابلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وعندما التقى الاسكندراني بـ عبد الناصر في منزله بمصر الجديدة، احتضنه وحاول أن يقبل يده لكن الأخير رفض، ومن هنا بدأ تعامله مع المخابرات المصرية، وقال الاسكندراني إنه بعد هذا الموقف بدء في إرسال جوابات بالحبر السري للمخابرات المصرية، وشدد إلى أن قدرة المخابرات العامة على التدريب أقوى بكثير من الموساد الإسرائيلي.

وتمكن الاسكندراني خلال فترة عمله كجاسوس مزدوج من كشف عدد من الخطط التجسسية والمخابراتية داخل مصر منها محاولة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر ودس سم طويل الأمد للرئيس جمال عبد الناصر، وبعد فترة تزيد عن العام ونصف  تمكنت المخابرات المصرية عن طريقه من رصد مكان اتصال الجاسوس الهولندي “مويس جود سوارد به”، وتم القبض عليه وكشف أعضاء شبكة تجسسية كاملة داخل مصر.

ويذكر أنه حمل لقب “ثعلب المخابرات” بسبب إنجازاته، إلى أنه كان سبب في إقالة رئيس المخابرات الإسرائيلية وتفكيك 6 شبكات تجسس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى