الموقعتحقيقات وتقارير

“في ذكرى وفاة النقشبندي”.. لحن السماء الذي أطلقه السادات

كتبت – فاطمة عاهد:

 

في يوم 14 فبراير من عام 1920 استقبل منزل محمد النقشبندي الكائن في حارة الشقيقة بقرية دميرة بمحافظة الدقهلية، طفل ولد بحنجرة ذهبية، أطلق عليه والده “سيد”، لكنه اشتهر بلقب عائلته “النقشبندي”، وسرعان ما انتقلت الأسرة إلى طهطا في جنوب الصعيد.

تعلم النقشبندي في طهطا القرآن الكريم تلاوة وحفظ على يد الشيخ أحمد خليل، أحب الإنشاد الديني وحضر حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، فكان خلفا لجده الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي النازح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر ليلتحق بالأزهر الشريف، كما كان والده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية.

افرأ أيضا                                                                                                                                                                     رئيس وكالة الفضاء المصرية: جامعة الأزهر من أعرق الجامعات، ونحن نرحب بالتعاون معها.

تردد “النقشبندي” علي مولد أبو الحجاج الأقصري وعبد الرحيم القنائي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، ليتغنى بها ذهابا وإيابا، ورحل عام 1955 ليعيش في مدينة طنطا وذاعت شهرته في كل الوطن العربي، أحيى ليالي دينية في دمشق وحلب بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد.

 



تزوج النقشبندي من ابنة عمته وأنجب منها 5 أبناء هم “ليلى ومحمد وأحمد وسعاد وفاطمة”، وتوفيت إثر بعد إصابتها بمرض السكر، وتزوج بعدما عرض عليه أبنائه ذلك من سيدة من المنصورة، وأنجب منها ثلاثة أخرين هم “إبراهيم ورابعة والسيد”، و قبل ميلاد ابنه الأصغر توفى.

 

صعدت روحه في يوم 14 فبراير في عام 1976 عن عمر ناهز الـ55 عاما، لم يمتلك وقتها إلا ثلاثة جنيهات بحسب أسرته حتى أن الإذاعة لم تصرف لأولاده معاشا وعانوا من حياة قاسية، كرمته الدولة عقب وفاته بوسام من الدرجة الأولى، وكذا كرمه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989م بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

 

جامع تراثه: السادات أحب صوته وكرمه عقب وفاته

“تربينا على صوت النقشبندي وابتهالاته في رمضان، لا نعرف منها إلا عدد قليل، فهناك حوالي 200 دعاء مسجل بصوته لا يتم إذاعتهم في أي وقت، على الرغم من توافرها في الأرشيف”.. هكذا بدأ المهندس رضا حسن، جامع تراث النقشبندي حديثه.

وأضاف جامع تراث النقشبندي “أوصى الراحل أن يدفن بجوار والدته، وجاء ليعيش في طنطا بجانب السيد البدوي، كما كانت هناك علاقة تجمعه بالسادات، وكان يحب صوته، كتب في مذكراته عن أول لقاء له ببليغ حمدي وحضوره زفاف كريمة أنور السادات، وكان صاحب فكرة تعاونه مع بليغ حمدي لتقديم “مولاي” الأشهر في ابتهالاته، وكرم اسمه عقب وفاته بعدة سنوات، في يوم رحيله حزن عليه شعب بأكمله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى