الموقعخارجي

“فراس الخالدي” عضو اللجنة الدستورية السورية لـ”الموقع”: الهجوم الحوثي الإرهابي ضد أبوظبي أبلغ رد من إيران على مبادرة الإمارات تجاه الأسد!

اتهم "بيدرسون" يتبني الرؤية الإيرانية في خطابه من طهران

“فراس الخالدي” عضو اللجنة الدستورية السورية: 

 تحييد الدور العربي في سوريا سمح لميليشيا الحوثي الإرهابية بتهديد السعودية والإمارات

كتب-: أحمد إسماعيل علي

يرى المعارض السوري فراس الخالدي، منسق “منصة القاهرة” في “هيئة التفاوض”، عضو اللجنة الدستورية، أن تحييد الدور العربي في سوريا سمح لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، بتهديد المملكة العربية السعودية والإمارات.

وقال، إن استهداف الحوثيين، للعمق الإماراتي، يعتبر أبلغ رد من بشار الأسد وداعمه الإيراني على المبادرة الإماراتية تجاه الأسد.

ودعا “الخالدي”، في تصريحات خاصة لموقع “الموقع”، الدول العربية أن تُسارع بتلقّف مبادرة القوى الوطنية السورية بسرعة كبيرة وعدم إفساح المجال للإيرانيين وأذرعهم بالتفرّد في سوريا والتمدد منها إلى باقي الدول العربية.

استماتة إيران لتحييد رأس الأسد

وقال فراس الخالدي منسق “منصة القاهرة” في “هيئة التفاوض”، عضو اللجنة الدستورية السورية، إنّ استماتة النظام الإيراني في الإبقاء على رأس النظام السوري ومحاولاته الدائمة في تيئيس الجميع “أنظمة وشعوب” من إمكانية تحييد رأس النظام ليست بخافية على أحد.

وأضاف، أن تلك عملية مستمرة بدأتها إيران منذ اليوم الأول للأحداث في سوريا ولن تنتهِ إلا بتحييد النظام الإيراني الحالي أو إضعافه وإشغاله بالداخل الإيراني لدرجة لا يكون بمقدوره معها تخصيص أي جهد أو موارد نصرةً لذراعه في سوريا المتمثل ببشار الأسد كما هو حال ذراعه في لبنان حسن نصر الله.

وتابع قائلا: “الجميع بات يدرك اليوم أنّ الشعب السوري قد حسم خياراته في المضي بثورته على هذا النظام حتى النهاية رغم كل التضحيات ورغم الحال المتردّي الذي تمرّ به قوى الثورة والمعارضة، فبدءاً من دعم الإيرانيين لميليشيات رأس النظام السوري وزجّهم لحزب الله في سوريا لمساندة النظام ومن ثمّ جلبهم للميليشيات الطائفية من العراق وأفغانستان وليس انتهاءً باستجدائهم التدخل الروسي عبر قاسم سليماني، لإنقاذ بشار الأسد”.

وشدد فراس الخالدي عضو اللجنة الدستورية، على إن حرث هؤلاء لم يؤتِ كامل أُكُلِه بعد.

وأضاف: لا ننكر (في ظلّ تخلّف الجهات الداعمة لقوى الثورة والمعارضة عن تقديم ما يلزم للصمود) بأنّ التدخل الروسي تحديدًا قد قلب الموازين لصالح الأسد ومكّنه وقطعانه الميليشياوية من كسر التوازنات العسكرية على الأرض التي تمكّن الجيش الحر سابقًا من فرضها على النظام وحليفه الإيراني ونجاحهم بمساعدة بعض الجهات الإقليمية الأخرى في استعادة قسم كبير من المناطق المحررة.

ولفت إلى أنه رغم ذلك فإنّ أحدًا لا يمكنه الادّعاء باستسلام الشعب السوري وقوى الثورة والمعارضة، مؤكدًا أنه حتى إيران نفسها تعلم بأنّ الشعب السوري لم يرمِ المنديل بعد.

تصريح “بيدرسون” من طهران!

وقال “الخالدي”، إن “بيدرسون” فاجئنا من طهران بتصريح غريب ينعى فيه مهمته ومنصبه قبل أن ينعى فيه ثورة الشعب السوري، إذ كيف لرجلٍ مؤتمن من الشرعية الدولية أن يتجاوز صلاحياته التي يمكن اختصارها بنص القرار الدولي 2254 وروحه من خلال السعي الدؤوب لاستخدام الأدوات التي بين يديه وابتداع أدوات جديدة أيضًا من شأنها الدفع بتنفيذ القرار 2254 قُدمًا وإيصال الشعب السوري لبرّ الأمان عبر إنجاز الحل السياسي المنشود.

وسخر عضو اللجنة الدستورية السورية، قائلا: “الطريف في تصريح صديقنا “بيدرسون” أنّ القرار 2254 لم يذكر اسم بشار الأسد نصًّا “لا بالبقاء ولا بالرحيل” ليُطالعنا اليوم بهذا الكلام وكأنه رد واقعي على شرط منافي لمنطق ووقائع الميدان السوري “وهو رحيل بشار الأسد بالإسم”!.

وتساءل: كيف لرجل بمكانة “بيدرسون” أن يقع في هذا الفخ المهني، فينسى دوره التحكيمي التوفيقي الإبداعي ويتحوّل لمحلل سياسي من جهة وناطق إعلامي من جهة أخرى؟!

وقال فراس الخالدي: الغريب أنّ قوى الثورة والمعارضة لطالما احترمت طبيعة مهمة “بيدرسون” وأنه منوطٌ به التوفيق بين جميع الأطراف ولو بالحد الأدنى لإنجاز الحل السياسي حتى ولو لم تلائم تحركاته وتصرفاته تطلّعات قوى الثورة والمعارضة ولم توافق هواها.

وأضاف: رغم أنّ “بيدرسون” يعرف في قرارة نفسه مدى الجرائم التي تورّط بها نظام الأسد وأنه دائمًا كان الطرف المعطل في إنجاح أي جلسة تفاوض حقيقية يمكن أن يبني عليها الفريق الأممي أي ركيزة للتقدم ولو بخطوة واحدة على طريق الحل.

الطرف المعطل للجنة الدستورية

وأكد أنّ الأسد ونظامه لا يزالوا يعطّلون أعمال اللجنة الدستورية من خلال المشاكل التي يثيرونها ومحاولاتهم الدائمة في تمييع الاجتماعات وجداول أعمال الجلسات الخاصة باللجنة الدستورية.

ورأى أنه حتى لو أجمعت جميع الدول والقوى الفاعلة في الملف السوري على إبقاء بشار الأسد، فحُكمًا لا يمكن أن يكون “بيدرسون” هو الناطق بقرار هذه الدول.

وقال إن الأنكى من ذلك اختيار “بيدرسون” طهران للخروج بهذا التصريح، وكأنه انحياز تام للرؤية الإيرانية في الملف السوري وباقي ملفات المنطقة.

ولفت إلى أنه ليس مستبعدًا طالما أنه ارتضى لنفسه أن يكون صندوقًا لرسائل الدول أن يكون كلامه هذا من على منابر طهران إيذانًا بإطلاق يد طهران من جديد في سوريا والمنطقة كنوع من أنواع الترغيب الأمريكي لإيران مقابل إتمام الاتفاق النووي على غرار الكارثة التي أصابت سوريا والمنطقة عندما قام الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بتوقيع الاتفاق المشؤوم مع طهران العام 2015، والذي على إثره تمكنت طهران من دحر جميع منافسيها في سوريا وتحييد الدعم والوجود العربي فيها، وكذلك سُمِح لها بإدخال روسيا لمساعدتها في حماية رأس الأسد.

وأوضح قائلا: “مع إدراكنا لمدى خطورة ما تفوّه به “بيدرسون” إلا أننا نعي تمامًا بأنّ الخطر الأكبر ليس بما فاتنا إدراكه بل في إمكانية تفويت عملية استدراكه”.

دعوة لمواجهة الخطر الفارسي

ودعا فراس الخالدي، القوى الوطنية السورية، بتبرئة نفسها من تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، قائلا: “من البديهي جدًا أن تتحرك القوى الوطنية السورية الحقيقية في المعارضة لتبرئة نفسها ممّا ينسبه “بيدرسون” إليها أسوةً بجميع من ذكرهم في تصريحه”.

كما دعاها إلى أن تلتقط إشارات الخطر الفارسي على باقي الدول العربية لتعود وتدق ناقوس الخطر أمام الأشقاء العرب لتذكيرهم بوحدة الدم والمصير، والعمل على مبادرة سورية عربية عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وواصل قائلا: “على الدول العربية أن تُسارع حينها بتلقّف مبادرة القوى الوطنية السورية بسرعة كبيرة وعدم إفساح المجال للإيرانيين وأذرعهم بالتفرّد في سوريا والتمدد منها إلى باقي الدول العربية”.

ونبه من أن  تحييد الدور العربي في سوريا سمح للحوثيين بتهديد المملكة العربية السعودية وكما شاهدنا بالأمس استهدافهم للعمق الإماراتي (وفي هذا أبلغ رد من بشار الأسد وداعمه الإيراني على المبادرة الإماراتية تجاه الأسد).

وبين قائلا: “كلامنا هذا لا يحمل أي نوع من العتب أو اللوم وليس هذا وقت الغمز أو اللمز أو التشكيك بل هو وقت شد الأحزمة والوقوف صفًّا واحدًا “كعرب” في مواجهة هذا الخطر.

الدوحة وطهران

كما طالب قطر بتوضيح، قائلا:”لا بد أيضًا أن يخرج دخانٌ أبيض من الدوحة سريعًا جدًا لطمأنة جميع السوريين وباقي الدول العربية على عدم تقاطع ما تفوّه به “بيدرسون” من طهران”.

ولفت إلى زيارة “بيدرسون” السريعة للدوحة في أعقاب تصريحه من طهران مع الحراك الإعلامي والدبلوماسي الذي تشهده الأوساط القطرية المنهمكة منذ فترة في كثير من تفاصيل المشهد السوري “لقاءات دبلوماسية مع دول فاعلة بالملف السوري وكذلك مع بعض الشخصيات السورية المحسوبة على المعارضة ودعوات لعقد ندوات واجتماعات وسواها من الأنشطة” .

وطرح عضو اللجنة الدستورية السورية، تساؤلا: هل ستجد تصريحات “بيدرسون” من طهران صداها في الدوحة؟ وهل معارضة الدوحة هي التي تنطبق عليها أوصاف المعارضة التي ذكرها “بيدرسون” بسوء بأنها لم تعد تطالب برحيل الأسد؟

أم أنّ إعصارًا قطريًا مرتقبًا يتم من خلاله حشد كل الدعم والطاقات القطرية ضمن رؤية عربية وتنسيق مع باقي الإخوة العرب لقلب الموازين على نظام الأسد وحليفه الإيراني، سيفاجئ الجميع بما فيه “نحن” لصالح دعم خيار الشعب السوري والحفاظ على هوية سورية ووحدة شعبها وأراضيها، وتحقيق الأمن العربي إنطلاقًا من نجاح العرب بإنقاذ سوريا وقطع دابر إيران من أرضها وكسر قوسها قد أن يكتمل شحذ السهام التي ستطال بها الجميع؟

واختتم فراس الخالدي، عضو اللجنة الدستورية السورية، تصريحه بالقول إن “الأيام حُبلى وإنّ غدًا لناظره لقريب، فإمّا ترجمة التفاهمات العربية-العربية والوقوف في وجه المعتدي الإيراني، وإمّا فإنّ كل ما زرعته النوايا السعودية الطيبة في قمة العُلا الخليجية “يناير 2021” ستذروه رياح المُطبّعين “من المحسوبين على الثورة” مع نظام الأسد المجرم من قلب الدوحة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى