أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: الصراع بين محافظ الغربية ونائبه.. لمصلحة من؟

لم يكن يَعلم محافظ الغربية ونائبه أنَّ الصراع القائم بينهما يَعرفه الجميع سواء من قيادات المحافظة أو حتى من صغار الموظفين، إلاَّ أنَّ الإجماع على صراعهم كشفَ عنْ وجود ما يُسمى بمُصطلح «الشللية» داخل أروقة المحافظة..

أي بِمعنى أدق أنَّ المُحافظ الحالي الدكتور، طارق رحمي، له رجاله هُو من اختارهم، وكذلك نائب المُحافظ الدكتور أحمد عطا، على نفس هذا الحال، وهو ما أثار بعض علامات الاستفهام في اختيار المناصب وتحديدًا في تولي منصب الإدارة الهندسية بالمُحافظة.. هذه تغييرات حدثت في هذه الإدارة بالمحافظة منذ فترة بسيطة.

تَسمح كلّ المقوّمات في «الغربية» بأنْ تكون مُحافظة بعيدة عن مثل هذه الصراعات و«الشللية» لِكونها تَمتلكُ من المُرتكزات الصناعية الكثير والكثير مثل شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى التي دشنت مؤخرًا مصنع «غزل 4» المُزود بأحدث الماكينات والمعدات من كبرى الشركات العالمية والتى بلغ تطويرها ما يُقارب الـ 31 مليار جنيه، وكذلك شركة طنطا للزيوت والصابون التي تَستهدف تحقيق مبيعات في عام 2023 لا تقل عن 5 مليارات جنيه، وهذا ما كشف عنه المهندس إبراهيم خطاب رئيس الشركة.

لا تَزال كلمة «صراعات» في توقيت تدشين وتطوير شركة غزل المحلة التي تُعتبر أكبر قلاع الصناعة تتفاعل في تداعياتها وآثارها، فقد عاد منذ فترة شخص يُدعى علي سالم لتولي منصب مدير صندوق المشروعات الصغيرة وكذلك المهندس أشرف هواش مدير مديرية الإسكان، وهما الاثنان من رجال المحافظ..

وذلك بعد استبعاد رجال نائب المحافظ من المناصب، الأمر الذي أثار علامات استفهام في تولي المناصب وطرح تساؤلات من البعض على أي أساس يتم تعيين هؤلاء واستبعاد هؤلاء.

تشكّلت هذه التركيبة تحديدًا بحكم مُصطلح «الصراعات» و«الشللية» في اختيار من يتولى هذه المناصب داخل المحافظة.

وما هو مُعلن داخل المحافظة يختلف عمَّا يدور في الكواليس من صراعات تأتي بعد افتتاح مشروعات يُشارك فيها بعض الوزراء المعنيين، لأنَّ رجال كل طرف منهما داخل المحافظة يُريدان أن يُنسبا أمام الجميع أنهما من أشرفا على هذه المشاريع.. وهذه «النبرة» التي تظهر بعد افتتاح كل مشروع وآخر لن تُفيد المحافظة من أصحاب الخبرات والكفاءات غير الظاهرين في الكادر أي «الصورة واللقطة» تحديدًا.

ولتتفادى المحافظة أو أي مُحافظة أخرى من مثل صراع قياداتها يجب عليهم أن يكونوا أمامَ خيارٍ واحد لا ثاني ولا ثالث لهما: ألا وهو أن يأخذوا الأمر على عاتقهم وأنَّ هذا العمل في سبيل مَصلحة مصر أولاً وأخيرًا.. ولا سبيل للحديث عن ماذا قدَّم بنفسه حتى يَكون ظاهرًا أمام الجميع لأنه إذا دخلت نغمة «الأنا» فمن المؤكد أنْ تخسر المحافظة وليس هُو.

حقيقة الإشكال الراهن داخل المحافظة هو سيطرة نغمة «الأنا» على قياداتها التي تحولت بعدها إلى تكتلات، والبعض وصفها من داخلهم بـ«الشللية».. ولذلك لمْ تُفلح كل محاولات إنهاء هذا الصراع ما بين رجالهم.. وباتت المحافظة أمام خيارين تمكين كل طرف لرجاله وسيطرة نغمة «الأنا» على رجالهم.

مواقع المسئولية في المحافظة وغيرها دائمًا ما تتطلب ضرورة تقدير العمل الجماعي الذي على أساسه تنهض المحافظة لا العمل الفردي وفي الوقت نفسه البعد عن مثل هذه الصراعات التي تضر أكثر مما تفيد.. وتحديدًا وأنَّ الدولة في هذه الآونة بحاجة إلى مسئولين تُقدر العمل الجماعي.

وهنا يَجب الانتقال للبحث إلى صيغة أخرى للبعد عن مثل هذه الصراعات التي لا تنتهي تُركز على ضرورة افتتاح المشروعات من جانب قيادات وزارة التنمية المحلية حتى تستفيد المحافظة وأهلها من مثل هذه المشروعات وحتى تنتهي نغمة «الأنا» وتعلو كلمة مِصرَ فوق كل مَشروع يتم تنفيذه والانتهاء منه.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: إن صدق مؤتمر وزارة الهجرة.. من يَضمن تنفيذ بنوده وحل مشكلات المغتربين؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: أيهما فضلت حكومة «مدبولي» في أزمة الكهرباء.. المواطن أم الدولار؟!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: قناة السويس تُحقق مكاسب 9.4 مليار دولار.. ولا نصيب للشعب منها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى