أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: إن صدق مؤتمر وزارة الهجرة.. من يَضمن تنفيذ بنوده وحل مشكلات المغتربين؟

دائمًا ما تَعتبر وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج من خلال مسئوليها أنهم انتصروا عند تنظيم أي مؤتمر للمُغتربين ولم يعدوا بحاجة لِسماع أيّ حديث يطرح مشكلات حقيقية يسعى للمحافظة على تحويلات المصريين بالعملة الصعبة التي بدأت تنخفض بسبب ظهور ما يُسمى بـ«السوق السوداء» التي تَفرق عن السوق الرسمي بمقدار يَتراوح ما بين 10 جنيهات كأقصى تقدير.

ما يَجب ألا يَغيب عن هذا المؤتمر القادم والمقرر تنظيمه يوم 31 من شهر يوليو الجاري هو مناقشة العوائق التي تقفُ أمام تحويلات المصريين بالخارج بسبب ظهور «السوق السوداء»..

وليس مناقشة موضوعات وصفها البعض من المُغتربين بـ«المطاطية» قد أعلنت عنها وزيرة الهجرة سها جندي لوكالة أنباء الشرق الأوسط، منذ أيام مضت، بأن هذا المؤتمر سيطرح موضوعات ذات أولوية تتعلق بـ«شركة استثمار للمصريين بالخارج والتوسع في الحماية الاجتماعية والتأمينية وزيادة فرص تمويل المشروعات التنموية».

تتوهم وزارة الهجرة من خلال مسئوليها بأنَّ المِصريين في الخارج لا يَعرفون شيئًا عن مُشكلاتهم الحقيقية الممثلة في الفارق ما بين السعر الرسمي وغير الرسمي للعملة الصعبة وأسعار تذاكر الطيران الذين دائمًا ما يضعوها في مُقارنة بالتركية والأوروبية وغيرها.

الدولة المصرية حاليًا بحاجة إلى مُخلصين حقيقيين يتولون مسئولية حل مشكلات تحويلات المصريين بالخارج للعمل على زيادتها في أسرع وقت مُمكن، لأنَّ الدولة بحاجة إلى عملة صعبة وليس طرح موضوعات مَطاطة قد يَتجاوب معها قلة من المغتربين.. وحتى لا يُصبح هذا المؤتمر مجرد «شو» لالتقاط الصور ليس أكثر من ذلك.

بكلام أوضح وبصورة أكثر إيضاحًا، هُو أنه على وزيرة الهجرة الآن وليسَ الغد هُو كيفية استقطاب المصريين من أصحاب المعاشات المُقيمين بأوروبا وأمريكا وغيرها من الدول الأجنبية في نقل معيشتهم إلى مصر من خلال توفير حصول مَعاشهم الذي يُقدر من 900 إلى ألف ونصف يورو بالعملة الصعبة من البنوك المصرية وكيفية نقل ممتلكاتهم إلى مصر بما فيها سياراتهم من خلال تشريع جديد يحضره ممثل عن وزارة الهجرة ومصلحة الجمارك لعدم اشتراط سنة الموديل لأصحاب المعاشات.

هذه أفكار أتمنى طرحها في مؤتمر وزارة الهجرة المخصص للمغتربين حتى تَستفيد مصر من العملة الصعبة.

يبدو أن التوصّل إلى صفقة نقل حياة أصحاب المعاشات المُقيمين في الدول الغربية إلى مصر هيَّ الأهم في هذا المؤتمر، لأنَّ رواتبهم تُحول إليهم بالعملة الصعبة وعلاوة على ذلك سيتم إنفاقها في مصر..

هذه المسئولية تقع على عاتق وزارة الهجرة إذا افترضنا أنها تُسهم برؤى حقيقية تعمل على توفير العملة الصعبة للبلاد وليس طرح موضوعات «مطاطية» ويَصعب تنفيذها سواء في الوقت القريب أو البعيد.

ليس صعبًا جذب حياة أصحاب المعاشات المصريين المُقيمين في الدول الغربية إلى مصر من خلال تسهيل نقل ممتلكاتهم إلى مصر ممثلة في العفش والسيارة، وخاصة أنهم لا يُريدون أنْ يأتوا إلى بلادهم وهم في «صندوق خشبي» ليُدفنوا في بلادهم.. هذه من أصعب وأقسى ما يُفكرون فيه وهم في خارج البلاد.

ولعّلَّ أهمّ ما في رسائل المغتربين غير المُعلنة رُغم أنها مهمة بالنسبة إليهم هو قضية زواج بناتهم من مصريين حتى يكون هناك ارتباط من ناحية أبنائهم بوطنهم الأم مصر الذي لا تَغيبُ يومًا عن ذاكرتهم..

وسط كلّ ذلك، لم يَجد المصري بالخارج الكادح لتوفير عملة صعبة يُرسلها إلى أسرته في مصر سوى الإعلان عن مؤتمرات من جانب وزارة الهجرة لالتقاط الصور بدلًا من أنْ تضع الوزارة خُطة واضحة لحل مشكلات المصريين بالخارج وفي الوقت نفسه توفير عملة صعبة للبلاد.

وفي الختام أذكر ببيت الشاعر أبو تمام: «وكم من منزلٍ في الأرض يَألفه الفتى.. وحنينه أبدًا لأول منزل»..

حفظَ الله مِصرنا الحبيبة الآمنة بجيشها وشرطتها ومؤسساتها.

اقرأ ايضا للكاتب…

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: أيهما فضلت حكومة «مدبولي» في أزمة الكهرباء.. المواطن أم الدولار؟!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: قناة السويس تُحقق مكاسب 9.4 مليار دولار.. ولا نصيب للشعب منها؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»: حداد غربي أم نعي عربي.. أيهما يليق بضحايا غرق مركب اليونان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى