أراء ومقالاتالموقع

شغف تونسي بمسلسل “الاختيار 3”

بقلم الكاتب التونسي/ نورالدين بالطيب

تابع عدد كبير من التونسيين على مدى شهر رمضان المبارك مسلسل “الاختيار 3” الذي بثته بعض الفضائيات المصرية مع منصة “شاهد” بكثير من الشغف، وكانت كل حلقة منه تحظى بمتابعة كبيرة وتثير ردود فعل على شبكة الـ فيس بوك الأكثر متابعة من التونسيين منذ عشر سنوات.

الملاحظة التي تلفت الانتباه في متابعة الشارع التونسي لهذا المسلسل الذي يوثق لملحمة الشعب المصري في إسقاط تنظيم الإخوان بعد عام  تقريبًا من صعوده إلى الحكم واستجابة الجيش المصري لنداء ملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع في 30 يونيو 2012 مطالبين باستعادة مصر من مختطفيها من الإخوان المسلمين.

هذا المسلسل لاقى هوى في نفوس التونسيين لأنه كشف جرائم التنظيم الإخواني ومحاولات اختراقه للدولة وتصدي المخابرات المصرية والجيش المصري لهذا الأخطبوط وانتصار مصر التي استعادت دورها الإقليمي والدولي بسرعة بعد أن تم التصدي لهذا التنظيم في حين مازالت تونس تعاني تداعيات حكم الإخوان الذين اخترقوا أجهزة الدولة وحوٌلوها إلى غنيمة.

ورغم إجراءات 25 يوليو وحل البرلمان وعزل وزرائهم مازالت أياديهم نافذة عبر المسؤولين الذين زرعوهم في الإدارة بين الوزارات والمحافظات والمؤسسات العمومية طيلة عشر سنوات من الحكم.

إن الشغف التونسي بهذا المسلسل له ما يبرره فالتونسيون يحلمون بالتخلص من هذا التنظيم الذي رهن البلاد وعمٌق معاناتهم وكانت سنوات حكمه العشرة أسوأ سنوات في تاريخ تونس المعاصر.

فمسلسل “الاختيار 3” عمل تلفزيوني نجح في فضح الأخطبوط الإخواني وقدٌم للمشاهد التونسي والعربي صورة ملحمية عن صمود المؤسسة العسكرية والأمنية في مصر أمام محاولات الاختراق الإخواني.

وهي صورة يعرفها التونسيون الذين عشقوا الدراما المصرية منذ دخول أجهزة التلفزيون إلى البيوت أواخر ستينيات القرن الماضي إذ أن المسلسلات المصرية لا تغيب عن برمجة التلفزيون التونسي على مدى العام قبل ظهور اللاقطات الهوائية. كما يعرف التونسيون أيضًا ملاحم الجيش المصري في العدوان الثلاثي على مصر وفي حرب 67 وحرب العبور 73.

وسيبقى هذا المسلسل شاهدًا على صفحة ناصعة في مقاومة الظلام والانتصار على تجار الدين من أعداء الله والوطن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى