أراء ومقالاتالموقع

شريف بركات يكتب لـ«الموقع» فوضاكم هي

يعيش عالمنا العربي مأساه حقيقية تتجسد في الوجود الإسرائيلي المحتل الغاشم الذي يمارس ارهابه وإجرامه بشكل ممنهج على الشعب الفلسطيني المحتل والذي للإسف يعاني بسبب تشرذم وتفرق وتمزق قيادته ، هذا التفكك الذي اضعف بل وشتت الجهود العربية و العالمية الرامية للسلام

قادة فلسطين يتحملون بكل اطيافه يتحملون ما يحدث للشعب الفلسطيني من تدمير شامل على كافه الإصعده والحق اقول انكم اهديتم الإسرائليين ما يتمنوه ومن جانبنا نحن العرب والجامعه العربية بشكل عام نحمل اداء سلبي

واضح وظاهر له اسباب كثيرة اولها كما ذكرت تفكك القيادات الفلسطينية ومواليها وانشغال كل دولة بمشاكلها من ناحية ومن ناحية اخرى انقسامنا نحن ايضا كعرب حول القيادات الفلسطينية ومواقفها نفسها وهو ما ساهم في النهاية اضعاف الموقف العربي كله

اسرائيل تفعل ما تشاء وتذبح وتقتل من تشاء وتتجاوز كما تشاء في اي وقت ولا نملك إلا الشجب والتنديد من ناحية ومحاولات التهدئة من ناحية اخرى وهذا امر لم يعد له قيمه او تأثير بل يكاد يكون معروف مسبقا من اسرائيل نفسها ومن المجتمع الدولي . بالصدفه تابعت المسلسل الإسرائلي الناجح بمواسمه العديدة على منصة نتفليكس المشكوك في دوافعها ولكن على إيه حال

حاولت ان افهم وادقق في الرسالة والصورة التي يقدموها للعالم عنهم وعنا والمسلسل يحمل اسم “فوضى” تقريبا لا يختلف عن مذابحهم واجرامهم في ” جنين ” حاليا وغيرها كثير مقدمين التبريرات الأتيه من وجه نظرهم

اولا:

السلطه الفلسطينيه الشرعية غافله عما يحدث وليس لها ثقل

ثانيا:

حماس جماعه ارهابية وخونه ابعد ما يكونوا عن المقاومه يحركها الاموال المدفوعه لها من إيران على الإغلب.
ثالثا: داعش وبالتأكيد الكل يحاربها بما فيهم اسرائيل

رابعا:

الشعب الفلسطيني في نظرهم إما جماعه من الساذجين المؤمنين وهو دائما ضحايا للقتل والاعتقال الخاطئ من اسرائيل ولكن يرجون السبب الي قيادتهم الفلسطينية

او القسم الاخر من الشعب الفلسطيني فهم من الارهابين واتعباعهم وتتدخل الفرق العسكرية و”المستعربين ” (وهم فرقة اغتيالات اجرامية تتحدث العربية وتلبس ملابس الفلسطينين وتعيش معهم) مع الأجهزة الامنيه للقضاء على الارهابين على حد زعمهم او القبض عليهم

ولإجل ذلك ترتكب المذابح “كجنين” حاليا وغيرها نجح المسلسل في عدم الوقوع في فخ التمجيد للأسرائليين ولكنهم ببساطه وصفوها ب “فوضى” اي غير مقصوده ولا مرغوبه وانهم يريدوا ان يعيشوا في سلام وفقط يحاربون الارهاب وعملائهم المنتشرين ويحزنوا على الضحايا الفلسطينين ولكن هم ايضا يٌقتل منهم ويعيشوا في رعب !! وبالتالي الامر يبدوا مبرر جدا بل ومطلوب!!

هذا ما تروجه اسرائيل وتحكيه للعالم عن ما يحدث وما تقوم به ولماذا .

اما عنا فقد اخفقنا جميعا في الدفاع عن القضية الفلسطينية اخفاق شديد من كل النواحي اللهم إلا جهود التهدئة التي تتدخل فيها الاجهزة السيادية المصرية لإيقاف الإعتداءات على هذا الشعب التعس البائس .. وبصدق اقول اننا ينبغي علينا ان نقف وقفه طويله مع النفس لنحدد ونبلور استراتيجية عربية واضحه متفق عليها لها محاور دبلوماسيه وامنيه ودينية وفنية تتحرك كلها في سياق واحد متصل

تدافع عن هذة القضية وهي اُم القضايا وتشرح وجهه النظر العربية والإسلامية والإنسانية لما يرتكب من جرائم ومذابح وانتهاكات اختذلتها اسرائيل ” بالفوضى” !!!

حسناً هي بالفعل فوضى ولكنها فوضاكم انتم المتسبب فيها وذلك لأنكم:

اولا:

تناسيتم واسقطتم عمداً انكم دوله محتله في المسلسل وفي الواقع

ثانيا:

تجاهلتهم قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن الامم المتحده بالكامل! وارتكبتكم مذابح لا تعد ولا تحصى ستظل تعيش في نفس العربي والفلسطيني المؤمن الذي تصورونه بالساذج ما لم تحل هذة القضيه حل عادل

ثالثا:
تتهمون السلطه الشرعية بالضعف والتخاذل ، اولستم انتم من اضعفهم ؟!!

رابعا:
من قسم الارض ووضع الحواجز ويقطع الكهرباء والمياه عن المدن الفلطسينية حتى اصبح غالبية الشعب الفلسطيني يسكن في كردونات وهي المفروض الواقعه تحت يد السلطه الفلسطينية ؟!!

خامسا:

كم مبادرة سلام افشلتموها !! وثم ماذا تتوقع من الشعب الفلسطيني ان يصبح او يتمنى ؟ بالتأكيد ستكون احلامه مختذله في الخلاص وتحرير ارضه المحتله والثأر لمقتل اهله وذويه وينال الشهادة ، بالتأكيد لكن تكون احلامه ان يصبح مهندس او طبيب او عالم او مدرس، اين هي البيئة والمناخ الذي وفرتموه لهذا الشعب الذي تحتلون ارضه وسماءه واحلامه وتهرقون دم المئات والألاف منه بحثا عن ارهابي مختبئ إن صح ما تزعمون ..

نعم هي فوضى ولكنها فوضاكم انتم ومذابحكم انتم .

اقرأ ايضا للكاتب

شريف بركات يكتب لـ«الموقع» مصر سياحياً

شريف بركات يكتب لـ«الموقع»..حول واقعه استشهاد ابونا«ارسانيوس»

شريف بركات يكتب لـ«الموقع»..«نواب التنظير»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى