أراء ومقالاتالموقع

شريف بركات يكتب لـ”الموقع” أسبوعيا “هامش حر” .. “أزمة تربية وأزمة وعي ” !!

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية بما عرف بحادثه “إبن القاضي” وسوء سلوكه وقلة تربيته وهو حق .. الولد بالفعل مستفز سيئ الخلق والسلوك ، سليط اللسان، يستحق العقاب واهله من المجتمع قبل الدولة ، وجيد ان ترفع مثل هذة الحوادث ليستفيق الاهل ويرتدع من تسول له نفسه استسهال الخطأ وارتكابه ، ولكن الغريب والمدهش ملاحظة التشفي و التهكم والهجوم على القضاه والقضاء بشكل عام في هذة الحادثه الفردية!!!
ولا اجد سبب لهذا السلوك سوى جهل اعمى او حقد دفين نابع من نفوس غير سوية على الاطلاق ، واكاد اجزم ان هذا الولد الصفيق عديم التربية لو كان ابن وزير لتهكم الجهلاء و اصحاب النفوس المريضه واتهموا الحكومه المصرية ووزراء مصر!! و لو كان ابن عضو بالبرلمان لكالوا الاتهامات للنواب و البرلمان المصري بغرفتيه!! ولو كان ابن استاذ جامعي للعنوا الجامعات والاساتذه ، او لو كان ابن ظابط لصبوا غضبهم على جميع الظباط والمؤسسات الامنيه في مصر. !! إن تعميم الخطأ والاسراف في الاتهام بدون وعي هو امر يبعد عن العقل والصواب بعد المشرق للمغرب ويحتاج لعلاج هو الأخر !!! لا يمنعنا هذا من ان نتعرف جميعا اننا نواجه ازمه في اتباع الاسلوب الامثل في التربية لهذة الاجيال الناشئه من الصبيه والمراهقين و التي تتسم بالعناد والتمرد والعصبيه في السلوك بدرجة اكبر من الاجيال السابقه، وبالرغم من كوني لست بخبير تربوي او نفسي الا انه في ظني المتواضع ان اهم الاسباب تكمن في انشغال الاب والام بالعمل وعدم اعطاء الوقت الكافي للتربيه والمتابعه للسلوك بعد التربية، بل و متابعه البيئه المحيطه والتي يتفاعل معها ابنائهم وبناتهم سلبا وايجابا من مدرسة، لنادي، لجيران ، لاصحاب ، كما ان الانفتاح السريع على السيئ والمختلف من طباع وسلوك في العالم من خلال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي له دور شديد التأثير و السلبيه
فمن هذة البيئه مجتمعه ومن مواقع التواصل الاجتماعي يستقي معلوماته وافكاره وما يتبعه ذلك من سلوك وتصرفات غير لائقه وغير مهذبة وغير سوية

في ظني ان القاء اللوم على طرف واحد غير كافي وغير دقيق ، البيئه المحيطه بالكامل في حاجه لمراجعه فيما تقدمه للنشئ من خدمه ، كما ان معركة الاب والام الحقيقة ليس في تبيان الحلال والحرام والصح والخطأ ، بل في المتابعه و السيطره على البيئة المحيطه بإبنائهم و العمل على شغلهم اطول وقت ممكن فيما هو نافع ، هذا عن ازمة التربيه، اما عن ازمة الوعي فإن ما نراه ونتابعه حاليا فيما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي يجد انها ترصد الاحداث كلها سلبي وايجابي والسلبي بالاكثر!! بل وتحشد لها المؤيدين والمعارضين ومعهم المغرضين والمتربصين والمندسين !!! وهي بذلك سلاح خطير ذو حدين، لانها قد تحلق الضرر بتعميم المشكله وتضخيمها ليتحدث فيها العالم والجاهل ، السوي والمريض ، حسن النية وسيئ النيه فينتج عنها ما لا يحمد عقباه من احداث بلبله وتشتت في الوعي الجمعي للمجتمع وهو ما قد يسهم بالتبعيه في تغذية الاحقاد والضغائن وازكاء الصراعات والاحباطات بما لا يخدم صالح المجتمع.
نعم لنشر وتعميم الايجابي كنموذج كبائع الفريسكا كمثال ولا لنشر وتعميم السلبي ، وللإسف ان السلوك في النشر ليست له قواعد حاكمه الا نضوج ووعي المجتمع وهو امر ما اظن اننا بلغناه حتى الان!!
فلازال الهوى والمزاج الشخصي حاكم ومتحكم في افكار وتصرفات الكثير منا وهو ما يتجلى في نشرنا و تعليقاتنا على القضايا المختلفه الا القليل من الواعين بخطورة نشر اي شيئ وكل شيئ
أخيرا.. إن غَلبنا العقل على الهوى و غلبنا الصالح العام على الخاص ، ارتقينا والعكس صحيح حفظ الله مصر وشعبها جيلا بعد جيل..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى