أراء ومقالاتالموقع

سعيد علي يكتب لـ«الموقع».. التساؤلات الممنوعة في ملف كلاتينبرج ؟

رجل فاشل.

لم ينجح في أداء مهمته.

اتحاد الكرة كان يجهز لإقالته فهرب وخلع.

جئنا به لتطوير المنظومة التحكيمية ولم يقدم شئ.

كنا سنقيله لكنه بادر وعجل بالاستقالة لأنه يعرف المصير المنتظر له .

كل الأندية اعترضت عليه ولم يكن أحد راضيًا عنه حتى بما فيهم النادي الأهلي.

كل الرؤى السابقة مجرد حجج وذرائع عددها اتحاد الكرة إلى جانب أوهام آخرى سيصنعونها ويصدرونها عبر المنصات الإعلامية الكبرى، لتبرير موقفهم السلبي والسيئ في ملف رحيل خبير التحكيم الإنجليزي مارك كلاتنبيرج.

استيقظ الجمهور المصري والرأي العام الكروي على كارثة تغييب الخبير الإنجليزي، الذي كان يعمل رئيسًا للجنة الحكام، وكانت المفاجأة الكبرى أن مسؤولي الجبلاية لم يكونوا على علم برحيله، وتفاجئوا بالموقف بعدما سألوا عنه في إدارة الفندق الذي يقيم فيه.

سنفترض حسن النية، ونحسن الظن باتحاد الكرة الذي لا يستحق ذلك، وسنقول أنهم صادقين في حججهم وذرائعم وأسبابهم التي يحاولون تبرير موقفهم فيها.

لكن لدينا تساؤلات أكثر أهمية ومشروعية، ونريد منها إجابات من مسؤولي الجبلاية.

إذا كان كلاتنبيرج حقًا رجلًا فاشلًا ولم يضف أي شئ لمنظومة التحكيم، فهل تتم مسائلة عضو اتحاد الكرة الذي تعاقد مع رجل فاشل؟.

إذا كان كلاتنبيرج لم يقدم استراتيجية مثلما طلبه منه اتحاد الكرة كما جاء في البيان المزعوم أمس، فهل يمكن مسائلة عضو اتحاد الكرة الذي تعاقد معه بالأساس دون وضع استراتيجية مشتركة وخطة عمل؟

إذا كان كلاتينبرج لا يقضي وقته في القاهرة لأن لديه مشاريع عمل في بلدان آخرى، فهل كان عضو المجلس الذي تعاقد معه على دراية بذلك أم لا ؟

إذا كان كلاتينبرج فاشل بالأساس، وليس له تجارب ناجحة ولم يقدم شيئًا في تجارب الخليج كما يروجون، فهل كان عضو الجبلاية الذي تعاقد معه على دراية بالأمر ولماذا تعاقد معه، وهل نسأله في ذلك؟

في حقيقة الأمر لا يستطيع مسؤولي الجبلاية الإجابة عن أي تساؤل، ويعرفون تمامًا أنهم مدانين في كل الحالات، سواء كانوا صادقين في كلامهم وحججهم أو كان خصمهم هو الأصدق.

لكن بين هذا وذاك فإن اتحاد الكرة، يواصل تدمير سمعة مصر عالميًا، وتداعيات الأزمة ستكون أبعد من مجرد رحيل أو بقاء رئيس لجنة تحكيم، بل أبعد من مجرد كونها أزمة كرة قدم بالأساس.

لا حديث في الصحافة الإنجليزية عن الكرة المصرية سوء بالسوء، وكل التقارير هناك اجمعت على أن سبب رحيل كلاتينبرج كان يقف وراءه أسباب مسيئة لمصر وتنقص من شأنها.

تحدثت الصحافة الإنجليزية عن تهديدات تلقاها الرجل من مسؤولي كبار في الكرة المصرية، وهم معروفون للجميع، وتحدثت عنه أنه اشتكى من حملات التطاول التي نالت منه، وطلب مقاضاة هؤلاء، لكن الإجابات التي جاءته كانت صادمة، وأكدت له أن هناك شخوص فوق القانون لا يمكن الاقتراب منهم وعليك تحمل تطاولهم.

أرادوا لكلاتينبرج أن يأكل عيش مثل كثيرين يسمعون السب في أمهاتهم وذويهم، ويتلقون الطعنات في سمعتهم وشرفهم، ويتقبلون النيل من أشخاصهم فقط لمجرد الراتب في نهاية الشهر، لكن كلاتينبرج إنجليزي الهوية والعقلية ذهب لسفارته فقالت له انفد بجلدك، وقد كان مثلما ذكرت صحف إنجلترا.

إن ما جرى إلى جانب ملف كيروش الذي فضح مسؤولي الجبلاية وذكر وقائع مشابهة، تعد بمثابة الكوارث والحملات المناهضة لكل عمل تقوم به الدولة لكي تحرز تقدمًا.

ما زال اتحاد الكرة أكبر عدو للكرة المصرية، بل والأفجع من ذلك أن ضررهم توسع لينال مساحات أكبر من كرة قدم أمام بلدان كبيرة بحجم إنجلترا والبرتغال، وربطوا اسم مصر في الصحافة الغربية بالفساد المهيكل، فهل نرى تحرك عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

اقرأ ايضا للكاتب…

سعيد علي يكتب لـ«الموقع»: كيف يتعلم مرتضى منصور فلسفة النجاح من «الخطيب» ؟

سعيد علي يكتب لـ«الموقع» رسالة الرئيس التي لم يفهمها «ميدو»

سعيد علي يكتب لـ«الموقع» عن الحوار الوطني ودعوة مرتضى منصور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى