الموقعرياضة

سر التويتة الشيطانية.. كيف يتجنب الشناوي لكمات إكرامي ؟

كتب – سعيد علي

حينما كنت صغيرًا حذرني شقيقي الأكبر رحمة الله عليه، من الداعم الخبيث، أو من يدعي الوقوف معك بينما هو يدفعك بطريقة آخرى إلى السقوط، ويسلمك بشكل ماكر إلى خصمك وعدوك.

قال لي حينما تدخل شجار احذر أولًا من الشخص الذي يقوم بالتحجيز عليك، هو يتصنع دور«الخير» الذي يتوسط للفصل بينك وخصمك.

أدركت نصيحة أخي مبكرًا في خناقة مراهقين، فبينما يحاول أحد الأطراف ابعادي وجدته يقيدني ليقدمني فريسة سهلة للطرف الثاني الذي هو صديق مقرب له.

الظاهر أنه إنسان طيب يحاول الفصل بين طرفين متصارعين، بينما هو يجهز ضحية لصديقه، وقتها حولت عراكي إليه هو شخصيًا، ووجهت لكماتي إليه بدلًا من صديقه الذي هو أساس الخلاف.

فجائته بموقفي، نعم خلقت خصمًا جديدًا، وزاد أعدائي واحد، لكن لم أقبل يومًا بوجود الخبثاء في حياتي، وتحول ذلك لمنهج سرت عليه يعرف المقربين مني أن دفعت ولا زالت أدفع ثمنه الكثير.

تذكرت تلك النصيحة، وذلك الموقف في تويتة شريف إكرامي الخبيثة والتي تبدو ظاهريًا داعم لمحمد الشناوي حارس مرمى الأهلي بعد سقطته الكبيرة في مباراة بيراميدز الأخيرة والتي تسببت في خسارة الأهلي لنقطتين ثمينتين في صراع الدوري.

كتب «إكرامي» لـ«الشناوي»، متمنيًا له التوفيق في نهائي إفريقيا، والأوليمبياد، رغم أنه لا يوجد عاقل واحد على سطح الأرض يصدق بان إكرامي يتمنى التوفيق للشناوي؟!.

واذا وجد هذا العاقل الاستثنائي الذي يصدق ذلك، فلن تجد عاقل آخر يصدق بأن إكرامي يتمنى التوفيق للأهلي في نهائي إفريقيا.

كيف يستوعب العقل أن شريف إكرامي الذي أصبح الاسم الأكثر كراهية في قلوب الأهلاوية، والعدو الأكبر جماهيريًا في الأشهر الأخير سيكون داعمًا للفريق؟؟!!.

كيف يستوعب العقل بأن شريف إكرامي يدعم الحارس الذي عراه، وجعل الأهلاوية يكشفون تواضع موهبته وضعف مستواه، وفضح الطريقة التي لعب بها في عالم كرة القدم على مدار سنوات طويلة؟!

كيف نصدق إكرامي وهو وسيط ومحلل الصفقة الأكثر غرابة في العشرية الأخيرة، حينما حول مسار رمضان صبحي الذي كان يمهد محمود الخطيب ومجلس الأهلي لأسطوريته، من الأهلي إلى بيراميدز؟!.

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون إكرامي داعمًا للشناوي، ولا للأهلي، بل وبلا شك فإن أكثر ما يسعده في الحياة هو أن يسقط الشناوي وتغيب شمس الأهلي ولو مؤقتًا ليبرز مشروع بيراميدز في وجوده وزوج اخته.

قد نتجاوز عن كل شئ يريده إكرامي، لكن الأمر الذي يجب أن نتوقف أمامه هو نواياه الخبيثة من التويتة الشيطانية، فلم يرد الحارس الذي لقبه الملايين من الأهلاوية بـ«الثقب»، سوى احراج زميله.

أراد إكرامي أن يقدم الشناوي فريسة وأن يقيده للجمهور كي يلكموه، من خلال تويتة ظاهرها الدعم، باطنها جذب المزيد من الأنظار والانتقادات نحو خطأ الشناوي.
فاذا نظرت إلى ردود الفعل على تويته ستعرف جيدًا أنه ما أراد غير احراج الشناوي، الذي سار على دربه بخطيئته الأخيرة.

أراد إكرامي أن يقول للجميع أن الشناوي يخطئ مثله ويرتكب خطايا، فلماذا تدعمونه وتسبونه شخصيًا.

أراد إكرامي أن يستقبل التعليقات التي قالت أنه سار مثلك فاشلًا، لم يعنيه أن يكون فاشلًا، بقدر ما اهتم أن يجر الشناوي إلى منطقته حيث يمكث في القاع.

اعتاد إكرامي أن يداري خيباته، وخطاياه، بفلسفة دبلوماسية، في وسط ساده الجهل، فمثلما كان يتلاعب بمشاعر الأهلاوية قديمًا بعباراته الدبلوماسية، وعلاقاته في ستديوهات التحليل، أراد أن يلعب دورًا جديدًا عبر السوشيال ميديا والعالم الافتراضي بعدما خاب في الواقع.

أبرم أعقد قيمته 50 مليون جنيه في ثلاثة مواسم وفشل في أن يكون حارس مرمى، فاضطر للقيام بأدوار آخرى وكأنه سار مسؤولا عن سوشيال ميديا بيراميدز.

في تقديري الشخصي، يمهد إكرامي للاعتزال قريبًا، والتحول إلى متحدث إعلامي، واهمًا بأن دراسته ودبلوماسيته ستميزه في هذا المجال، وقد تعيد له بريق لم يستحقه يومًا، لكن الأيام والتجارب والحياة، تقول كلمتها دائمًا، لا فلاح لخبيث مهما بدا غير ذلك ومهما طال الوقت، ولابد وأن تنكشف الحقائق المختفية وراء المكر.

شوقي غريب: الشناوي حارس مصر الأول.. وسيتجاوز خطأ بيراميدز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى